موقف الإعلام القطري من أحداث عدن يكشف اختراق الدوحة للشرعية
تجاوزت التغطية الإعلامية تجاهل حقيقة ما يجري في عدن إلى محاولة دق الإسفين بين دول التحالف العربي
كشفت الأحداث التي تشهدها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عن اختراق قطري للحكومة الشرعية، طالما تحدث عنه اليمنيون، وأكده الإعلام الموالي للدوحة في تغطيته الأخيرة للاشتباكات بين المقاومة الجنوبية والألوية الرئاسية التابعة للشرعية.
وبرز جليًا في تغطية الإعلام القطري، خاصة قناة الجزيرة، تحيز يصعب إخفاؤه، إلى جانب بعض تلك الألوية المحسوبة على حزب الإصلاح الإخواني، المُعطل لخطط الرئيس عبدربه منصور هادي في حل المشاكل المعيشية التي تعانيها محافظة عدن، والمحافظات الجنوبية، بحسب سياسيين يمنيين.
وتناوبت قناة بلقيس الإخوانية الممولة من قطر، وقناة الجزيرة الناطق الرسمي بلسان الدوحة على تبني وجهة الطرف الإخواني الموالي لقطر في الشرعية، والذي أدى تحكمه في قرار الحكومة اليمنية إلى تصعيد الموقف في عدن، واتخاذ موقف صدامي أدى إلى اندلاع أحداث عدن.
وتجاوزت التغطية الإعلامية تجاهل حقيقة ما يجري في عدن، إلى محاولة دق الإسفين بين دول التحالف العربي، والادعاء بوجود خلاف بين السعودية والإمارات حول الموقف من الاشتباكات، رغم تصريحات مسؤولي التحالف بعكس ذلك.
وتعليقًا على ذلك كتب القيادي الجنوبي جمال بن عطاف، “يسعكم ما يصرح به التحالف العربي والذي يعترف بالمجلس الانتقالي كمكون سياسي واجتماعي في الجنوب وليس كما يصفه البعض أنه ضد التحالف؛ فلا تنجروا خلف إعلام الإخوان والجزيرة وقطر، الأمور اليوم وضحت أكثر؛ عدن إما مع المشروع العربي أو المشروع الإخواني القطري”.
ولاحظ نشطاء يمنيون أن تغطية الجزيرة وأذرع إعلامية أخرى ممولة من الدوحة؛ لسقوط اللواء الرابع/حماية رئاسية، الذي يقوده العميد الإخواني مهران القباطي بشكل خاص بدت منحازة، واستندت إلى معلومات كاذبة، تزعم مشاركة طائرات التحالف في قصفه؛ لمساندة المقاومة الجنوبية.
وقال القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي: “طبيعي جدًا أن تبكي “قناة الجزيرة” على اللواء الإخونجي الذي تم زرعه وتأهيله وتجهيزه ليكون بمثابة الخنجر الغادر في خاصرة التحالف وقت الطلب، تكشفت المخططات وتم احباطها في مهدها وبات الجنوب خاليًا من أذرع المشروع الإخواني والفارسي أيضًا.. الجنوب العربي سيكون عمقًا استراتيجيًا للجوار العربي.”
وعلى الوتر نفسه عزفت وسائل إعلام إخوانية يمنية ممولة من قطر، دأبت في تغطيتها لأحداث عدن على نقل وقائع لا تمت للصحة بصلة، وسخرّت منابرها لبث تصريحات قادة إخوانيين في الميدان يدّعون الدفاع عن الشرعية، فيما يرى نشطاء يمنيون أن هدفهم بالأحرى حفظ وجودهم في مفاصل الحكومة الشرعية لتحقيق أجندات خاصة.
ويقول الناشط محمد الأسعدي: “يكفي أن تتابعوا إعلام الإخونج لتعرفوا أننا على حق، ثقتنا بأنكم معنا كبيرة جدًا، معركتنا في عدن ضد سيطرة الإخونج على عدن، قلناها ألف مرة الشرعية مخترقة من قطر، والقوة في عدن بيد المقاومة الجنوبية ولكن الحسم بيد التحالف”.
وكتب آخر: “الحماية الرئاسية طلعت إصلاحية/ إخوانية تدعمها دويلة وإعلام الجزيرة، يعني توجيهات مستشاري الرئيس تأتي من قطر، وهم بدورهم مسيطرون على الرئاسة اليمنية والشرعية، سبب تصعيد المجلس لتنقية الحرس الرئاسي من العناصر الخارجية، وإعادة هيكلته لخدمة اليمن وليس كأداة بيد الإصلاح”.
وتقول مصادر إعلامية في عدن إن جناح قطر في الشرعية أكثر المتضررين من انتصار المقاومة الجنوبية وسيطرتها على الألوية الرئاسية، وتحييد الميليشيات التي يضغط بها حزب الإصلاح على هادي لاتخاذ قرارات لا ترضي غير الدوحة.
وكانت وسائل إعلام غربية مرموقة كشفت عن جانب من نفوذ الإخوان الموالين لقطر في الشرعية، حيث وصفت وكالة “رويترز” للأنباء حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأن غالبية أعضائها تتشكل من حزب الإصلاح الذي يعتبر مرتبطًا بجماعة الإخوان المسلمين.
وما ذكرته الوكالة العالمية يتفق مع ما يعرفه كثير من اليمنيين الذين يخشون من أن سيطرة حزب الإصلاح، على مفاصل الحكومة الشرعية خلقت حالة من التضارب داخلها، تعوق قدرتها على تحقيق أي إنجاز، على الصعيد العسكري أو السياسي، أو حتى المعيشي.
وفي أحد أوجه هذا التضارب يشير المراقبون إلى حالة فريدة من التناقض، فرغم ما تقدمه السعودية ودول التحالف العربي لهذه الحكومة من دعم، إلا أن معظم أعضائها يبدون في أحاديثهم الخاصة تعاطفهم مع الدوحة، ويميلون إلى التنسيق معها خارج سياق أهداف التحالف العربي، سعيًا وراء فكر “الجماعة” التي ترى في قطر الحليف الأوحد في المنطقة.