ذكرى إعلان عدن.. الانتقالي يضع الجنوب على سلم الدولة
رأي المشهد العربي
يظل الرابع من مايو من كل عام، تاريخياً محفوراً في ذاكرة كل جنوبي، إذ كان شاهداً على انطلاق أول خطوات استعادة دولة الجنوب، بتوقيع إعلان عدن في العام 2017، والذي كان بمثابة تفويض شعبي حصل عليه الرئيس عيدروس الزُبيدي لتحقيق أحلام الجنوب التي اقتربت كثيراً من أن تكون أمراً واقعاً أمام أعينهم.
الاحتفاء بهذه الذكرى هذا العام مختلفاً عن العاميين الماضيين، لأنه يأتي بالتزامن مع إعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية، وهو القرار الذي يضع الجنوب على سلم استعادة دولته، وهذا يعني أنه لن يكون بإمكان أحد أن يوقف قطار التحرير الذي انطلق قبل ثلاث سنوات وقارب على الوصول إلى محطته الأخيرة والتي تتمثل في الإعلان الرسمي عن دولة الجنوب العربي.
تجاوز الجنوب المرحلة الثورية التي عاش فيها طيلة السنوات الماضية ما قبل الإعلان عن تأسيس المجلس الانتقالي ووصولاً إلى التوقيع على اتفاق الرياض، الذي عد بمثابة اعترافاً دولياً بحقوق الجنوب وبالمجلس باعتباره الهيئة الممثلة عن أبناء الجنوب، وأضحت محافظات الجنوب تعيش الآن مرحلة الإدارة الذاتية التي تتشكل فيها معالم الدولة شيئاً فشيئاً.
خطوات المجلس الانتقالي خلال الأيام الماضية والتي تلت الإعلان عن قرار الإدارة الذاتية تبرهن على أنه ماض في طريقه، إذ أن الخطوات الإدارية والإصلاحية التي اتخذها في العاصمة عدن وعدد من المحافظات الأخرى تشير إلى أن هناك رؤية واضحة تقوم على إصلاح المؤسسات الخدمية واستعادة حقوق الجنوب تمهيداً للوصول إلى إعلان الدولة.
لم يتخيل أكثر المتفائلين أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد يتمكن من الوصول إلى مرحلة الإدارة الذاتية بعد ثلاث سنوات فقط من إعلان تأسيسه، لكنه اعتمد في الوقت ذاته على العمل المؤسسي المنظم الذي يتبناه المجلس في جميع تحركاته، ما يعد برهاناً قوياً على قدرته في بناء دولة مستقلة في أقرب فرصة.
البناء المؤسسي السليم للمجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية بجانب الأفق الواسعة لقيادات المجلس كلها عوامل ساعدت على تحقيق العديد من الانتصارات السياسية خلال 3 سنوات الماضية، وعلى وجه التحديد خلال العام الماضي الذي شهد زيارات متتالية لقيادات المجلس إلى قوى إقليمية كبيرة على رأسها بريطانيا وروسيا، بالإضافة إلى نجاح الوفد المفاوض في جدة بالوصول إلى توقيع اتفاق الرياض، ونهاية بقرار الإدارة الذاتية الذي توج كل هذه الجهود.
فوق كل هذا فإن الالتفاف الشعبي حول المجلس الانتقالي وبسالة القوات المسلحة الجنوبية يمهدان طريق الحرية والاستقلال وبناء دولة الجنوب المنتظرة، وأن الانتقالي يستمد قوته الأساسية من هذين العاملين اللذين أحدثا المعجزات على الأرض ومنحاه قوة إضافية بددت العديد من المؤامرات التي كانت ومازالت تحاك ضد أبناء الجنوب.