ضغوطات تنفيذ اتفاق الرياض تفجّر الشرعية من الداخل
توالت الضغوطات الدولية على الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض خلال الأيام الماضية، وتحديداً منذ أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب، وهو ما كان له أثراً مباشراً على أوضاع الشرعية المتفككة بالأساس، وبدا أن الصراعات الداخلية قد ظهرت على العلن بسبب مطالبات تيار قطر وتركيا إقالة رئيس الحكومة معين عبدالملك في محاولة لإفشال أي خطوة من شأنها الذهاب إلى تنفيذ الاتفاق.
ونشرت وسائل إعلامية إخوانية عدة، مطالبات تيار تركيا وقطر داخل الشرعية بإقالة رئيس الحكومة، وجاءت هذه المطالبات بعد أن تدخل عبدالملك لإبعاد المدعو صالح الجبواني من منصبه كوزير للنقل اليمني، وبالتالي فإن هذا التيار يرى أنه قد يتعرض إلى هزيمة جديدة حال كانت هناك قرارات سياسية بشأن تنفيذ اتفاق الرياض الذي يعد بمثابة بداية النهاية لهيمنة مليشيات الإصلاح الإخوانية على الشرعية.
ويرى مراقبون أن مليشيا الإخوان لن تسمح بتنفيذ بنود اتفاق الرياض حتى وإن كان هناك قرار سياسي بالمضي قدما باتجاه إبداء حسن النية لتنفيذه، لأن هذه المليشيات هي من تتحكم في العناصر الإرهابية التي زجت بهم الشرعية إلى شبوة وأبين على مدار الأشهر الماضية، وأن جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر يدرك تماماً أن انسحاب هذه القوات بمثابة هزيمة مباشرة له بعد أن نسج العديد من المؤامرات مع المليشيات الحوثية الإرهابية والتي بمقتضاها جرى تسليم جبهات الشمال والمضي قدما باتجاه الزج بالعناصر الإرهابية إلى الجنوب.
ويذهب البعض للتأكيد على أن خلافات الشرعية قد تكون أكثر وضوحاً خلال الفترة المقبلة لأن سيكون عليها تحديد مصيرها إما الوقوف في صف التحالف العربي أو الانتقال بشكل علني إلى محور الشر التركي القطري الإيراني، وهو ما سيترتب عليه هزات عنيفة داخلها، وأنها قد تلجأ إلى الفوضى والعمليات الإرهابية للتغطية على كل هذه الخلافات التي ستكون على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يراقب تحركاتها في الوقت الحالي.
علق المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، على مطالبة عددًا من قيادات الشرعية التابعين لقطر وتركيا بإقالة رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك بسبب أزمة كورونا.
وقال في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "قلنا لكم أن فيروس كورونا يعصف بما تبقى من الشرعية. مجموعة من النواب من أنصار قطر وتركيا يقودهم العيسي يطالبون الرئيس هادي بإقالة معين عبدالملك أو أنهم سيسحبون الثقة من الرئيس هادي شخصيًا. طبعا مرشحهم الميسري الذي عند تعيينه سيطلب من تركيا التدخل في سقطرى وأبين".
وأضاف في تغريدة أخرى: "الدعم المالي بواسطة حسين الأحمر من قطر ومن العيسي المدعوم من أولاد هادي الذي تعرضت تجارته النفطية لأضرار كبيرة بعد دخول منافسين جدد. عشرة ممن في القائمة نفوا علاقتهم بهذا الأمر. الغباء من الذين يهددون هادي بمجلس نواب الساقط قانونا تم إكمال نصاب الحضور في سيئون بجنود و إعلاميين".