استهداف الشرعية لـنفط شبوة.. بين النهب والتلاعب
على الرغم من الثروة النفطية التي تتمتّع بها شبوة، فإنّ هذه المقدرات أصبحت عرضةً للنهب من قِبل حكومة الشرعية التي عملت في الوقت نفسه على صناعة أزمة نفطية في المحافظة.
وفي هذا الإطار، شكا مواطنون من تلاعب محطات الوقود في شبوة في أسعار الديزل، بعد زيادته إلى 405 ريالات (ثمانية آلاف و100 ريال للدبة).
وتصدر المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، كميات كبيرة من النفط، في ظل ارتفاع أسعار مشتقاته عن غيرها من المحافظات.
إقدام "الشرعية" على التلاعب النفطي في شبوة يندرج في إطار عمل هذه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي على صناعة الأعباء الحياتية أمام الجنوبيين.
ففي خطوة برهنت على تجريف مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، المحافظات النفطية من عائدات بيعه، كشف خطاب موجه من محافظة شبوة إلى سلطات حضرموت، عن اعتماد شبوة على المحروقات المقدمة كمساعدات إغاثية في تشغيل محطة الكهرباء.
السلطة الإخوانية في شبوة - القابعة على خزان نفطي تمول من خلاله عدوان مليشياتها الإرهابية على أبين - طلبت السماح بمرور سبع ناقلات نفط إلى ميناء نشطون في المهرة، عبر محافظة حضرموت، لتحميل نحو 300 ألف لتر من الديزل، والعودة بها إلى محطة الكهرباء.
برهنت هذه الخطوة على هيمنة مليشيا الإخوان الإرهابية عبر محافظين خاضعين لسيطرتها على الموارد النفطية لنهبها، وترك محطات الكهرباء تعاني نقص الإمدادات النفطية والاعتماد على المعونات، بدلا من تخصيصها لمدن غير نفطية تعاني انهيار منظومة الكهرباء.
الأمر لا يقتصر عند حد نهب الثروات النفطية من أرض الجنوب، بل جاء هذا النهب الإخواني سببًا للتصارع بين قيادات حكومة الشرعية عملًا على تكوين ثروات ضخمة.
ففي وقتٍ سابق، دخل ناصر نجل الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي في خلافات حادة مع عناصر تابعة للإرهابي علي محسن الأحمر بسبب النفط في محافظة شبوة.
وكان ناصر عبد ربه قد اشترى أسلحةً مقابل أن تُسدّد من قيمة خام محافظة شبوة الخاضعة لسيطرة الإخوان، وهو ما رفضه الموالون للأحمر، حيث أصبحت شبوة تابعة للأحمر بعدما قدّم في سبيل السيطرة عليها عديدًا من القتلى في قوات مأرب.
بعد ذلك، أبلغ ناصر والده عبد ربه بأنّ محافظ شبوة محمد صالح بن عديو أصبح متمردًا على توجيهاته وأنّه يتحرك وفقًا لأوامر من محسن الأحمر.
كما تصاعدت حدة الخلافات بين نجل هادي والتاجر أحمد صالح العيسي من جانب، وعلي محسن الأحمر وأتباعه من بينهم مدير مكتب الرئيس عبدالله العليمي على خام شبوة.
الأحمر يرى أنّ الثروات النفطية في شبوة أصبح هو المسؤول عنها لأنّه هو من يقف خلف معركة اجتياحها والسيطرة عليها، حتى أنّ الأحمر حذّر ناصر من مغبة الاقتراب من خام شبوة، وأنّ عليه تسديد أي صفقة أسلحة من أي موارد أخرى.
كل هذه المعلومات برهنت على أنّ حكومة الشرعية تضم تجار حرب لا يشغلهم إلا تكوين الثروات الضخمة، ويستخدمون في سبيل ذلك نفوذهم السياسي والعسكري عملًا على استنزاف ثروات الجنوب، وفي مقدمتها نفط شبوة الذي يتوجّب أن ينعم به ويهنأ الجنوبيون.