العرب اللندنية: عبدربه يهاجم الزبيدي من السعودية لتأكيد وجوده في عدن
اعتبرت مصادر سياسية يمنية الموقف الذي اتخذه الرئيس المؤقت عبدربّه منصور هادي من الأحداث الدائرة في عدن محاولة لتغطية الضعف الذي تعاني منه “الشرعية”.
وأشارت في هذا الصدد إلى الاجتماع الذي عقده هادي بحضور نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن صالح الأحمر ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي وكبار مستشاريه وزعماء الأحزاب السياسية والذي ترافق مع كلام عالي اللهجة عن الخطر الإيراني. وقالت المصادر إن الرئيس المؤقت الذي اعتمد لغة تصعيدية مع “المجلس الانتقالي” بزعامة عيدروس الزبيدي والذي سيطر على مواقع أساسية مهمّة عدّة في عدن، أراد إثبات أنّه لا يزال موجودا.
ولاحظت أن البيان الصادر عن الاجتماع شدّد على عدن كـ”عاصمة مؤقتة” وربط تحرّك “المجلس الانتقالي” بالمشروع الإيراني في اليمن والمنطقة. وأوضحت أنّه لو كان الرئيس المؤقت قادرا بالفعل على خوض المواجهة مع عيدروس الزبيدي، لما كان عقد الاجتماع القيادي في الأراضي السعودية، بل كان انتقل بنفسه إلى عدن من أجل تأكيد وجوده السياسي والعسكري في المدينة.
ويأتي تصعيد هادي وسط تسريبات عن ضغوط يتعرض لها للمسارعة باتخاذ خطوات لاحتواء الوضع المتأزم في العاصمة المؤقتة عدن، ومن بين هذه الخطوات تشكيل حكومة كفاءات يمنية مصغرة تضم الوزارات السيادية والخدمية الرئيسية، وتتخلى عن المحاصصة الحزبية التي حولت الحكومة إلى رهينة بيد حزب الإصلاح الإخواني. وكشفت مصادر يمنية أن نقاشات جدية تجري لتغيير رئيس الوزراء الحالي أحمد عبيد بن دغر بشخصية أخرى تلقى قبولا من أغلب الفاعلين اليمنيين، لافتة إلى أن حزب الإصلاح يميل إلى تكليف رئيس الوزراء الأسبق محمد سالم باسندوة المقرب من جماعة الإخوان.
كما يبرز اسم مستشار الرئيس اليمني وأول رئيس وزراء في حكومة الوحدة اليمنية حيدر أبوبكر العطاس كخيار ثالث سيساهم تعيينه -وفقا لمراقبين- في امتصاص غضب الشارع الجنوبي نظرا للشعبية التي يحظى بها. وتباينت الأنباء حول سيطرة طرفي الصراع في عدن على المزيد من المناطق، غير أن مصادر محلية في عدن أكدت لـ”العرب” تراجع حدة المواجهات بالتزامن مع حشد الطرفين للمزيد من المقاتلين من المحافظات الأخرى، في مؤشر على مواجهة شاملة قد تشهدها المدينة في حال لم يسارع هادي بالاستجابة لمطالب المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكشف الصحافي اليمني ياسر اليافعي عن اشتراك وحدات جديدة موالية لحزب الإصلاح في المعارك، من خلال قيام معسكر “بدر” التابع للقيادي الإصلاحي اللواء عبدالله الصبيحي بقصف مواقع القوات التابعة للمجلس الانتقالي بالدبابات، وهو ما يؤكد أن حزب الإصلاح هو من يقف خلف تفجير الأوضاع في عدن.
ولفت اليافعي في تصريح لـ”العرب” إلى أنه “إذا لم يتدخل التحالف العربي لوضع حد لمساعي الإصلاح للسيطرة على عدن، فإن الأمور ستذهب إلى الأسوأ، حيث افتعل الإصلاح هذه الأزمة بعد دعوة التحالف العربي الأطراف في عدن إلى التهدئة نتيجة شعوره بأن هناك اعترافا من دول التحالف بالمجلس الذي بادر بالجلوس على طاولة التفاوض مع قيادة التحالف، وهو الأمر الذي أزعج جماعة الإخوان فلجأت إلى تفجير الوضع بنشر وحدات عسكرية في عدن لمنع الحشود من الوصول إلى ساحة العروض”.
وأشار إلى أن الإصلاح يدرك حجمه الذي يتقلص في عدن، وبالتزامن مع تحركات دولية لإحياء مفاوضات السلام، أراد أن يوصل رسائل مهمة مفادها أنه مازال يتواجد بقوة في الجنوب طمعا في تحقيق مكاسب سياسية بعد أن فقد زمام المبادرة في معظم المحافظات الشمالية. وفي تعليق على الأوضاع في عدن، قال المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية العقيد تركي المالكي، إن الأمور ستتغير نحو الأفضل في عدن، مشيرا في مؤتمر صحافي الاثنين في الرياض إلى أن “التحالف يتابع مستجدات الوضع في عدن، وأن الأمور هناك ستتغير إلى الأفضل”.
وقال المالكي “هناك دعوة من التحالف (…) لأبناء عدن للجلوس مع الحكومة الشرعية، وكذلك (للحكومة) النظر في مطالب المكون السياسي والاجتماعي” في إشارة إلى المجلس الانتقالي. وتابع “هناك بعض الخلل الموجود (في عدن) وهناك مطالبة شعبية. طلبنا من المكون السياسي (المجلس الانتقالي) الاجتماع وضبط النفس وكذلك تغليب الحكمة والتباحث مع الحكومة الشرعية”.
ويحتج المتظاهرون على الأوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا قد منحوا الرئيس المؤقت مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية انتهت الأحد. وقال شهود عيان إن قتالا جديدا اندلع الاثنين حول منشآت حكومية يمنية في عدن. وذكر الشهود أن اشتباكات اندلعت خارج معسكرات للحكومة اليمنية في منطقتي خور مكسر ودار سعد بشمال المدينة مشيرين إلى أن دبابة واحدة على الأقل أطلقت قذائفها في خور مكسر. وأضافوا أن قوات موالية للمجلس الانتقالي تحاول في ما يبدو انتزاع السيطرة على قاعدتين من حكومة بن دغر.
وفي وسط عدن تجنب أغلب السكان النزول إلى الشوارع فيما حرست قوات الحكومة الطريق الرئيسي المؤدي إلى قصر معاشيق الذي تتخذه الحكومة مقرا لها. وقال مصدر حكومي إن جنودا سيتركون جبهات يقاتلون فيها الحوثيين في مناطق أخرى من البلاد وسيتوجهون إلى عدن إذا لم يتمكن التحالف بقيادة السعودية من كبح جماح الانفصاليين.
وأضاف المصدر “القادة العسكريون الذين يقودون المعركة في الجزء الغربي من اليمن طلبوا من السعودية والإمارات التدخل لوقف القتال في عدن وإلا سيضطرون للانسحاب من جبهة القتال والعودة إلى عدن لمساعدة الرئيس هادي والحكومة”.