سجن مصابي كورونا.. قراءة في جنون الحوثي
واقعة حوثية جديدة يمكن اعتبارها جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، كان عنوانها فيروس كورونا.
مصادر حقوقية كشفت أنَّ مليشيا الحوثي سجنت مصابين بفيروس كورونا في معتقلات تضم صحفيين ومختطفين آخرين.
المصادر كشفت عن أنّ المليشيات زجَّت ببعض حالات الإصابة بكورونا في سجون تعتقل داخلها عددًا من الصحفيين.
وأدانت المصادر، هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق المختطفين بشكل عام ومنهم الصحفيون المعتقلون في سجونها، وحملت المليشيات الموالية لإيران المسؤولية الكاملة عن حياتهم وتدهور صحتهم، داعية إلى الإفراج الفوري عن كافة الصحفيين المختطفين.
وتعتقل مليشيا الحوثي نحو 16 صحفيًّا في سجونها بتهم ملفقة بعضهم منذ العام 2015.
وأصبح فيروس كورونا عنوانًا جديدًا للاستهداف من قِبل المليشيات الحوثية، ولعل أبشع ما كُشف في هذا الإطار كشفه أحد نزلاء الفندق الذي توفيت فيه الحالة المصابة بكورونا في محافظة صنعاء التي أعلنت عنها مليشيا الحوثي رسميًّا أمس الأول الثلاثاء، فيما يتعلق بتفاصيل الحالة وقيام المليشيات بالتكتم عن الإعلان عن تفاصيل وعدد المخالطين للحالة.
وسائل إعلام نقلت عن النزيل قوله إنّ الشخص الذي توفي بوباء كورونا في غرفة الفندق التي يقيم بها كان وصل الفندق، وعقب وفاته حضرت مليشيا الحوثي إلى الفندق وقامت بتحريز الجثة وخالط الجثة أكثر من 15 شخصاً من الأجهزة الأمنية التابعة لمليشيا الحوثي.
وأضاف أنّ الشخص المتوفى هو (م. المعيش)، مشيرًا إلى أن المليشيا وعقب أن أخذت الجثة يوم الأحد الماضي في وقت العصر عادت فجر الاثنين بعد مرور أكثر من 10 ساعات لتبلغهم أن الحالة كانت مصابة بكورونا وهددت العاملين بالفندق بعدم النشر أو الحديث عن الحالة.
وأكد النزيل أن الحالة المصابة بكورنا خالطت عشرات النزلاء في الفندق وأنه كان يخرج للسوق ويعود، موضحًا أنّ الفندق فيه عشرات النزلاء وغالبيتهم قد خالطوا والتقوا بالحالة المتوفية بكورنا، وأنّ المليشيا لم تكلف نفسها عناء حظر أو حجر النزلاء، مشيرا أن غالبيتهم قد غادروا الفندق.
ورفضت مليشيا الحوثي الإفصاح عن كافة تفاصيل الحالة المتوفية بكورونا، بالإضافة إلى وجود العشرات من المصابين والذين هددت المليشيا عائلاتهم بعدم القيام بالنشر ما لم سيتم اعتقالهم.
هذه المعلومات تفضح حجم التلاعب والاستهتار الحوثي بحياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وذلك على الرغم من التحذيرات التي ردّدها العالم أجمع بسرعة تفشي فيروس كورونا بين البشر.
وفي وقتٍ سابق، حذّر أطباءٌ متخصصون في محافظة صنعاء من طريقة تعاطي مليشيا الحوثي مع مخاطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا ذلك كارثة تهدد 30 مليون شخص.
وكشف وهاج المقطري الذي أوكل له الحوثيون مهمة إعداد بروتوكول علاجي لكورونا عن منع المليشيات فحص حالات الاشتباه بكورونا لكل من تظهر عليه أعراض المرض وتوجيه عملية الفحص عن إنفلونزا الخنازير H1N1، معتبرًا ذلك تسترًا مقصودًا من قبل لجنة الطوارئ الحوثية على الوباء الذي ينتشر في العالم بشكل مرعب.
وانتقد المقطري - في مطلع أبريل الماضي - تشخيص ثماني حالات وفاة شهدها المستشفى الجمهوري خلال الأربعة الأيام الماضية على أنها التهاب جهاز تنفسي وخيم، وقال إنّه من غير المعقول أن يموت 8 أشخاص بإنفلونزا الخنازير في وقت ذهب موسم المرض وطالب بلجنة طبية لتقييم الحالات بشكل دقيق.
وصرّح المقطري: "تقييم الحالات خاطئ وقاتل، حيث السؤال الذي تعتبره لجان الفحص أساس التشخيص هو (هل سافرت إلى الخارج أم لا؟) لم يعد ذو قيمة مطلقا في التشخيص لأن المسافرين تم تهريبهم من المنافذ بالعشرات وقد اختلطوا بالمئات من السكان".
وأضاف: "ما بوسعي أن أقوم به هو تحذير الناس وانتشالهم من وضعية النعام فقط"، مشيرًا إلى أنّ كورونا لا يحصد في البداية ولا يتفشى سريعًا، مستشهدًا بوضع سوريا والصومال حيث لا تزال عندهم الحالات قليلة جدا رغم أنه مضى أسبوعين على اكتشاف المرض.
وحذّر المصدر نفسه من أنّ "كورونا" يبدأ في المجتمع تدريجيًّا وإذا لم تكتشفه الدولة لفترة يبدأ بعد ذلك بالتفشي بمتتالية هندسية (تصاعد متضاعف) ويحصد الناس وقد وصلت الأعداد بالآلاف كما فعل تماما في إيران وإيطاليا وغيرهما.
وكانت تقارير قد حذّرت من تبعات ونتائج كارثية في شتى المجالات في حالة تسلل فيروس كورونا إلى اليمن، في ظل التدهور الحاد في القطاع الصحي الذي بات شبه مدمر.
واضطر العديد من اليمنيين إلى إيقاف أعمالهم مؤقتا وبقائهم في منازلهم حرصا على سلامتهم من الفيروس، فيما يشكو آخرون من أن المخاوف من انتشار الفايروس قد أدى إلى ضرب حركة السكان في الأسواق والمؤسسات وغيرها.
ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وسط مخاوف جمة بشأن وصول فيروس كورونا المستجد إلى مناطقهم في ظل بيئة صحية شديدة التردي.