عهد الوفاء لشهيدنا المسكون فينا ( سيف سكرّه)

في 30 مايو 2019 م سقط الشهيد القائد اللواء سيف علي صالح العفيفي( سكره) قائد اللواء الأول في جبهة الدفاع عن حدود أرض جنوبنا الحبيب بمنطقة وادي باجة بنقطة الحد التاريخي والسياسي الفاصل بين أراضي الجنوب العربي وأراضي الفاخر التابع للمملكة الحوثية اليمنية. حيث أرتوت تربة ذلك الموقع المقدس بدمه الطاهر ليجسد به مصداقية الوفاء والتضحية للدفاع عن حياض أرض الضالع الجنوبية، ويرسم به خط ترسيم الحدود التي سقط من أجلها وفي سبيل حمايتها قوافل من الشهداء الأبرار منذ عصور تاريخية طويلة.

نعم في صباح 30 مايو 2019 وقبل أن تعانق أشعة الفجر سفوح الجبال والروابي كان شهيدنا الخالد على موعد مع قدره المشرف لمعانقة قدسية الأرض مرتضيا وخاشعا ومستبسلا ليعطينا درسا بالغ الدلالة على معاني الوفاء في حب سيادة الأرض وفي مدى عزة المجد للذود عن كرامة الإنسان من دنس الغزاة وجبروت جحافل الطغاة المجوس الطامعون في النهب والسلب وتلويث القيم المدنية التي يعتبرها أوباش القبائل اليمنية قيما متعارضة مع عاداتها المتخلفة والمترسخة فيهم منذ عصور الجهل والظلام والجاهلية.

ولأننا في لجنة أحياء الذكرى الأولى لاستشهاد بطلنا الجسور كنا قد أعددنا مواد أصدار كتابا يحتوي على العديد من لمقالات والتعاز والمأثر الخاصة بسيرته الذاتية، ووثائق من كنوز أسهاماته النضالية المشرفة لتكون في متناول أهله ومحبيه وأصدقائه ومحفوظة في ذاكرة المجد الجنوبي. ولكن.. وآه من ولكن.. فرضت علينا مجريات الأحداث ومستجداتها أسبابا جما لتحول دون تمكننا من أحياء ذكراه الأولى في الموعد المحدد ( اليوم هذا) ومع ذلك نعاهد شهيدنا المسكون في تلابيب أرواحنا بأننا على العهد والوفاء له ولكل شهدائنا الأبرار الذين أكرمهم الله العلي القدير بارفع درجات منزلته في جنات الخلود الأبدي، سوف نقيم له هذا الاستحقاق في الوقت المناسب بعد ان استكملنا مواد الكتاب وفي انتظار توجيهات قيادة مجلسنا الانتقالي حينما يتجاوز معوقات الأوضاع السياسية والعسكرية التي تفتعلها مراكز القوى الإرهابية وعناصر التطرف المتحالفة مع بؤر الفساد واللصوصية في منطقتنا العربية ( القطرية والتركية والايرانية وغيرها).

لذلك نستميح شهيدنا وأفراد أسرته المناضلة والكريمة الأعتذار عن تعثر احياء ذكرى استشهاد السيف البتار في الموعد المحدد. معاهدينهم بأننا على العهد ماضون وللوفاء مخلصون.

فإلى جنة الخلد يا شهدائنا الأماجد والنصر بمشيئة الله حليفنا وعهدا على عزيمتنا في استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.

عن لجنة أحياء الذكرى الأولى للشهيد القائد سيف سكره.. د. حسين العاقل.