تصعيد ضد المدنيين.. لماذا يتعمّد الحوثي إطالة أمد الحرب؟

الأربعاء 22 يوليو 2020 12:09:54
تصعيد ضد المدنيين.. لماذا يتعمّد الحوثي إطالة أمد الحرب؟

فيما يبذل المجتمع الدولي جهودًا "تظل منقوصة" من أجل إحلال السلام في اليمن، فإنّ المليشيات الحوثية تصر على الذهاب نحو جولة جديدة من التصعيد العسكري.

وتشهد جبهات القتال توجّهًا خبيثًا من قِبل المليشيات الموالية لإيران عملًا على إطالة أمد الحرب، وذلك لأنّها تحقّق الكثير من المكاسب من وراء ذلك، لا سيّما فيما يتعلق بالثروة الضحمة التي كونّها قادة المليشيات.

التصعيد الحوثي يمكن القول إنّه يستهدف المدنيين في المقام الأول، وفي أحدث صوره هاجمت المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، خلال الساعات الماضية، قرى في مركز مدينة التحيتا بمحافظة الحديدة.

وكشفت مصادر محلية عن إطلاق المليشيات الحوثية عددًا من قذائف الهاون الثقيل عيار 120 على منازل المواطنين في مركز المدينة.

الهجوم الحوثي ينم عن خبث نوايا هذا الفصيل وعمل المليشيات على إطالة أمد الحرب بأي صورة من الصور، وهذا راجع بشكل مباشر إلى أنّ بقاءها مرهون باستمرار الحرب بوضعها العبثي الراهن.

في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات تسعى للحفاظ على المكتسبات التي تحقّقها من استمرار الحرب، وهي تحقيق الثروات الضخمة في وقتٍ يعيش السكان أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.

وتوثّق الأرقام كيف استفاد الحوثيون من الحرب وغياب أي أطر للرقابة والمحاسبة في التوسّع في أعمال النهب والسطو واستنزاف الثروات، بعدما عملت المليشيات على نهب الموارد وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.

وتقدِّر التقارير حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات بنحو 14 مليار دولار، منها تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.

أمام هذه الحالة، فقد أصبح من المنطقي وفقًا للعقلية الحوثية الخبيثة أن يتم العمل ليل نهار على إطالة أمد الحرب، وإجهاض أي فرص نحو إحلال السلام، وهو ما يُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.