مارم ينتقم من التحالف عبر مصر

الأربعاء 7 فبراير 2018 15:48:30
مارم ينتقم من التحالف عبر مصر

وفي العريمي

يقال "ما أخفى امرؤ شيئاً قط إلا وظهر في فلتات لسانه"، وواحدة من هذه الفلتات ظهرت قبل يومين على لسان السفير اليمني في القاهرة محمد مارم وأظهرت ما أخفاه هذا الرجل المكار منذ تعيينه في هذا المنصب الدبلوماسي الحساس في هذا البلد الكبير والمهم عربياً وحتى دولياً.
مارم وصف ما حدث في مصر بالانقلاب بعد أن جرجرته مذيعة قناة بلقيس التي تمولها قطر وتديرها الإخوانية توكل كرمان، قالت له إن الإمارات دعمت الانقلابيين في عدن كما دعمتهم في مصر ضد مرسي، فأجاب (نعم بالضبط)، وربما نسي الرجل نفسه والمكان الذي يتحدث فيه فظن أنه في منزله أو داخل مكتب المرشد، ولا عجب إن كان يرتب وضعه الجديد الذي يحتاج فيه إلى رضا مؤسسة الرئاسة التي يسيطر عليها الإخوان ويحيطون فيها بالرئيس هادي إحاطة السوار بالمعصم.
ليست هذه المرة الأولى التي يعمل فيها مارم ضد التحالف فهو أول من سعى لإفشال جهود التحالف في عدن، وأوقف كل شيء في عدن عندما كان مديراً لمكتب الرئيس هادي، وقطع مرتبات شرفاء المقاومين، وعندما احتجوا أطلق حراسته عليهم أمام بوابة معاشيق في نوفمبر 2015، ثم انطلقت الوسائل الإعلامية التابعة له لتصف هؤلاء المقاومين بالإرهابيين، وطلب من قوات التحالف تحريك مروحياتها لقمع احتجاجهم السلمي، لولا أن قيادة التحالف تعرف حقيقته وحقيقة توجهاته وقناعاته.
لم يتوقف مارم عند هذا الأمر، وحارب أهالي عدن عبر ذراعه التاجر العيسي الذي أذاق الناس في عدن المر والعلقم من خلال سلاح المحروقات وارتباط خدمة الكهرباء بها، وكان انقطاع الكهرباء المستمر لتمرير صفقات فساد شارك فيها مارم وآخرين في مؤسسة الرئاسة.
 حروب مارم لم تتوقف هنا.. وعندما حاول محافظو عدن ولحج والضالع السابقين حلحلة هذه الأمور وتوفير الخدمات للناس، وإقالة الفاسدين، أصدر مارم توجيهاته وأوقف تحركاتهم ومنعهم من إحداث أي تغييرات تمس إمبراطورية الفساد.
خرج مارم من مؤسسة الرئاسة بضغط من قيادة التحالف لكن حربه على التحالف وعلى المواطنين لم تتوقف وانتقاماً لنفسه يواصل هذه الحرب اليوم من داخل بلد عربي كبير ومهم في التحالف العربي هو مصر التي احتضنت اليمنيين بكل مشاربهم وطوائفهم، وكافأها مارم بهذا الحديث لإرضاء شهوة الانتقام لديه، وكبار الإخوان الذين يسيطرون على مؤسسة الرئاسة اليمنية.
عض مارم اليد التي امتدت لليمنيين بإحسان، وبقاؤه في سفارة اليمن في مصر مهزلة كبيرة بعد هذه الفضيحة، أما إذا استمر فهذا يؤكد استحواذ الإخوان على مكتب الرئيس هادي، ورضاهم عنه واتفاقهم معه.