معركة الرّمق الأخير!
ياسين الرضوان
المزيدبعيدًا عن الاصطفاف الأحمق في هذا التوقيت، ندعو الحكومة اليمنية الى عدم الانجرار لدعوات الحرب على مدينة عدن ومن فيها، في حين يتطلب منها القيام بتجبير جروحها وأهلها لا توسيع الشروخ فيها، لاسيما مع وصول متوسط الوفيات اليومية، الى ما يقارب الخمسين وفية، بينما هنالك فريق فيها يحشد قواته وبشكل فج، لخوض حرب على أعتاب هذه المدينة المسحوقة، وهو ما سيُعمّق أكثر من مأساتها، مع أن نتائجها محسومة سلفًا إذا ما قُرِأت مؤشراتها، وستحدث مفاجئات غير متوقعة، وما سيظنُّ أنه قوّة، سيكون كالوهم، وليكن بالعلم أن من أسقط شبوة سابقا لمصلحة ما..، هو ذاته بشحمه ولحمه سيُسقطها أيضا وبالطريقة ذاتها، ولدينا معلومات مؤكدة، لا تنسوا ما نقوله الآن وتذكروه وقت الحاجة..
وبعيدًا من ذلك، أستغرب كيف يمكن قبول حربٍ جديدة على مدينة، أعلنتها الحكومة اليمنية في 21 من إبريل مدينة "منكوبة" بسبب فيضانات المنخفض الجوي، وفجر اليوم أعلنتها مدينة "موبوءة"، عقب وصول أعداد الوفيات في يوم واحد، إلى 73 وفية، حسب مصلحة الأحوال المدنية والشخصية في وزارة الداخلية، وبشكل غامض ودون أن تعرف الأسباب؟!!، ما الذي ينبغي أن تكونه وتصبحه عدن بعد أن أضحت منكوبة موبوءة، هل هنالك من وصف نطلقه عليها أكثر من ذلك، وهل ستتحمل حربًا جديدة أخرى، أم أن القصد من هذا كله، هو سيناريو استباقي يتوقّع وصول الأمور لأسوأ الحالات في حال اندلعت حربٌ جديدة في عدن؟!!، كل أوراق القوة تسير حاليا لمصلحة الانتقالي تحالفيا ودوليا وحتى شوارعيا، وفي كل الحالات لن تحسم المعركة سريعا، وهذا يُحمّل فريق الشرعية المنقسم مضاعفات ومسؤوليات خطيرة للغاية، قد تكون لدرجة إعلانه انقلابيا..
نرجو ممن تبقى من إخواننا في الحكومة اليمنية أن يُغلّبوا صوت العقل لمصلحتهم قبل غيرهم، لأنّ العالم لن يغمض عينيه هذه المرة عما سيصيب عدن، من تصرف لا مسؤول، وبدلا من أن تصبح معركة الفجر الجديد، ستكون معركة الرمق الأخير لهم، وسوف يُسلبون حتى المناطق التي معهم، أفضل قرار بالإمكان اتخاذه حاليا هو أن تعالوا إلى كلمة سواء، وينفذ اتفاق الرياض كما هو بلا مماطلة أو التفاف، من وقّع حتى لو كان مهضوما فيه، فعليه أن ينفذ بندا بندا، والا اعتبر منقلبا على الاتفاق وعلى الشرعية أيضًا، وهذا ما سيعطي التحالف الحق في التدخل حاليا، وضرب أي قوة ستحرك ساكنا، وستكون ضربة في مكانها الصحيح وبتأييد العالم لها..
لذلك نرجو الاستفادة الجدية من الأموال التي يدفعها طرف في الشرعية للحشد والقتال، لمصلحة الإجراءات التي تحد من تفشي وباء كورونا في المحافظات المحررة وحتى غير المحررة إن أمكن ذلك لأننا في قارب واحد وسيغرق الجميع، نحن الآن نتجه لأنسنة الحرب في هذه الأزمة العالمية التي أنهكت دولا كبرى، فما بالنا ببلادنا التي تعاني من تداعيات الحرب والفساد والارتزاق الذي ينخر البلاد.
نتمنى من القيادات التي تعمل على تجميع المقاتلين في شقرة من عدد من المحافظات بالتحلي بروح المسؤولية وسرعة فضّ هذه التجمعات، والعمل بتوجيهات الحكومة واللجنة الوطنية لمواجهة كورونا، والالتزام بالإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء بدل التصريحات العنترية، لأن في ذلك خطورة جسيمة، قد تترتّب على ذلك فضلا عن التسبّب بنشر الفيروس في أكثر من محافظة يمنية لم يصلها بعد، كما نطالب بإغلاق المحافظات التي لم يصلها بعد هذا الفيروس، حفاظا على حياة المواطنين فيها، ما فينا يكفينا، نحن الآن بصدد إيقاف الحرب في اليمن كلها، وهؤلاء يدشّنون لحرب سيكونون الخاسر الأكبر فيها.