تصارع أجنحة الحوثي.. خلافات تنخر في عظام المليشيات

الأحد 24 مايو 2020 14:11:13
 تصارع أجنحة الحوثي.. خلافات تنخر في عظام المليشيات

من جديد، عادت صراعات الأجنحة لتضرب صفوف معسكر المليشيات الحوثية من الداخل، في خلافات تندلع في أغلب الأحيان بسبب التصارع على الأموال والنفوذ.

ففي أحدث حلقات هذا التصارع، اعتقلت مليشيا الحوثي خلال الساعات الماضية، أحد القيادات البارزة والتابعة لها بمحافظة تعز.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ قوات أمنية تابعة للمليشيات بمديرية المشنة بمحافظة إب اعتقلت نائب محافظ تعز ونائب الأمين العام للمجلس المحلي محمد أحمد الحاج، وأودعته أحد سجونها.

وأرجعت المصادر، سبب اعتقال الحاج إلى خلافات بينه وبين أحد القيادات الحوثية على قطعة أرض، مشيرةً إلى أنه جرى اعتقاله بصورة مهينة دون مرعاة لمنصبه أو موقعه كنائب محافظ موالي لهم.

وأكدت أن اعتقاله رسالة تحدى واضحة وصريحة من قبل الحوثين ضد مشائخ وقيادات تعز، دون النظر إلى الانتماء والاصطفاف معها أو ضدها.

وشددت المصادر على أن الاستهداف سيطال الجميع، مطالبةً المشائخ والقيادات الواقعة تحت سلطات الحوثي بالانتفاض واتخاذ موقف قوي وحاسم لمواجهة ذلك.

وكثيرًا ما يحدث اقتتال بين عناصر المليشيات الحوثية على الخلافات التي تجمع بين عناصر وقادة المليشيات الموالية لإيران، وتندلع هذه الخلافات في أغلب الحالات بسبب التصارع على الأموال والنفوذ.

فقبل أسابيع، شهدت محافظة تعز اشتباكات عنيفة، في منطقتي الستين والخمسين الخاضعتين لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وكشفت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، عن اندلاع اشتباكات، بين عناصر حوثية من صعدة وموالين للمليشيات من أبناء المنطقة.

وأرجعت الاشتباكات إلى رفض الموالين للمليشيات الإجرامية، من أبناء المنطقة تكليفات من القيادات الحوثية بتجنيد مجموعة من أبناء المنطقة بهدف نقلهم إلى جبهات القتال في الضالع والجوف والبيضاء.

وأوضحت المصادر أنّ قيادات المليشيات شنَّت حملة اعتقالات للرافضين، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الطرفين، وأكدت أنَّ الطرفين استخدما الأسلحة المتوسطة والخفيفة، مشيرة إلى سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى.

ومؤخرًا أيضًا، وقع هجومٌ من عشرات المسلحين المتحوثين التابعين لقيادي متحوث يدعى بن طه، حيث اعتدى المسلحون بالضرب على أفراد المليشيا الحوثية وجردوهم من أسلحتهم، في نقطة حوثية بنقيل حدة في مخلاف العود، الواقعة بين محافظتي إب والضالع.

وبحسب مصادر مطلعة، يرجع الهجوم إلى توقيف أحد أتباع القيادي المتحوث "بن طه" في نقطة نقيل حدة، من أبناء منطقة شليل الواقعه شمال الفاخر، ورفضها السماح له بالمرور، بعد عثور العناصر الحوثية على مبالغ ضخمة من العملة الورقية الجديدة ومواد مخدرة في سيارته.

وقالت المصادر إنَّ هناك حالة من التحشيد القبلي بين أتباع قائد النقطة المدعو عبدالله محمد الصباري، والمكنى بـ"أبو عدنان الصباري"، والقيادي المتحوث المدعو بن طه، المنحدر من منطقة شليل، وأضافت أنَّ عددًا من مشرفي مليشيا الحوثي الإجرامية يسعون إلى التهدئة، ورأب الصدع في صفوفهم.

وكثيرًا ما يحدث اقتتال بين عناصر المليشيات الحوثية على الخلافات التي تجمع بين عناصر وقادة المليشيات الموالية لإيران، وتندلع هذه الخلافات في أغلب الحالات بسبب التصارع على الأموال والنفوذ.

وكانت مناطق العود قد شهدت قبل أسابيع، خلافات بين أجنحة مليشيا الحوثي، وصلت إلى حد الاشتباكات المسلحة، وتحديدًا في بلاد العود العليا جنوبي محافظة إب، وصلت إلى اشتباكات مسلّحة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.

الاشتباكات المسلحة اندلعت بين جماعة يقودها المدعو أبو قيس المراني من محافظة صعدة وأخرى بقيادة المدعو علي الشامي المكنى بـ"أبي سفيان"، من مديريَّة السدة بمحافطة إب.

الخلافات تكاثرت بشكل ملحُوظ في الفترة الأخيرة بين قيادات المليشيات نتيجة للانكسارات والضربات القوية التي تلقتها كتائب الحسين الحُوثية في جبهات شمال محافظة الضالع على أيدي القوات الجنوبية.

هذا الأمر عكس حجم الخلافات التي تعاني منها المليشيات الحُوثية، نتيجة الصراع بين قياداتها العسكرية والسياسية المصنفة بـ"القناديل والزنابيل".

وتعيش مليشيا الحُوثي المدعومة من إيران، أزمة داخلية هي الأكبر منذ سنوات، بفعل إتساع فجوة الخلافات بين قياداتها من الصف الأول، وانتقال الصراع بين أجنحتها المختلفة إلى العلن.

وكثيرًا ما يتم الكشف عن صراعات أجنحة تندلع في صفوف المليشيات الحوثية، وتسفر عن كثيرٍ من الدماء الذي تُسال في أغلب الحالات بسبب خلافات على الأموال والنفوذ.