مصادر: دور الإمارات في جنوب اليمن متفق عليه مع السعودية وتحت قيادتها

الاثنين 29 يناير 2018 21:21:19
مصادر: دور الإمارات في جنوب اليمن متفق عليه مع السعودية وتحت قيادتها
إرم نيوز

قالت مصادر دبلوماسية خليجية إن دور الإمارات في جنوب اليمن مرسوم ومتفق عليه وتحت قيادة التحالف الذي ترأسه السعودية، معتبرة أن محاولات الوقيعة بين البلدين فشلت في الماضي، وستفشل في المستقبل نظرًا لأن تحالف البلدين استراتيجي وراسخ وليس علاقة تكتيكية تتبدل حسب الظروف.

واعتبرت المصادر أن مؤيدي الإخوان وقطر ومن ضمنهم أطراف وشخصيات في الحكومة اليمنية الشرعية، يسعون بكل جهودهم للوقيعة بين السعودية والإمارات، وهو أمر معروف ينطلق من مصالح إيديوليجية ترى في تحالف البلدين خطرًا على مستقبل الجماعة.

وأشارت المصادر إلى أن فشل الحكومة الشرعية وعجزها عن القيام بدروها فضلاً عن السيطرة عليها من قبل حزب الإصلاح المرتبط بالإخوان يجعلها تسعى من جهة لتحميل التحالف العربي كل مسؤولياتها، وتريد جره لخوض صراعاتها السياسية مع الأطراف اليمنية الرافضة لممارسات حكومية فاشلة، ومن جهة أخرى تعمل أيضًا على الوقيعة بين السعودية والإمارات على أن هذا الأمر سيغطي على إخفاقات وأخطاء التسيير الحكومي ويحقق مصالح حزبية للجماعة التي تعتبر الإمارات عدوها الأول.

واعتبرت المصادر أن فشل الحكومة الشرعية صدحت به أطراف لا يمكن اتهامها بالعلاقة مع الإمارات، وفي مقدمتهم محافظ عدن المستقيل عبدالعزيز المفلحي المقيم في الرياض الذي طالب في خطاب استقالته المعروف بإحالة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر إلى القضاء، معتبرًا أنه يحمي ويقود الفساد.

 

حديث المصادر الدبلوماسية لـ”إرم نيوز” جاء تعليقًا على ما أثير حول أسباب اشتباكات اندلعت أمس الأحد في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن، حيث تدخلت قوات موالية للحكومة لمنع تظاهرات “سلمية” معارضة لها.

وسائل الإعلام القطرية ونشطاء الإخوان حاولوا تصوير المشهد في عدن من وجهة النظر القطرية التي تصور دور دولة الإمارات كمناقض لدور دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

كما حضرت قطر في أحداث المدينة الدامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تمتلك فيها حسابات منظمة، يديرها موظفون يعملون على تأجيج النقاشات باتجاه محدد مدعومين بتدوينات شخصيات سياسية معروفة بولائها لقطر وسياستها.

وأعلنت الإمارات يوم أمس الأحد موقفها الرسمي مما يجري في مدينة عدن، دون أن يلقى البيان الإماراتي مكانه المناسب في تغطيات وسائل الإعلام القطرية التي تريد مهاجمة الدول المقاطعة لقطر بكل السبل وخاصة السعودية والإمارات.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” “موقف الإمارات في أحداث جنوب اليمن واضح ومبدئي في دعمه للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ولا عزاء لمن يسعى للفتنة”.

وحمل كلام قرقاش إشارة واضحة للسعي الحثيث لاستغلال أحداث عدن التي تعود جذورها لمطالب سكان الجنوب بالانفصال منذ عقود، وتحميل مسؤولية الأحداث الجارية للإمارات بهدف إظهارها في موقف مناهض لسياسة دول التحالف في اليمن.

ورغم أن أحداث عدن الجارية تقوم على موقف المجلس الانتقالي الجنوبي من الحكومة الحالية واتهامها بالفساد، إلا أن للجنوب اليمني طموحاته القديمة بالاستقلال، والتي تخبو وتظهر بحسب المتغيرات والظروف، حتى ماقبل بدء الأزمة اليمنية في العام 2011 في خضم موجة الربيع العربي التي ضربت عدة دول.

وعلق السياسي الكويتي سعود مطلق السبيعي على أحداث عدن قائلاً “منذ ربع قرن وشعب الجنوب العربي يقدم التضحيات وتُنهب ثرواته ويُهمش شعبه تحت شعارات مزيفه اثبت الواقع كذبها ، فلابد له أن يثور على هذا الواقع البائس لرد كرامته ويستقل بوطنه، اذا الجنوب اراد الحياه/ فلابد أن يستجيب القدر”.

 

وأكد السياسي الكويتي أن “الحراك الجنوبي متمسك بشرعية الرئيس هادي لا منقلباً عليه وكل ماهو حاصل هو احتجاج على وجود حكومة بن دغر  والمطالبه برحيلها ، اما اعلان استقلال الجنوب فهو مرحله ستأتي لاحقاً بعد ان تتحقق اهداف التحالف الدولي فالمقاومه الجنوبيه جزء منه لا عدواً له”.

ولا ترد تلك البيانات والآراء والتحليلات التي تشرح حقيقة الموقف في عدن، في تغطيات وسائل الإعلام القطرية والإخوانية التي وصفت ماجرى في المدينة “انقلاباً” من المجلس الانتقالي الجنوبي على الحكومة الشرعية، متجاهلة نداءات المجلس للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للتدخل.

 

وكتب أحد المدونين السعوديين معلقًا على نقاش محتدم حول أحداث عدن قائلاً “أكبر كذبة صنعها إخونج #اليمن وانطلت على السُذج (الوحدة)، فمن رفض محاربة الحوثي عندما احتل صنعاء وصفق للمخلوع حليف المُحتل وساوم على تحرير بلاده لايهمه وحدة أراضي وطنه. الكل ضد الإنفصال لكن ضد استخدام الوحده كشعار لغرض الوقيعه بين اهم حليفين لمحاربة الحوثي #السعودية و #الإمارات”.

فيما قال السياسي اليمني الجنوبي أحمد الصالح إن “التحالف لا يتجزأ ولا يوجد خلاف بين دوله، ومطالب شعب الجنوب ارتفعت من إقالة الحكومة إلى القصاص منها بعد تسببها بقتل الشعب”.

وكتب ابن جنوب اليمن، حسين الصلاحي اليافعي، معلقاً على ما شهدته عدن “إجماع إقليمي وعالمي بأن حكومة بن دغر قد فشلت وتعاني من اختلالات وفساد بين أعضائها وانه لابد من استقالتها وان خروج الجنوبيين بتغييرها كان على حق نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في #عدن والجنوب. #المجلس_الانتقالي_الجنوبي انتصر على الاخوان حزب الاصلاح وفند كذبهم على الجنوبيين”.

وعلق المحلل السياسي والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله قائلا: “حكومة رئيس الوزراء احمد بن دغر مسؤولة مسؤولية كاملة عن الأحداث الدامية التي وقعت في عدن اليوم والطغمة الإخوانية المحيطة بالرئيس هادي مسؤولة عن بث اتهامات كاذبة عن الإمارات التي تقف جنبا الى جنب مع السعودية وتدعو جميع الأطراف الالتزام بالهدوء وضبط النفس