تطهير حضرموت يضيق الخناق على مصادر تمويل مليشيات الإخوان
اندلعت المظاهرات الشعبية المطالبة بتطهير حضرموت من مليشيات الإخوان والمطالبة بتطبيق الإدارة الذاتية على المحافظة، ما يبرهن على أن هناك وعي شعبي بأن تواجد عناصر التنظيم في بعض المناطق وتوجيه عوائد ثروات المحافظة إلى الشرعية التي يهيمن عليها تنظيم الإخوان يصب في صالح العناصر الإرهابية التي تعيث فساداً في الجنوب.
ويرى مراقبون أن تطبيق الإرادة الذاتية في المحافظة يعد بمثابة وسيلة فاعلة لتضييق الخناق على تمويل مليشيات الإخوان التي توجه إليها الأموال بعد ذهابها إلى الشرعية، وأن اندلاع المظاهرات الشعبية المطالبة بذلك ما هي إلا بداية لاستفادة أبناء الجنوب من ثرواتهم التي يجري نهبها منذ سنوات طويلة، وأنه لا يمكن ترك هذه الثروات تذهب لعقاب أبناء الجنوب في ظل إهمال الشرعية للخدمات في جميع المحافظات الجنوبية.
وتعمل الشرعية التي تتواجد في حضرموت على تطويع عناصرها القابعين تحت لواء المنطقة العسكرية الأولى لصالح الجرائم التي ترتكب بحق أبناء الجنوب، وأمرت هذه العناصر بالتحرك باتجاه أبين لإنقاذ مليشيات الشرعية التي تعرضت للهزيمة، وأضحي وجود هذه القوات بتشكيلاتها الحالية بمثابة خطر يهدد أمن الجنوب، وأن الحل في إبعاد هذه العناصر عن المحافظة وهو أمر طالب به أبناء الجنوب مراراً وتكراراً.
ويؤكد متابعون على أن تطهير حضرموت يساهم في تضييق الخناق على مليشيات الإخوان التي ترتكب يومياً جرائم إرهابية بحق أبناء محافظة شبوة، كما أن المحافظة تظل هدفاً تركياً قطرياً في ظل الرغبة الطاغية من قبل محور الشر في السيطرة على خيرات الجنوب.
وانتفض أبناء محافظة حضرموت اليوم الاثنين، واستنكر المتظاهرون في مديرية المكلا، تدهور أوضاع المرافق والخدمات، وارتفاع الأسعار، وطالب المواطنون، في بيان، عقب الوقفة الاحتجاجية على نهب موارد المحافظة، بإدارة شؤونها وتوظيف مواردها وإيراداتها لتأمين الخدمات.
وشدد البيان، الذي صاغته لجنة التصعيد السلمي في محافظة حضرموت، بإقرار الإدارة الذاتية في المحافظة، لتغليب مصلحة الشعب على أي مصلحة مرتبطة بحكومة الشرعية لإحباط خططها لخلخلة الأمن والاستقرار في المحافظة.
وطالب البيان بالاستجابة إلى دعوات المتظاهرين لوقف الصادرات من نفط المسيلة التي تنهبها حكومة الشرعية الفاسدة، وإدارة الإيرادات ذاتيًا ووضعها في حساب خاص بالمحافظة، كما دعوا إلى تمكين النخبة الحضرمية من الانتشار على كل أراضي حضرموت، لتحرير الوادي من مليشيا الإخوان الإرهابية التي تستهدف الكوادر الوطنية المدنية والعسكرية، وصرف رواتب منتسبيها.
شدد مغردون جنوبيون ومهتمون بالشأن الجنوبي، على أن حضرموت لن تغرد خارج السرب الجنوبي، ودشنوا هاشتاج "حضرموت الإدارة الذاتية الجنوبية خيارنا"، مساء أمس الأحد، للمطالبة بتفعيل الإدارة الذاتية، وتوفير الخدمات، وإيقاف سياسة الاغتيالات، ومحاسبة الفاسدين، وتفويض النخبة الحضرمية بحفظ الأمن في المحافظة.
وأكدوا أن تطبيق الإدارة الذاتية الجنوبية، في مختلف محافظات الجنوب، ضرورة للقضاء على فساد حكومة الشرعية وإرهاب مليشياتها الإخوانية، وتعهدوا بعودة حضرموت إلى أهلها وتخليصها من الفساد بكفاءات أهلها، مطالبين بمحاكمة الفاسدين والقتلة.
فيما أكد الشاعر عبد الله الجعيدي، اليوم الأحد، أنه لن يتم وقف نهب خيرات حضرموت إلا بفرض الإدارة الذاتية والتي أصبحت مطلبًا لكل أهالي حضرموت، وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "لن يتوقف نهب خيرات حضرموت التي تذهب إلى جيوب الفاسدين سوى بفرض الإدارة الذاتية والتي باتت اليوم مطلب كل أبناء حضرموت".
ومن جانبه كشف رئيس دائرة الشباب والطلاب بالمجلس الانتقالي الجنوبي بيافع فضل محسن الشطيري، عن سر حشد مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية بكل قواتها وعناصر من داعش والقاعدة نحو حضرموت.
وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "حضرموت تنتج 75٪ من ثروات الدولة وظلمت خلال العهود السابقة، حان الوقت أن تعوض حضرموت وتخصص ثرواتها لإعادة تنمية الشعب وخدماته وإصلاح ما أفسدته الحرب وأولها الخدمات الأساسية التي تهم المواطنين".
وأضاف: "الذهب الأسود والذهب الأصفر هما من جعل من جماعات الإصلاح الإرهابية تسلم المحافظات الشمالية للحوثي وتحشد بكل قواتها وعناصر من داعش والقاعدة نحو حضرموت، ولكن الأيام القادمة سيتم دحرهم ، وستنتشر قوات النخبة الحضرمية في جميع مديرياتها لتأمينها".
