الجيش اليمني يحرّر «جبل القـعـيطة» الاستراتيجي في «متون» الجـوف

السبت 6 يناير 2018 05:38:09
الجيش اليمني يحرّر «جبل القـعـيطة» الاستراتيجي في «متون» الجـوف
الإمارات اليوم

تمكن الجيش اليمني، أمس، من تحرير جبل القعيطة الاستراتيجي أحد الجبال بسلسلة جبال حام بمديرية المتون محافظة الجوف بعد معارك مع ميليشيات الحوثي الإيرانية، فيما أعلن المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته جماعة الحوثي باتجاه نجران، ودمرته من دون خسائر في الأرواح.

وفي التفاصيل، قال قائد اللواء 127 مشاة في الجيش اليمني، العميد عبدالله الضاوي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن «طيران التحالف العربي شارك أبطال الجيش الوطني في تحرير جبل القعيطة في محافظة الجوف، واستهدف آليات وأطقماً عسكرية تابعة للميليشيا الحوثية الانقلابية».

وأضاف العميد الضاوي، أن «جبل القعيطة يعد موقعاً استراتيجياً مهماً لكونه يعتلي السلسة الجبلية في جبهة حام وتحريره سيسهم في عملية تحرير ما تبقى من سلسلة جبال جبهة حام».

وأكدت مصادر ميدانية دخول قوات الجيش إلى سوق الخميس في مديرية خب والشعف شمال شرق الجوف، بعد حصاره لثلاثة أيام، والذي يعد آخر معاقله الإنقلابية في المديرية الأكبر على مستوى المحافظة.

وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات المساندة على مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة واقعة بين صعدة والجوف أوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة، ومنعت وصول تعزيزات لهم إلى جبهات خب والشعف باتجاه جبل حبش جنوب منطقة اليتمة، ما أدى إلى مصرع ستة من عناصرهم وإصابة آخرين وتدمير طقم عسكري.

وفي صنعاء العاصمة، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على مناطق واسعة في بيت الفقيه التابعة لمنطقة لعزلة عيدة بمديرية نهم شمال شرق العاصمة، بعد هجوم شنته على مواقع ميليشيات الحوثي الإيرانية خلف قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي العاصمة أيضاً أعلنت قبائل «الحيمة الخارجية»، ثالث قبيلة من قبائل الطوق، النفير في وجه الميليشيات بعد قبائل همدان وخولان، ما يوسع الرقعة الجغرافية الرافضة للميليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلى جانب قبائل سراع في حجة والحداء في ذمار، والحيمة بين تعز وإب، وقبائل القفر في إب التي منعت مرور تعزيزات باتجاه العدين ومنها الى حيس في الحديدة، إلى جانب عدد كبير من قبائل البيضاء، وقبائل الطويلة في المحويت.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة ميليشيا الحوثي الإيرانية، فتح باب القبول للتجنيد لعام 2018، وذلك في محاولة جديدة منها لتعويض الخسائر البشرية التي تتعرض لها في جبهات القتال، جراء المواجهات مع قوات الشرعية وضربات التحالف العربي لدعم الشرعية.

وأوردت وكالة الأنباء الخاضعة للميليشيات خبراً مفاده أن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة (دائرة التعبئة العامة) التابعة لها، أعلنت عن فتح باب القبول للتجنيد الطوعي في صفوف القوات المسلحة لعام 2018.

ورفعت وزارة الانقلابيين سن التعبئة إلى ما فوق الـ40 عاماً، إلى جانب تكليف أمين العاصمة المعين من قبلهم، حمود عباد، بإشراف مباشر من زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، للقيام بعمليات تجنيد واسعة في صفوف سكان العاصمة وعلى رأسهم طلاب المدارس من صغار السن، في عمليات تجنيد إجباري.

ويرى مراقبون أن هذا الإعلان هو حيلة جديدة ربما تكون الأخيرة من قبل الميليشيات لتعويض خسائرها البشرية من خلال استدراج الشباب تحت مسمى التجنيد، بعد فشلها في استقطاب مقاتلين من القبائل الذين رفضوا التعاون مع الميليشيات بعد انكشاف غطائهم السياسي وظهور حقيقة مشروعها الطائفي الإيراني.

وحذرت قيادات قبلية محلية الأهالي من التجاوب مع هذا الإعلان والدفع بأبنائهم للتجنيد للحصول على وظيفة ومرتب في الدولة، مؤكدين أن إجراءات الحوثيين جميعها غير قانونية باعتبارها ميليشيات غير معترف بها، إضافة إلى أنهم ينهبون مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين منذ أكثر من عام ولا يدفعون لهم.

