تعرف على ألوية الحماية الرئاسية التي فجرت الوضع في عدن

الأحد 28 يناير 2018 15:33:45
تعرف على ألوية الحماية الرئاسية التي فجرت الوضع في عدن
عدن - المشهد العربي - إرم نيوز

كان السادس من أغسطص عام 2012 شاهدًا على ميلاد قوة عسكرية يمنية جديدة، أطلق عليها اسم “ألوية الحماية الرئاسية”، أريد لها أن تكون سلاحًا في يد السلطات الشرعية اليمنية، التي كانت حينها بين مطرقة قوى أكبر منها تتصارع على الحكم، طرفها المعلنان، حزب المؤتمر الشعبي برئاسة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وحزب الإصلاح وواجهته العسكرية، علي محسن الأحمر.

جرت مياه كثيرة تحت جسور الأزمة، وحملت رياح اليمن التي لا تعرف السكون محسن الأحمر وحزب الإصلاح إلى دهاليز السلطة الشرعية، لتتم هيكلة الألوية وفقًا للمتغيرات الجديدة، لصالح شركاء هادي الجدد في تموقعهم السياسي؛ وإنْ لم تتغير توجهاتهم العابرة لحدود اليمن.

أعاد نجل الرئيس اليمني جلال هادي بعد تحرير المحافظات الجنوبية من قبضة ميليشيات الحوثي تأسيس ألوية للحماية الرئاسية بإشراف مباشر من قبله.

هيكلة جهوية أيديولوجية

ولضمان تنفيذ التوجهات الجديدة، وعدم تمرد القوات على الأوامر حتى ولو تضمنت قمع تجمعات مدنية سلمية، كما حصل صباح اليوم الأحد في مدينة عدن، تمت هندسة ألوية الحماية الرئاسية، باستخدام “تقنيات جهوية أيديولوجية”.

ويقول العارفون، بتشكيل كتائب جلال هادي وعلي محسن الأحمر، إن معيارين أساسيين كانا حاضرين بقوة في اختيار عناصر وقادة تلك الوحدات، هما “الانتماء إلى مسقط رأس هادي في أبين، أو التبعية لحزب الإصلاح الإخواني”.

وركّز قادة وموجهو هذه القوات اهتماماتهم على جعل العناصر المتواجدة في العاصمة المؤقتة عدن، من أكثر عناصر الأولية الرئاسية ولاءً للإخوان؛ ما يعكس بحسب متابعين “نية مبيتة لمحاولة فرض هيمنة الجماعة وحلفاءها خلال أي تطورات محتملة”.

إعادة إنتاج للحكم العائلي

 هذا الوضع الجديد لألوية حماية الرئاسية، جعلها أقرب ما تكون إلى إعادة إنتاج لتجربة الحرس الجمهوري، الذي أسسه الرئيس الراحل صالح، للاعتماد عليه في توطيد أركان حكمه، مع فارق أن الألوية الرئاسية لم يتم استخدامها إلا ضد المتظاهرين السلميين، إذ يغيب أي أثر لها في جبهات القتال مع الحوثيين.

وتتواتر روايات يسوقها نشطاء يمنيون على أن جلال هادي، المشرف على الألوية “كان خلال الفترة الماضية، يعمل على تخزين العتاد والأسلحة عبر عمليات تهريب منظمة إلى المعسكرات المتواجدة في مناطق مدنية بعدن”.

وربما تعزز هذه الروايات ما تم الحديث عنه من “وجود نية مبيتة لدى قيادات ألوية الحماية الرئاسية لممارسة أعمال عسكرية خارج إطار عمل الجيش اليمني الوطني، الذي لا تستطيع ضمان الزج به في معركة داخلية، بعيدًا عن خطوط المواجهة مع الحوثيين”.

 عبء على التحالف

ويقول نشطاء يمنيون إن “ألوية الحماية الرئاسية ومنذ تشكيلها برزت أطماعها ومحاولاتها لرهن الدولة اليمنية، وتضحيات التحالف العربي لتنفيذ مخططاتها في الاستئثار بالسلطة”.

وبممارساتها وتحرشها المستمر، بقوات عسكرية تابعة للمقاومة الجنوبية، شكلت أجهزة الحماية الرئاسية عبئًا على التحالف العربي الداعم للشرعية، إذ تدخل في أكثر من موقف لنزع فتيل أزمات تسببت بها.

ومن أشهر المعارك الجانبة التي فجرتها قوات نجل هادي ومحسن الأحمر، محاولتها السيطرة على مطار عدن بالقوة؛ ما دعا التحالف إلى التدخل للبحث عن مخرج توافقي للأزمة، كما قامت ألوية الحماية الرئاسية لاحقًا بمنع التنقل بين محافظتي عدن وأبين.

ويغض التحالف العربي، الطرفَ عن تصرفات الألوية الرئاسية التي تسبب له إحراجًا أمام حلفائه في الخطوط الأمامية لمواجهة النفوذ الإيراني، لاعتبارات ربما ترتبط بعدم رغبته في إقحام نفسه بصراعات داخلية، إلا بالقدر اللازم لمنع خروج الوضع عن السيطرة.

وفي ظل هذا الوضع يتساءل نشطاء يمنيون، عن حدود الصبر على ممارسات الألوية التي تحولت إلى ميليشيات، خصوصًا بعد أن حاولت اليوم الأحد فرض سيطرتها على مديريات عدن، ومنعت الناس من الدخول أو الخروج من المدن، واشتبكت مع قوات أمنية في مناطقة متفرقة بالعاصمة المؤقتة.

وهي بذلك تجاهلت المناشدة التي أطلقها التحالف العربي في بيان دعا فيه إلى التهدئة وضبط النفس.

“مكونات الألوية”

تتكون “الحماية الرئاسية” من 5 ألوية، 3 منها تتواجد في العاصمة المؤقتة للبلاد عدن، بينما الاثنان الآخران أحدهما في مدينة تعز، والآخر في مدينة مأرب.

يتواجد في عدن اللواء الأول حماية رئاسية، وهذا من مهامه حماية قصر الرئاسة (المعاشيق) في كريتر، ويتواجد كذلك في عدن اللواء الثالث حماية رئاسية وهذا اللواء يُعسكر جنوده في كل من معسكر جبل حديد ومعسكر طارق في مدينة خورمكسر حيث يتواجد في المعسكر الأول عدد من الكتائب التابعة له، والحال ذاته مع المعسكر الثاني حيث يتواجد فيه عدد من الكتائب التابعة للواء الثالث حماية رئاسية.


واللواء الآخير الذي يتواجد في عدن هو اللواء الرابع حماية رئاسية وهذا معسكرة يقع في مدينة دار سعد شمال عدن.

وحرص نجل هادي على ضم غالبية أفراد الحماية الرئاسية من أبناء محافظة أبين، مسقط رأسه هو ووالده، لاسيما في اللواء الأول حماية رئاسية الذي يُشرف على حماية قصر معاشيق، إلى جانب عدد قليل من أبناء عدن.

وتنخرط ضمن ألوية الحماية الرئاسية، خصوصاً في اللواءين الثالث والرابع، عناصر من حزب الإصلاح، في بادرة اثارت حفيظة يمنييتن حيث أنه من المفترض في قوات الجيش والأمن استقلاليتهم وعدم انتماءهم لأي حزب أو طائفة سياسية.