ميليشيا الحوثي تدفع بمئات المجندين الجدد ... وتضلل أتباعها بقوات وهمية
طفل يمني وراء مسلحين في استعراض حوثي للأسلحة في صنعاء ديسمبر الماضي (رويترز)
لجأت جماعة الحوثيين الانقلابية عبر آلتها الإعلامية إلى محاولة التغطية على انهيارها الميداني الأخير في جبهة الساحل الغربي جنوب محافظة الحديدة وتوغل الجيش اليمني إلى ثالث مديرياتها (الجراحي) عقب تحريره "حيس" و"الخوخة" إلى تضليل أنصارها عبر إشاعة انتصارات لقوات وهمية تابعة لها أطلقت عليها" القوات الجو- فضائية".
وأفادت مصادر محلية في صنعاء وعمران والحديدة لـ"الشرق الأوسط" بأن الجماعة دفعت بالمئات من مسلحيها في اليومين الأخيرين إلى صعدة والحديدة، على خلفية الخسائر المتلاحقة في صفوفها وهروب العشرات من خطوط المواجهة مع قوات الجيش اليمني وطيران التحالف.
وقالت المصادر إن نحو 150 طقما(عربة عسكرية) على متنها مسلحون يعتقد أنهم من المجندين الجدد الذين التحقوا أخيرا بصفوف الجماعة، شوهدت وهي تخرج من منافذ صنعاء على دفعات متفرقة خلال اليومين الماضيين باتجاه صعدة والحديدة.
ويرجح مراقبون أن الميليشيات تحاول من خلال هذه التعزيزات سد الفراغ الذي خلفه فرار العشرات من أنصارها من الجبهات في الأسبوعين الأخيرين إلى جانب مقتل وجرح الكثير منهم في ظل العمليات المتواصلة للجيش اليمني وطيران التحالف شمالي صعدة، وجنوب الحديدة في جبهة الساحل الغربي.
وكشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن روايات مفزعة يتداولها ناجون من عناصر الجماعة تمكنوا من الفرار من جبهة الساحل الغربي بعد سيطرة الجيش اليمني على مديرية"حيس"، وتفيد في خلاصتها عن انهيار كبير في معنويات الجماعة وعن هروب قادتها من المواجهات وترك المغرر بهم من المجندين لديها لمواجهة مصيرهم المحتوم أمام كثافة نيران القوات الحكومية وضربات الطيران المترافقة.
وقال سكان في مديرية"همدان" الواقعة شمالي صنعاء لـ"الشرق الأوسط" إن الجماعة أعادت نحو 70 جثة من قتلاها إلى أهاليهم خلال أسبوع واحد كانت جندتهم أخيرا ضمن صفوفها من شبان المديرية، فيما لايزال عدد كبير من المجندين الآخرين مجهول المصير بحسب ما أفاد أقاربهم الذين يتخوفون من أن يكونوا قتلوا أو اسروا في معارك الساحل الغربي.
وزعمت وسائل إعلام الجماعة ضمن خطابها التضليلي لعناصرها بأنها دشنت أخيرا نشاط قوة جديدة في تشكيلاتها العسكرية تدعى"القوات الجو- فضائية"وأن هذه القوات تمكنت من تحييد دفاعات التحالف العربي ودحر قوات الجيش اليمني.
ولقيت إشاعات الجماعة عن وجود هذه القوة الغربية والجديدة والوهمية سخرية واسعة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها حديثهم الساخر عن أن الجماعة الحوثية باتت"قوة عظمى" تضاهي بذلك أقوى جيوش العالم مع كشفها عن هذه القوة.
ويرى الناشطون أن الضربات الموجعة التي تلقتها الميليشيات أخيرا في جبهات الساحل الغربي وتعز والجوف وصعدة جعلت قادتها يعمدون إلى بث هذه الإشاعات عن انتصارات وهمية لا وجود لها إلا في مخيلة من يروج لها أو يصدقها من عناصر الجماعة بخاصة في الأوساط القبلية والأرياف حيث ترتفع نسبة الأمية وتدني الوعي والمعرفة.