مظاهرة بن عديو.. بين استهداف اتفاق الرياض وشراء الحاضنة الكاذبة (قراءة)
على الرغم من إجماع الأطراف الإقليمية والدولية على الأهمية العسكرية والسياسية لاتفاق الرياض، إلا أنّ حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا لا تتوقّف محاولة إفشال الاتفاق بشتى الطرق.
وإلى جانب جملة طويلة من التصعيد العسكري ضد الجنوب، فقد سلكت المليشيات الإخوانية طريقًا آخر بغية إفشال الاتفاق الذي يستأصل نفوذ حزب الإصلاح بشكل كامل.
وضمن التحركات الإخوانية من أجل إفشال اتفاق الرياض، خصَّص محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد بن عديو، 70 مليون ريال لإقامة مظاهرة يوم الاثنين المقبل، في مدينة عتق، ضد اتفاق الرياض.
مصادر مطلعة كشفت عن توجيهات بن عديو بتشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للتظاهرة، استجابة لمطالب قطرية وتركية.
ووافق "بن عديو" على اقتراح للجنة التحضيرية باعتماد 70 مليون ريال من إيرادات شبوة النفطية لتغطية نفقات ومصاريف المشاركين في المظاهرة.
وكلف بن عديو مدراء المديريات والمكاتب التنفيدية وقادة المعسكرات بإلزام موظفيهم بالمشاركة في التظاهرة الرافضة لاتفاق الرياض.
الواقعة الإخوانية تحمل أبعادًا عدة، فهي من جانب تمثّل استهدافًا متواصلًا من قِبل حكومة الشرعية لثروات الجنوب، وتحديدًا يتعلق الأمر هنا بالنفط الذي تزخر به محافظة شبوة.
وتهيمن مليشيا الإخوان الإرهابية عبر محافظين خاضعين على الموارد النفطية من أجل نهبها، ومثّلت محافظة شبوة عنوانًا لهذا النهب المتفاقم طوال الفترة الماضية، في ظل أنّ المحافظة تقبع على خزان نفطي كبير.
في الوقت نفسه، فإنّ حكومة الشرعية يبدو أنّها تحاول شراء "حاضنة شعبية لها"، عبر استقطاب عناصر تقف في مظاهرة لتوظيفها سياسيًّا واجتماعيًّا.
كما يرتبط هذا التحرُّك الإخواني الخبيث بالعمل على إفشال اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، وذلك من خلال تصعيد الأوضاع الفوضوية على الأرض.
وهناك العديد من الأسباب التي تدفع المليشيات الإخوانية لإفشال اتفاق الرياض، لعل أكثرها وضوحًا أنّ هذا المسار يستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، كما يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما أقدم إخوان الشرعية على تحريفها طوال الفترة الماضية.
أمام كل ذلك، فقد بات من الضروري التيقظ كثيرًا لما قد تشهده المرحلة المقبلة محافظة شبوة من انفلات في الأوضاع الأمنية والسياسية يرمي إلى نسف مسار اتفاق الرياض.