اخوان الجنوب .. اين اخطأوا؟
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
✅ اغتيل الإثنين أمام مسجد من منتسبي التجمع اليمني للاصلاح" إخوان اليمن " أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته .
✅ القتل غيلة فعل بشع والقتل السياسي والاغتيال السياسي او الاغتيال على الراي كلها اعمال مدانة في الشرائع والاعراف ولا تقبلها الفطر السوية ولن تؤسس لمجتمع مستقر بل تفكك اللحمة المجتمعية وتؤسس لدورة عنف حلزونية كل ضحاياها من الابرياء، يقتل القاتل وهو لا يدري لماذا قتل ؟ ويغتال المقتول وهو لايدري لماذا قتل ؟ فالولوغ في الدم الانساني بدون حق جريمة نكراء .
✅ هناك ملمحان شدا انتباهي في اغتيال الرجل الأول تعليق لقيادي اصلاحي والثاني لمواطن لا أدري عن هويته الحزبية لكن من خلال كتاباته لايبدو انه معاد للجماعة
↪ الاول هو :
دعوة وزير الشباب اليمني البكري إلى هبة شعبية في عدن بعد اغتيال القيادي في حزبه !! ، وهي دعوة تعكس أزمة الحزب ، لأن الساحة شهدت اغتيالات لأئمة مساجد من تيارات أخرى ولم نجد دعوة كهذه !! مايعني أن هنالك اتجاه لتوضيف الاغتيال سياسيا وهذا عمل مدان بنفس إدانة الاغتيال لأنه سيمنع اية تحقيقات محايدة للوصول للحقيقة ومن ثم محاصرة تداعياتها
↪ الثاني هو تعليق لاحد معلقي صفحات التواصل الاجتماعي يقول فيه
"من يجاوبني!!؟؟ .. لماذا بدأت الناس تكره جماعة الإصلاح !!؟؟ .. ولا تتحسر على موتهم!!؟؟ .. هل هو بسسب قياداتهم ورموز حزبهم ..؟ الذي فيهم من القول .. ألف قول!!؟
ام ماذا ؟ "
✅ اكتسبت جماعات الإخوان المسلمين في العالم العربي أنصارها من خلال انحيازها لقضاياهم وتعبيرها عن همومهم في ظل أنظمة وطنية تفهم أن الوطن هو الجغرافيا فقط وليس الانسان وانسانيته وقضاياه وهمومه، بغض النظر عن صدق أو عدم صدق انحيازها فهي إلى الآن لها تجربة حكم نجحت في تونس لانها استوعبت قضايا تونس المحلية واستوعبت التنوع السياسي في مجتمعها .
وتجربة فشلت في مصر، وفشلها كان قبل الثورة عليها لأنها لم تستطع أن تفصل هيمنة المرشد عن منصب رئاسة الجمهورية عدا محاولتها تجفيف التنوع السياسي الذي كان نظام الاستبداد من عوامل تجفيفه. فاكتشفت أنها وحيدة لم يترحم احد على قتلاها!!
✅ في الجنوب كانت علطة إخوان اليمن بأنهم طبقوا نفس نظرية أنظمة الاستبداد ، فالوطن عندهم الجغرافيا في الجنوب وليس الانسان وتطلعاته ، هم يعلمون أن مشروع الوحدة مصاب بشرخ وطني عميق منع الاندماج الوحدوي وانكارهم له لا يعني عدم وجوده وقوة تأثيره في الجنوب.
اما إخوان الجنوب فقد كانوا ملكيين وحدويين أكثر من ملوكهم ورموز حزبهم ، وكانوا ينفذون الفتاوى التنظيمية لحزبهم بدون مناقشة ومراعاة خصوصية واقعهم
وهذه هي ازمتهم.
لو أن الإخوان المسلمين في الجنوب اعترفوا بحقائق مشكلة الجنوب او سمحت لهم رموز الحزب الشمالية بذلك ووقفوا معها لما نظر الناس لهم بأنهم جنوبيون وولاؤهم للشمال .
✅ قال احد الباحثين العرب ان معاوية بن أبي سفيان لما خشي فتنة أهل اليمن على ملكه رمى بهم إلى أواسط آسيا والأندلس، وكانوا سبب ضياع ملك العرب وسبب انهيار الحضارة الإسلامية في تلك الأقطار لان التراتبية في العقل اليمني هي الفيد / القبيلة /الدين .
نفس الحال ينطبق على زعماء ورموز إخوان اليمن في نظرتهم للجنوب ، فالاولويات هي : الفيد/ اليمننة/ الاخونة، لذلك أرادوا من مشروع الإخوان في الجنوب أن يكون الجنوب فيد لليمننة او ان يكون " كعب أخيل" لها لقتل الجنوب، ولو لم يكن كذلك لتركوا إخوان الجنوب يعملون بشكل مستقل ويقدمون خطابهم بما يتناسب وتوجهات شعبهم وهذا سيصب في المحصلة الأخيرة لصالح مشروع الإخوان العالمي لكنها نظرة الفيد اليمنية.