إنفاق مبطن لشركات التبغ في عالم الفورمولا وان يعود لمستويات عقد مضى
أنفقت شركات صناعة التبغ مليارات الدولارات لرعاية الفرق المشاركة في بطولة العالم للفورمولا واحد على مدى الأعوام الماضية، وعادت لإنفاق مبالغ كبيرة بأساليب مبطنة، على رغم منع ذلك رسميا في منافسات الفئة الأولى.
ونشرت منظمة "فورمولا ماني" المعنية بمتابعة رياضة الفئة الأولى، ومنظمة "ستوب" المعنية بمراقبة شركات التبغ، تقريرا مشتركا الأربعاء بعنوان "إدمان القيادة: الفورمولا واحد وتسويق التبغ"، للحديث عن الانفاق المتزايد لهذه الشركات.
وبحسب التقرير، وفرت شركات التبغ ما مجموعه 4,4 مليارات دولار من الرعاية للسباقات والأحداث المرتبطة بالفورمولا واحد منذ انطلاق البطولة في العام 1950.
وعلى مدى العقد الماضي، تراجع بشكل كبير النسق الاعلاني الذي شهد تصدر العلامات التجارية لشركات التبغ والسجائر، السباقات والسيارات في منافسات الفئة الأولى، مع زيادة الوعي عالميا حيال أضرار التدخين، والقيود التي فرضت ضمن نطاق البطولة وعلى المستوى الوطني في الدول المستضيفة للجوائر الكبرى.
لكن بحسب التقرير الجديد، أنفقت هذه الشركات "100 مليون دولار" في العام الماضي، ما أعاد إنفاقها الإعلاني في البطولة الى مستويات لم يشهدها عالم الفورمولا واحد منذ العام 2011.
ورجح التقرير ان يزيد انفاق شركات عملاقة مثل "فيليب موريس" و"بريتيش أميركان توباكو" (بي ايه تي) على فريقي فيراري وماكلارين، الى 115 مليون دولار.
- "فيا" يمانع... دون التدخل -
ودفع ذلك منظمة الصحة العالمية الى التحذير في بيان من ضرورة "عدم العودة الى الخلف في مكافحة التبغ".
ورأت المنظمة ان "الترويج لهذه المنتجات يجذب مستهلكين جددا للتبغ، لاسيما في وسط الشباب، ما يتسبب بضرر للأجيال المقبلة".
وبحسب المنظمة، يؤدي استهلاك التبغ الى وفاة أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا.
ولجأت شركتا فيليب موريس و"بي ايه تي" العام الماضي الى توقيع اتفاقات رعاية بين مبادرات بحث علمي تابعتين لهما، وفريقي فيراري وماكلارين.
وفي الوقت الراهن، تقوم الشركتان بالترويج لمنتجات مختلفة عن السجائر العادية، لاسيما بعض المنتجات التي لا تعتمد على احتراق التبغ، وتروّج لها على انها ذات ضرر أقل.
وشكلت شركات التبغ والسجائر نقطة الثقل الإعلانية لما يناهز أربعة عقود في الفورمولا واحد، رياضة السرعة الأبرز عالميا والتي تتطلب من فرقها توفير قدرات مالية ضخمة اذا ما أرادت المنافسة على الفوز. الا أن الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) المشرف على هذه الرياضة، منع بشكل صارم إعلانات التبغ والسجائر منذ عام 2006، في إطار الحملات العالمية للتحذير من مضار التدخين ومكافحة إعلانات السجائر والترويج لها.
لكن تقرير الأربعاء اعتبر ان موقف "فيا" بات أقرب الى توصية من قرار صارم ملزم.
ورأت ماري أسونتا من منظمة "ستوب"، ان الاتحاد الذي يرأسه الفرنسي جان تود "يزعم انه يريد المساهمة بشكل إيجابي في المجتمع. هذا ليس ممكنا طالما انه مرتبط بصناعة تسبب ضررا كهذا".
وفي رد على سؤال لوكالة فرانس برس، أكد الاتحاد في رسالة عبر البريد الالكتروني انه "لا يزال يعارض بشدة أي إعلانات للتبغ، ولا يزال ملتزما بتوصياته العائدة الى العام 2003".
لكن الاتحاد شدد على انه "ليس في موقع يخوله التدخل في الترتيبات التجارية الخاصة بين الفرق ورعاتها"، وإن أكد "مواصلة مراقبة التزام القوانين المرعية الإجراء".
ولقي التقرير انتقادات لاذعة من الشركات، اذ اعتبرت شركة "فيليب موريس" في بيان انها عرضة لـ "هجمات ايديولوجية" و"حملات مضللة".
وشددت الشركة على ان تعاونها مع فريق فيراري الإيطالي، من خلال علامة "ميشن وينو" التجارية، "لا يستخدم ولن يتم استخدامه لتسويق أو ترويج أي من منتجات التبغ أو تلك التي تتضمن مادة النيكوتين، العائدة لشركة فيليب موريس".
وأكد المتحدث باسم الشركة راين سبارو على ان تعاون الطرفين "يحترم كل القوانين المرعية الإجراء".
لكن هذا الموقف لا يلقى صدى لدى المنظمات المناهضة لاستهلاك التبغ.
ورأت كارولين ريد التي ساهمت في إعداد التقرير، انه "بالنسبة الى شركات التبغ، الفوائد واضحة".
وتابعت "هذه رياضة عالمية تجذب أكثر من 500 مليون مشجع حول العالم، غالبيتهم من الشبان الذكور، وهذه فئة سكانية مرتفعة القيمة (إعلانيا). شركات التبغ تحقق عائدات فعلية على استثمارها".