الزُبيدي يجدِّد العهد.. شعبٌ صامد ووطنٌ نحو التحرُّر
تمضي القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي بخطوات شديدة الثبات نحو تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، في وقتٍ يظهر فيه الشعب الجنوبي كثيرًا من التلاحم وراء قادته.
وفيما يشبه بتجديد العهد، فقد عبّر عن ذلك الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في كلمته لشعب الجنوب، في الذكرى الثالثة لإعلان عدن التاريخي، حيث أعرب عن تقديره لصبر وصمود الشعب.
وثمن استعداد الجنوبيين بذل كل ما يمكن في سبيل نيل استقلال الجنوب، مشددا على حرصه على السير بشعب الجنوب في طريق آمن، بخطى واثقة ومدروسة.
وقال: "استعادة استقلال وبناء الجنوب وطن كامل السيادة، مشروع سامي، قدمنا من أجله قوافل من الشهداء.. إننا ماضون في ذلك بكم، وبعزمكم، وبإرادتكم الفذة، وبصبركم وصمودكم".
وأعرب عن تقديره للأمانة التي حملها، مطالبا شعب الجنوب بمواصلة دعمه، وأشاد في كلمته، بأبطال القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية الباسلة، قائلا: "إن دوركم البطولي الثابت هو صمام الأمان الذي نفاخر به".
وتابع: "أنتم اليوم من يذود عن سيادة الوطن، وحماية أمن مواطنيه"، ودعاهم إلى "الثبات المعهود" بقوله: "لتكن بنادقكم جاهزة دائماً".
وجدد العمل على استمرار العمل من أجل الوطن، بمزيدٍ من الجهد، والإنتاجية، للانتقال إلى مرحلة متقدمة، خاتما: "التاريخ يكتب ويدون".
وكان إعلان المجلس الانتقالي، الإدارة الذاتية للجنوب مؤخرًا، صفعة على وجه حكومة الشرعية التي تنفذ خطة مشبوهة، تقوم على احتلال الجنوب وبسط هيمنتهم ونفوذهم عليه، في وقتٍ تركت فيه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني أراضيها من أجل الحوثيين.
ونهاية أبريل الماضي، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وقررت عقب اجتماع طارئ بحضور القيادات العليا للجيش الجنوبي، منذ قليل، إعلان الإدارة الذاتية للجنوب بدءا من ليل السبت "الماضي".
ونص القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ودعت الهيئة الجماهير إلى الالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب.
كما قررت تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد في الهيئات المركزية والمحلية، بتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في المحافظات.
وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللجان الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب، بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب.
وطالبت الهيئة محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب إلى الاستمرار في أعمالهم.
ودعت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية لتحقيق أمن واستقرار شعب الجنوب، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وأرجعت الهيئة قرارها إلى تزايد المؤامرات وعدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر وإهمال أسر الشهداء والجرحى ودعم الإرهاب وقوى التطرف وانهيار الخدمات العامة.
وأشارت إلى استمرار صلف حكومة الشرعية وتسخيرها موارد وممتلكات شعب الجنوب في تمويل أنشطة الفساد وتهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق الرياض بالتزامن مع صمت غير مبرر من الأشقاء في التحالف العربي.
وأصبح "السادس والعشرون من أبريل" أحد الأيام الفارقة في تاريخ الجنوبيين، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب، وقد نصّ القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقًا للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
هذه الخطوة التاريخية تحمل أهمية كبيرة في رحلة الجنوبيين نحو استرداد وطنهم وتمكين أصحاب الأرض من إدارتها، وكبح جماح أي محتل يسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره، ويحاول نهب مقدراته، والحديث هنا عن "الشرعية المخترقة إخوانيًّا".
الكرة الآن أصبحت في ملعب الجنوبيين، وأصبح الوضع الراهن يستلزم تكاتفًا شعبيًّا ضخمًا وراء القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحصين الوطن من المؤامرة الإخوانية.
الجنوبيون أصبحوا في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.
إقليميًّا، يُشير الواقع إلى ضرورة دعم الجنوب لما له من سابقات خير مع التحالف العربي في التصدي للمليشيات الحوثية الإرهابية، بالإضافة إلى مكافحة المشروع الإخواني المهيمن على الشرعية، وهذا المشروع يسير وفقًا لأجندة قطرية - تركية، تحمل عداءً كاملًا للتحالف العربي.
وأدّى الجنوب عبر قواته المسلحة، جهودًا ضخمة في التصدي للتنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيمي داعش والقاعدة، خلافًا لحكومة الشرعية التي تملك علاقات نافذة مع هذين التنظيمين، الخاضعين للإرهابي علي محسن الأحمر.