هل اشترت طهران صمت زعيم العمال البريطاني
يواجه رئيس حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، موجة انتقادات وضغوط داخلية لسكوته إزاء الاحتجاجات في شوارع إيران التي تطالب بإسقاط ديكتاتورية نظام الملالي، وسط اتهامات بأن حكومة طهران "اشترت صمته".
وفي مقال افتتاحي، قارنت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية بين مواقف حزبي المحافظين الحاكم والعمال المعارض إزاء الاحتجاجات الإيرانية، قائلة، الأحد، إن "النائب عن حزب المحافظين، توم توجندات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البريطاني)، انتقد عن حق، استجابة حزب "العمال" غير الواضحة، وعدم إدانة زعيمه جيريمي كوربين حتى الآن قمع الحكومة الإيرانية للاحتجاجات في شوارع البلاد.
واعتبر توجندات أن صمت "العمال" غير عادي ضد النظام الإيراني، حيث لقي ما لا يقل عن 21 شخصا مصرعهم منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي.
وطالبت الصحيفة كوربن، صاحب المواقف المشهورة في الدفاع عن إيران ورفض العقوبات الأوروبية ضدها، بالخروج من صمته والحديث ضد قمع النظام في إيران، وأشارت أنه "لا شك أنه (كوربن) سيصر على أن هذا لا علاقة له بـ20 ألف جنيه إسترليني تلقاها بعد ظهوره عدة مرات على شبكة (برس تي في) الإيرانية الناطقة بالإنجليزية المملوكة للدولة، فإنه لا يحتاج إلى إغراءات مالية ليكون صديقا لأي نظام يعادي الولايات المتحدة والغرب".
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل إميلي ثورنبيري إن حزبها لا يريد "القفز على الحكم"، وأنهم يتخذون نهجا "حذرا".
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن كوربن يتعرض لضغوط متزايدة، وظل صامتا إزاء الاحتجاجات على الرغم من اهتمامه طويل الأمد بالبلاد وشغله منصب نائب مجموعة كل الأحزاب البرلمانية حول إيران.
وبتعبير النائب المحافظ جاك لوبريستي "فإنه لأمر صادم بالنسبة لزعيم المعارضة الذي يطمح إلى إدارة بلدنا العظيم أن يظهر أنه ليس لديه وجهة نظر بشأن مسألة خطيرة جدا من السياسة الخارجية والاضطهاد الشرير لشعب".
وأضاف "في أفضل الأحوال، كوربين هو أحمق مفيد. وفي أسوأ الأحوال لو أصبح رئيسا للوزراء، فإن تعاطفه المتصور من خلال صمته فيما يتعلق بالنظام الإيراني، الذي يعتبر أكبر راع عالمي للإرهاب العالمي، سيمثل تهديدا حقيقيا لأمننا القومي".
وأشارت الصحيفة إلى أن صمت كوربن يتبع تحفظا مماثلا لإدانة القيادة الاشتراكية الفنزويلية خلال حملتها على احتجاج المدنيين العام الماضي.
ويأتي هذا التحفظ متماشيا مع الاتجاه اليساري لحزب العمال الذي يجعل ردود فعله متعاطفة لحد كبير مع الدول التي تتبع ذات الاتجاه.
وفي ذات الوقت فإن إيران تحرص على عقد صداقات ومصالح مشتركة مع الأحزاب اليسارية في أوروبا، خاصة أن معظمها يكون في صف المعارضة؛ ما يساعد في أن تكون أداة ضغط لإيران لدى حكوماتها التي تتخذ مواقف حازمة من طهران.