الجهود السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض.. ما الذي ينقص هذا المسار؟

الخميس 20 أغسطس 2020 01:18:00
 الجهود السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض.. ما الذي ينقص هذا المسار؟

تأكيد سعودي جديد عبّرت عنه المملكة في تمسّكها بالعمل على إنجاح اتفاق الرياض، لعلّ ذلك يكون متبوعًا بضغوطٍ تمارسها السعودية على حكومة الشرعية من أجل إلزامها باحترام بنود الاتفاق.

وفي هذا الإطار، قال مجلس الوزراء السعودي إنّ آلية تسريع العمل باتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية تجسيد لتمسك المملكة بالاتفاق الموقع في نوفمبر الماضي.

وأوضح مجلس الوزراء خلال جلسته، المنعقدة منذ قليل، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن ما تضمنه الاتفاق من نقاط تنفيذية، يعد أنجع الحلول لإنهاء الخلافات والصراعات، مشيرًا إلى دور الاتفاق في دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.

اتفاق الرياض وقّعه المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، بهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ هذا المسار تعرّض لسلسلة طويلة من الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية سواء فيما يتعلق ببنود الاتفاق التي تمّ التوصل إليها في نوفمبر الماضي وانتهى إطارها الزمني بعد ثلاثة أشهر، أو بنود الآلية التسريعية المعلنة قبل أسابيع.

إقدام المليشيات الإخوانية على محاولة إفشال اتفاق الرياض أمرٌ راجع في المقام الأول إلى المخاوف التي تنتاب هذا الفصيل الإرهابي، لا سيّما أنّ الاتفاق إذا ما تمّ تنفيذه وفقًا لما تمّ الاتفاق عليه فإنّه يتضمن استئصالًا كاملًا للنفوذ الإخواني من معسكر الشرعية.

ويبدو أنّ المملكة العربية السعودية في حاجة لممارسة مزيدٍ من الضغوط في المرحلة المقبلة من أجل إلزام حكومة الشرعية باحترام مسار اتفاق الرياض والعمل على تنفيذه، وذلك بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية التي يحملها هذا الاتفاق، الذي يساهم بشكل كبير في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوّه حزب الإصلاح بمليشياته الإرهابية هذه البوصلة طوال الفترة الماضية.

كما أنّ السعودية باتت على ما يبدو تتخوف من المخاطر التي يمثلها النفوذ الإخواني المهيمن على حكومة الشرعية، فهذا التيار جاهر بعلاقاته التنسيقية مع محور الشر الذي يضم قطر وتركيا، بل بدأ إخوان الشرعية تنفيذ عمليات ابتزاز سياسي وتهديد عسكري ضد الرياض في الفترة الأخيرة.

ومن أجل إفشال اتفاق الرياض، فقد عمل إخوان الشرعية على إفساح المجال أمام التدخل القطري والتركي على الساحة، وذلك وفقًا لتنسيق استخباراتي يهدد الأمن السعودي بل ويضر بالأمن الإقليمي بشكل كامل.

أمام هذه التحديات، فقد بات لزامًا على المملكة العربية السعودية لتكثيف ضغوطها على معسكر الشرعية من أجل تنفيذ الاتفاق، على النحو الذي يستأصل النفوذ الإخواني من الشرعية بشكل كامل.