من جهة أخرى، واصلت عناصر الميليشيات السيطرة على الأراضي العامة داخل العاصمة، إلى جانب استمرارها في عمليات نهب الأموال العامة والخاصة، وتكثيف عمليات ترتيب أوضاع عناصرها في الجهازين الإداري والعسكري من خلال منحهم مناصب عليا.

وفي مأرب، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في مديرية صرواح، استهدفت مناطق الربيعة والمطار ومركز المديرية التي يتحصن فيها عناصرهم منذ اشهر.

وفي جبهات الساحل الغربي لليمن، واصلت قوات الجيش حصارها لعدد من كتائب الحوثيين في مركز مديرية حيس، وتجمعات لهم في منطقة شرق الخوخة، وسط استمرار التقدم لقوات الجيش من ثلاث جهات، الغربية والجنوبية والشرقية، باتجاه حيس، وسط حالة من الانهيار في صوف الميليشيات التي تراجعت نحو مديرية زبيد ونقلت مركز قيادة عملياتها إلى منطقة سقم في محيط شمير شرق حيس، ومنطقة القهراء في مديرية جبل راس التابعة للحديدة والقريبة من مديرية حزم العدين التابعة لمحافظة إب، حيث تقع مديرية حيس بين مفترق طرق قادمة من محافظتي تعز وإب، ما يجعلها مركزاً لتجمع عناصر الميليشيات القادمة من مناطق عدة تابعة لتعز وإب.

في الأثناء، أعلنت قوات الجيش اليمني استكمال تأمين مديرية الخوخة بالكامل من عناصر الميليشيات الحوثية والألغام والمتفجرات التي زرعتها خلال فترة سيطرتها على المديرية، وأنها تمكنت خلال عمليات التمشيط الأخيرة، بمساندة مقاتلات وطيران الأباتشي التابعة للتحالف العربي، من أسر عشرات العناصر الحوثية.

من جهة أخرى، أعلنت ميليشيات الحوثي تكليف القيادي البارز في صفوفها أبوعلي الحاكم لقيادة عناصرها في معركة الساحل، خلفاً ليوسف المداني، الذي لقي مصرعه على يد التحالف والشرعية خلال معارك تحرير الخوخة.

وفي لحج، شنت قوات الجيش هجوماً واسعاً، بمساندة القوات الإماراتية، على مواقع الميليشيات في جبهات كرش شمال المحافظة الواقعة على خط عدن - تعز الرئيس، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير عدد من آلياتها العسكرية، وتمكنت من السيطرة على منطقة الضاحي التابعة لكرش.

وفي جبهات البيضاء وسط اليمن، تمكنت المقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم من السيطرة على منطقة الحيكل بعد شنها هجوماً ناجحاً على مواقع الميليشيات في المنطقة، وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، فيما فر بقية عناصرهم، يأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث الرسمي لقوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أن قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت عملية إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه نجران بطريقة متعمدة ومقصودة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، حيث تم اعتراضه وتدميره من قبل سرايا «البتريوت» للدفاع الجوي السعودي في سماء نجران، ما أدى لتناثر الشظايا التي أحدثت أضراراً بسيطة في الممتلكات الخاصة لأحد المواطنين ولا خسائر في الأرواح.

وأضاف المالكي أن «هذا العمل العدائي من قبل الجماعة الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط دعم النظام الإيراني لجماعة الحوثي المسلحة بقدرات نوعية، في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي رقم 2216 والقرار 2231 بهدف تهديد أمن السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، مؤكداً أن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني».

ودعا المتحدث مجدداً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية وفاعلة لوقف الانتهاكات الإيرانية السافرة، باستمرار تهريب ونقل الصواريخ الباليستية والأسلحة للجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون، ومحاسبتها على ما تقوم به من دعم وتحدٍ صارخ لانتهاك الأعراف والقيم الدولية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، بشدة، إطلاق ميليشيات الحوثي للصاروخ، حيث قال الأمين العام للمنظمة، الدكتور يوسف العثيمين، إن استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية، يؤكد مواصلة ميليشيات الحوثي نهجها العدائي والإجرامي، الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وتنفيذ المخططات التآمرية ضد المملكة والمواطنين والمقيمين على أراضيها.

وجدد دعم المنظمة وتضامنها التام مع المملكة، قيادة وحكومة وشعباً، في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات، للحفاظ على أمنها واستقرارها، مشيداً بيقظة قوات الدفاع الجوي السعودي في اعتراض الصاروخ، وتدميره قبل سقوطه على المناطق المدنية الآهلة بالسكان، ما منع وقوع أي خسائر.