أزمة رواتب المليشيات تدفع الحوثي للسيطرة على أكبر بنوك اليمن
شهدت محافظة البيضاء هروبًا واسعًا للمرتزقة المنتمين إلى المليشيات الحوثية وذلك نتيجة تأخر صرف رواتب إعاشة مقاتليها، الأمر الذي يبرهن على أن الأزمة المالية التي تعانيها وصلت إلى مراحل متقدمة، ما كان دافعا نحو الهيمنة على بنك التسليف التعاوني الزراعي، الذي يعد أكبر بنوك اليمن، في خطوة تستهدف طباعة أكبر قدر ممكن من الريالات وتوجيهها إلى الجبهات لصرفها على المقاتلين بما يضمن عدم هروبهم.
وتحاول المليشيات التعامل مع الأزمات المالية التي طالتها نتيجة تقلص الدعم الإيراني من خلال تصعيد التيار المتشدد داخلها والذي تربطه صلات قويه بنظام الملالي، إلى جانب التقارب مع مليشيات الإصلاح بما يضمن وصول المال القطري إليها ليشكل عوضا عن الأموال التي تصلها من الخارج، إلى جانب توسعها في الجبايات التي تفرضها على التجار في مناطق سيطرتها.
تحاول المليشيات الحوثية الاستفادة من المؤسسات التي تشكل دعمًا أساسيًا ينهي الأزمات المتفاقمة التي تعانيها، ولعل ذلك ما كان دافعا نحو اختطافها عددا من رجال الأعمال التابعين لها في محاولة لتوظيف الأنشطة التي يعملون بها لصالحها، إلى جانب السيطرة على الشركات الكبرى والبنوك من أجل سد الفجوات المالية بصورة سريعة.
وبحسب ما نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، فإن خلافات حادة نشبت بين قيادات الحوثي أفضت إلى تصفيات داخلية، ما أدى إلى فرار الكثير من مقاتلي المليشيا من جبهات القتال، وبحسب مصادر مطلعة فإن هناك العشرات من المشرفين الحوثيين وعناصر تابعة لهم عادوا إلى صنعاء خوفا على حياتهم وفضلوا الاختفاء عن أنظار قياداتهم.
ولفتت المصادر إلى أن الأزمة المالية التي تعصف بالمليشيا وعدم صرف رواتب إعاشة لمقاتليها في عدد من الجبهات والمحافظات دفع بالكثير من المشرفين لإطلاق السجناء مقابل مبالغ مالية، وهو ما زاد من الصراع ودفع المقاتلين الجوعى للعودة إلى منازلهم.
ومؤخرا فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، هيمنتها الكاملة على أكبر بنوك اليمن، بتعيين أحد أفراد أسرة الحوثي، رئيسًا لبنك التسليف التعاوني الزراعي.
وأصدر المدعو مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، قرارًا بتعيين شقيق مدير مكتبه، أحمد أحمد الحوثي، لرئاسة مجلس إدارة البنك الأكبر في اليمن.
وبدأت مليشيات الحوثي الإرهابية، محاولتها السيطرة على بنك التسليف التعاوني الزراعي، أواخر العام 2017، باستيلائها على وثائق وأرشيف البنك، ونقله لموقع مجهول.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه مليشيا الحوثي حملات الابتزاز والجبايات في الأسواق والمولات التجارية والمطاعم في صنعاء، بذريعة عدم التقيد بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
وشكا مدير أحد المطاعم الكبيرة في صنعاء من تناوب فرق مليشيا الحوثي على ابتزاز التجار وأصحاب المحال، مشيرا إلى أن المليشيا الإرهابية تتعمد ابتزازهم على الرغم من التقيد بالإجراءات الخاصة بفيروس كورونا من خلال وضع الكراسي والطاولات بشكل متباعد.
وأضاف أن فرق الابتزاز الحوثية تتناوب على ابتزازهم عبر مكتب الأشغال "البلدية" ومكتب الصحة، وصحة البيئة، وحتى مكتب السياحة، وغيرها من الجهات التي تعرضهم للابتزاز اليومي.
وكانت حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها، قررت رفع القيود الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا، وأعلنت فتح المطاعم والصالات والحمامات البخارية والأندية الرياضية والحدائق، بعد أن سمحت بفتح الجامعات.