عسكرة المدارس.. دليل جديد على تعاون الحوثي والإصلاح في تعز

الاثنين 13 إبريل 2020 19:49:00
عسكرة المدارس.. دليل جديد على تعاون الحوثي والإصلاح في تعز

كشفت الوثيقة التي حصل عليها "المشهد العربي" في وقت سابق بشأن تحويل مدارس محافظة تعز إلى ثكنات عسكرية أن العناصر الإصلاحية تسير على نفس الممارسات التي تنتهجها المليشيات الحوثية في المناطق التي تستطير عليها، وهو ما يعد بمثابة دليل جديد على التعاون بين الطرفين في المحافظة ومحاولة استغلالها لتكون نقطة انطلاق نحو الساحل الغربي والجنوب.

وعلى مدارس السنوات الماضية ضاعفت مليشيا الحوثي من جرائمها بشأن تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية واستغلالها في تخزين المعدات والأسلحة التابعة لها، وذلك بعد أن توقفت العملية التعليمية في عدد كبير من المؤسسات التعليمية بفعل الجرائم الحوثية، وهو أمر تعمل مليشيات الإصلاح على تكراره في تعز.

ويعد الاستيلاء على المدارس هدفاً استراتيجياً للمليشيات الإرهابية بجميع أنواعها، لأنها تضمن أن الطلاب الصغار الذين تجندهم على الجبهات لن يحصلوا على التعليم اللازم لكشف زيف الخطابات المتشددة التي تغذيها تلك المليشيات في عقولهم، وبالتالي لا يكون هناك صعوبة في الزج بالأطفال والصغار على الجبهات من دون مجهود يذكر.

ويأخذ الأمر أبعاداً أخرى في تعز، إذ أن تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية يعني أن مليشيات الإصلاح تحشد للقيام بعمل عسكري ما، وأنها تسعى لتوظيف كافة المؤسسات المدنية التي تمكنها من هذا الحشد، في وقت تتصاعد في الأنباء حول إمكانية تحويل تعز التي يتواجد فيها الحوثي والإصلاح كنقطة انطلاق لتحالف الطرفين معاً.

كشفت وثيقة حصل "المشهد العربي" على نسخة منها، عن تحويل مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، مدارس في تعز إلى ثكنات عسكرية.

وتضمنت الوثيقة توجيهات من مدير مكتب التربية في المحافظة، التابع لمليشيا الإخوان، المدعو شداد المخلافي، إلى مدراء مدارس في مديرية المظفر، بإخلاء المدارس لعناصر المليشيا، باعتبارها مقار تدريب عناصرها.

وأعرب تربويون عن قلقهم من انتشار عناصر المليشيا في المدارس، مشددين على ضرورة النأي بالمنشآت التعليمية عن أي صراع سياسي أو عسكري.

في عهد ميليشيا الحوثي، تحولت المدارس إلى ثكنات لتخزين الأسلحة، أو مواقع لتجنيد صغار السن، أو سجون سرية للناشطين والمعارضين للميليشيا، كما أضحت فرق الإسعاف والمنشآت الطبية هدفاً للأعمال القمعية التي ينفذها الجهاز الأمني الداخلي المعروف باسم الأمن الوقائي.

وتضرر القطاع التعليمي بشكل كبـير، إذ تم اسـتهداف القطـاع بضربات دمـرت الكثـير مـن المدارس، كما تم تحويل الكثير منها إلى ثكنات أو مخازن للأسـلحة، وسـجون للاعتقالات الواسعة التي تشـنها الميليشيا، قبل أن تفـرض أخيراً إتـاوات ومبالـغ ماليـة كبـيرة على الطلاب، مما تسـبب في إغـلاق الكثير منهـا لعـدم مقدرتهـم علـى الدفـع.

ومع تحويل المدارس الكبيرة معسكرات لتجنيد الصغار وغسل أدمغتهم بأفكار ومعتقدات طائفية لتعويض النقص الكبير في المقاتلين بعد عزوف الكثير من القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهات، إذ أدى حرمان الأطفـال مــن التعليــم في المناطــق غير المحــررة إلى الدفع بهم في الصراع بـدلاً مـن التعليـم، وذهب البعض للبحث عن عمل لإعالة أسرهم بسبب وقف الرواتب وانتشار الفقر كنتيجة للحرب التي سببتها الميليشيا.