عاقبوه بـ ذنبٍ لم يقترفه والده.. قصة طفل ذاق مرارة الإرهاب الحوثي

السبت 11 يوليو 2020 12:14:00
عاقبوه بـ "ذنبٍ" لم يقترفه والده.. قصة طفل ذاق مرارة الإرهاب الحوثي

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الموالية لإيران حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي العديد من الجرائم التي استهدفت الأطفال وكبّدتهم كلفةً إنسانية باهظة.

ففي جريمة حوثية فاق كل الحدود، أقدمت المليشيات على اختطاف طفل في محافظة إب، وزّجت به في أحد سجونها، بسبب عدم سداد والده للزكاة التي يفرضها الحوثيون جبرًا وقسرًا على السكان.

وفي التفاصيل، استغاث مواطن بنيابة غرب محافظة إب، لإطلاق سراح طفله من سجن قسم الثلاثين، دون اتهامات أو مبررات قانونية.

وكشف الخطاب الموجه إلى النيابة عن حبس الطفل بقرار من مدير ما تسمى هيئة الزكاة التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في المحافظة، بدعوى تأخر والد الطفل عن دفع الزكاة.

والد الطفل بشار الحذيفي (13 عامًا)، ناشد وكيل النيابة، التفتيش على سجن قسم الثلاثين، وإطلاق سراح طفله السجين.

مصادر حقوقية استنكرت في حديثٍ لـ"المشهد العربي"، حبس هيئة الزكاة الحوثية طفلًا، ونددت بتحويل قسم شرطة الثلاثين إلى سجن خاص يخضع لأوامر مدير هيئة زكاة مليشيا الحوثي.

وتساءلت المصادر عن أسباب تجاهل الهيئة الحوثية الرجوع إلى السلطة القضائية لتقرر الإجراءات القانونية اللازمة، وطالبت النيابة العامة بمحاسبة مديري قسم الثلاثين وهيئة الزكاة لانتهاكهما القانون، واحتجاز طفل بالمخالفة للقانون.

هذه الواقعة التي يمكن القول إنّها تتخطّى كل حدود العقل والتصوُّر، تضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبها الحوثيون، وكبّدت الأطفال كلفةً باهظة.

الإرهاب الحوثي لا يقف عند هذا الحد من قتل أو اعتقال، لكن في المجمل فإنّ الأطفال الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات يواجهون حياة قاسية للغاية.

ودأبت المنظمات الدولية على توثيق الحالة الإنسانية البائسة التي يعشيها أطفال اليمن تحت وطأة الحرب الحوثية الغاشمة، التي بلغت أمدًا زمنيًّا أكثر مما يُطاق.

وتحمل لغة الأرقام دلالة كبيرةً فيما يتعلق بنقل صورة طبيعية عما يحدث على الأرض ليبلغ مسامع العالم أجمع.

رقميًّا، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، في وقتٍ سابق، أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

هذه الحالة المروّعة تكشف عن هول المأساة التي يعيشها أطفال اليمن من جرّاء الحرب الحوثية، في وقتٍ أصبح لزامًا على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات رادعة توقف المليشيات الحوثية عند حدها، وتمنعها من ممارسة هذا العبث الذي تخطَّى كل الحدود.