وجهة نظر:حول الحرب والسلام في اليمن

لم يعد هناك من خيارات سياسية أمام حكومة الشرعية اليمنية سوى خيار القبول بنهايتها المحتومة، حتى وأن افترضنا قبلت بتطبيق مخرجات اتفاقية الرياض فأن ذلك سيفقدها إمكانية الهيمنة المطلقة سياسيا وإداريا واقتصاديا على شؤون محافظات الجنوب المحررة، فكل المؤشرات والمعطيات الواقعية سياسيا وعسكريا على مستوى اليمن عموما والجنوب العربي خصوصا، تدل بما لا يدع مجالا للشك بأن الحوثي قد حسم أمره بالسيطرة على إدارة الأوضاع في صنعاء عاصمة المحافظات الشمالية، والمجلس الانتقالي كذلك حسم أمره في الإدارة الذاتية للأوضاع العامة في عدن عاصمة المحافظات الجنوبية..

وأعتقد جازما بأن دول التحالف العربي والمجتمع الدولي يدركون تمام الأدراك لهذه الحقيقة الراسخة والسائدة على أرض الواقع سواء كان ذلك في الواقع الشمالي أو الواقع الجنوبي، ومن المتوقع بأن مختلف الدول في العالم، المحبة لوقف الحرب والمؤمنة بضرورة استتاب الأمن والسلام والاستقرار في اليمن والجنوب العربي وفي جميع دول منطقة الخليج العربي والقرن الأفريقي، ستعترف سياسيا ودبلوماسيا بهذه الحقيقة الواقعية، بينما نتوقع عكس ذلك من قبل مراكز قوى الفساد والاستبداد المستفيدون من تجارة الحروب والمستثمرين لصفقات أرباحها وفي مقدمتهم زعماء الإرهاب اليمني وحزب الإصلاح الإخونجي وحلفائهم في المنطقة، فأنهم بالتأكيد سيحاولون تسخير إمكانياتهم المالية والإعلامية وعلاقاتهم الإجرامية في تأجيج استمرارية الحرب واضرام نيران اشتعالها حفاضا على مصالحهم غير المشروعة..

فهل حان الوقت للضمير العربي والإسلامي ولجميع الدول المنضوية في عضوية هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية، بأن تضع حدا عاجلا لوقف الحرب الدموية واتخاذ المعالجات السياسية للأزمة اليمنية، والاعتراف الدولي بمجريات الواقع وبحق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره السياسي وفقا لمبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي ؟؟؟. نأمل ذلك وفي غضون الأيام القليلة القادمة بمشيئة الله تعالى..

د. حسين العاقل: عضو هيئة التدريس بجامعة عدن، وعضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
30 ابريل 2020م.