مباحثات الرياض تصطدم بتصعيد قطري- تركي بالجنوب
وضع محور الشر القطري التركي عراقيل جديدة أمام مباحثات الرياض المستمرة منذ شهرين تقريبًا من أجل تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وذلك بعد أن أشارت أنباء عديدة إلى أن البلدين قاما بتجنيد مرتزقة صوماليين من أجل الدفع بهم لمساندة مليشيات الشرعية في الجنوب، وهو ما يؤكد أن التيار المهيمن على الشرعية لا يسعى إلى الحلول السياسية من الأساس.
تسعى قطر وتركيا بكافة الأدوات المتاحة أمامهما من أجل إفشال جهود التحالف ولعل ذلك عد أحد الأسباب التي أفسدت محاولات التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، وأصبح واضحا أن العراقيل والمراوغات التي انتهجتها الشرعية في المفاوضات الجارية منذ شهرين ونصف تقريبًا تم استنفادها، وبالتالي فإن الوضع بحاجة إلى تدخل أطراف إقليمية من أجل تقديم الدعم إلى العناصر الإرهابية في الجنوب.
لدى محور الشر قناعة بأن تشكيل حكومة جديدة يعني إزاحة مليشيات الإخوان من على رأس سدة الشرعية، وبالتالي فإن الحفاظ على الوضع القائم يعد هدفًا للأطراف الإقليمية التي تستهدف إفشال جهود التحالف العربي لإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية، وأن السيولة الإقليمية جراء عدم التفات المجتمع الدولي إلى الأزمة اليمنية وانشغال القوى العظمي بمشاكل داخلية وصحية عديدة أتاح إمكانية الذهاب لتجنيد مرتزقة أفارقة من أجل محاولة كسب المعركة التي تدور رحاها بين الشرعية ومليشيا الحوثي من جهة والقوات المسلحة الجنوبية على الجهة الأخرى.
تكمن خطورة تشكيل مرتزقة صوماليين والدفع بهم إلى الجنوب في أن تكون خطوة على طريق تحويل الأوضاع في اليمن إلى صراع إقليمي أكبر كما هو الحال في ليبيا، وفي تلك الحالة سيكون هناك خطر داهم يهدد الجنوب لأنه سيكون أمام قوة معتدية أجنبية تسعى للسيطرة على المقدرات الجنوبية، والبحث عن النفط الذي يجري سرقته في الوقت الحالي من قبل مليشيات الشرعية.
كشفت صحيفة صومالي غارديان، عن إرسال تركيا المئات من المرتزقة الصوماليين إلى قطر، وقدرت الصحيفة الصومالية عدد المرتزقة الذين جندتهم تركيا بالتعاون مع النظام القطري بحوالي ألفي مرتزق، مشيرة إلى أن تنظيم الحمدين منح المئات من المرتزقة الجنسية القطرية، مشيرة إلى أن النظامين القطري والتركي استغلا الفقر والبطالة لتجنيد المرتزقة في الصومال.
في الوقت نفسه، حذر مراقبون من احتمالية توجيه المرتزقة الصوماليين من قطر إلى اليمن والجنوب إلى جانب ليبيا، لمؤازرة مليشيا الإخوان الإرهابية في عدوانها على الجنوب.
تأتي تلك المحاولات في ظل محاولة إقليمية ضعيفة وغير مؤثرة تسعى لتحريك الجمود الذي أصاب مباحثات الرياض، وشدد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن لدى اليمن، على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض، وعبروا عن أملهم في نجاح المفاوضات الجارية حول تنفيذ الاتفاق في عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض.
ويوم الخميس الماضي، عبًر السفير الأمريكي في اليمن، كريستوفر هنزل، في تصريحات صحفية عن دعم بلاده تنفيذ اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، مشيرا إلى أهمية تنفيذ اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر الماضي بين الطرفين، مشددا على أن أمريكا ستعمل مع كل الشركاء الدوليين للإسهام في إيقاف الحرب.