المجلس الانتقالي الجنوبي ينظم ندوة سياسية وحقوقية في مدينة جنيف السويسرية
نظم المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا بدائرتي الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية، الجمعة ندوة سياسية وحقوقية في نادي الصحافة السويسرية في مدينة جنيف, بعنوان " تجاهل صوت شعب الجنوب انتهاك لكرامة الإنسان ", بحضور عدد من المدعوين من ممثلي المنظمات الدولية والصحافة السويسرية.
وفي افتتاحية الندوة التي نقلت على الهواء مباشرة إلى المراكز الإعلامية السويسرية بين المستشار عبد الرحمن المسيبلي ممثل دائرة الحقوق والحريات في المجلس طبيعة القضية الجنوبية وحيثياتها مشيرا إلى إنه لم يحدث في التاريخ المعاصر أن تعرضت دولة بكامل قوامها لعملية مكر وخديعة أدت إلى ابتلاع كيانها ومسخ هويتها وطمس تاريخها كنتيجة لحرب تدميرية شنتها القوات العسكرية لنظام صنعاء بهدف " إنهاء الوجود لدولة الجنوب ". داعيا المجتمع الدولي إلى التضامن مع شعب الجنوب ومؤازرته في استعادة دولته الحرة والمستقلة.
بدوره تطرق الأستاذ أحمد عمر بن فريد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في دول الإتحاد الأوربي إلى ما تعرض له شعب الجنوب من تنكيل وحرمان في حقوقه وحرياته الأساسية وتغييب صوته وتعريض أفراده للقتل فيما إذا مارسوا حقهم في حرية التعبير, مقسما مراحل تلك الانتهاكات إلى خمس مراحل وهي:
1ـ مرحلة انتهاكات حرب 1994م.
2ـ مرحلة انتهاكات ما بعد الحرب والتي طالت المدنيين في أرواحهم وممتلكاتهم.
3ـ مرحلة الانتهاكات التي ارتكبت بحق المواطنين إبان نضالهم السلمي وتغييب الصوت الجنوبي إبان ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني.
4ـ مرحلة العدوان العسكري ضد الأراضي الجنوبية في مارس 2015م.
5ـ وأخيرا المرحلة الحالية المتسمة بتجويع وإذلال شعب الجنوب من قبل حكومة بن دغر.
وفي مداخلة ألقاها السفير الجنوبي السابق علي عبد الله البجيري تم التأكيد على إن إفرازات المرحلة تتطلب إلى وحدة الصف الجنوبي في التصدي لعبث وفساد الحكومة اليمنية التي فشلت في جميع مناحي الحياة وزادت الشعب الجنوبي معاناة وإذلال في حياتهم المعيشية. حيث أوضح بان ما تمارسه الحكومة اليمنية هو عقاب جماعي مقصود وممنهج بحق شعب الجنوب بسبب انتصاره على جحافل المعتدين على أراضية من حرس جمهوري ومليشيات حوثية, مفشلا بذلك المشروع الإيراني في المنطقة. وقد بين السفير البجيري ما مارسته الحكومة اليمنية من أساليب نهب لثروات الجنوب وتوزيع هذه الثروات على القوى المتنفذة وحرمان الشعب الجنوبي من خيراتها.
من جانبه تقدم الدكتور أفندي الحاج المرقشي عضو الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي بورقة عمل, بين فيها حتمية وجود المجلس الإنتقالي الجنوبي كاستحقاق سياسي أفرزته نضالات شعب الجنوب على مدى عقد من الزمن لتحقيق مشروعه الوطني المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بحدود عام 1990م. وتطرق المرقشي إلى الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية ضد قوات الاحتلال اليمني وما تلا ذلك إرادة شعبية تمثلت في تشكيل الحامل السياسي للقضية الجنوبية المتمثل في المجلس الإنتقالي الجنوبي بموجب إعلان عدن التاريخي في مايو 2017م, وطالب الدكتور المرقشي المجتمع الدولي باحترام إرادة شعب الجنوب في تقرير مصيره, مبينا إن الحل لا يمكن في إنهاء الحرب وحدها ولكن بإيجاد حل جذري ينصف الجنوبيين وهو الكفيل بحل مشاكل اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي ورقة عمل تقدم بها الدكتور منير عبد الله عبوده همام عضو المركز الاستشاري للحقوق والحريات تم تبيين الأسس القانونية للمشروعية الدولية لحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة, مستندا على ما جاء في ميثاق منظمة الأمم المتحدة وأحكام العهدين الدوليين لحقوق الإنسان وما أكدت عليه اتفاقية فينا لعام 1969م بشأن المعاهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن بشأن الحالة في اليمن لعام 1994م وتوصيات مؤتمر مدينة أبهاء لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي حينها, مؤكدا على إن عامل النضال المستمر لشعب الجنوب وفرض الأمر الواقع في الساحات والميادين هو أيضا شرعية واقعية مكملة للمشروعية القانونية الدولية.
وقد لقيت مداولات الندوة اهتمام الحاضرين وتم الوقوف أمام عدد من مواضيعها نقاشا وتوضيحا. وقد حضر الندوة نائب رئيس الجالية الجنوبية في سويسرا الأستاذ عبد الناصر عبيد برفقة عدد من أعضاء الجالية.