ذخيرة الإخوان واستهداف اتفاق الرياض.. كيف ولماذا؟

الخميس 20 أغسطس 2020 16:12:14
ذخيرة الإخوان واستهداف اتفاق الرياض.. كيف ولماذا؟

في رسالة تبرهن على نواياها الخبيثة، تواصل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية إطلاق الرصاص على اتفاق الرياض عملًا على إفشال هذا المسار الذي يستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية.

وفي الساعات الماضية، شنّت مليشيا الإخوان الإرهابية، قصفًا مدفعيًّا على مواقع القوات المسلحة الجنوبية في القطاع الأيمن بمحور أبين.

مصادر ميدانية قالت إنَّ القوات المسلحة الجنوبية، تعاملت مع التصعيد بقوة، مؤكدة أنها تواصل تطبيق أقصى درجات ضبط النفس.

إقدام المليشيات الإخوانية على إفشال اتفاق الرياض أمرٌ لم يعد مستغربًا بأي حال من الأحوال، فهذا الفصيل التابع لحكومة الشرعية لا يفوّت يومًا من دون أن يمارس تصعيدًا خبيثًا على الأرض، يرمي إلى إشعال الأوضاع في جبهة أبين.

ولعل الرسالة تكون وصلت إلى التحالف العربي لا سيّما المملكة العربية السعودية، باعتبارها راعية الاتفاق، حول المخاطر التي يمثّلها النفوذ الإخواني المهمين على الشرعية، وكيف صنع حزب الإصلاح "لوبي" يوالي قطر وتركيا، يهيمن على حكومة الشرعية ويُسيّرها وفقًا لما يخدم مصالحها ونفوذها.

وفي الآونة الأخيرة، وضمن سياسة قامت على توزيع الأدوار، دأبت قيادات في حكومة "الشرعية" على مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تعمل فروع تنظيم الإخوان الإرهابي على مهاجمة المملكة العربية السعودية، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، حال تنفيذ اتفاق الرياض، موجة جديدة من النزوح السياسي من أتباع "الشرعية" نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة.

اتفاق الرياض وُقِّع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، وكان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ هذا المسار تعرّض لتشويه مستمر من قِبل المليشيات الإخوانية التي انخرطت في علاقات خبيثة مع الحوثيين قامت على تسليم المواقع الاستراتيجية وتجميد الجبهات الحيوية.

هذه الخيانات الإخوانية كلّفت التحالف العربي وكبّدته الكثير من الخسائر، التي تمثّلت في تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا، ولهذا بذل التحالف جهودًا مضنية من أجل ضبط هذه البوصلة، إلا أنّ الاستهداف الإخواني لا يزال قائمًا.

الاستمرار الإخواني في العمل على إفشال اتفاق الرياض أمر يبرهن على أنّ السعودية لا تزال مطالبة بممارسة كثير من الضغوط من أجل إلزام "الشرعية" على تنفيذ اتفاق الرياض وذلك بالنظر إلى أهميته السياسية والاستراتيجية الكبيرة.

أمام هذا الوضع، فإنّ الجنوب يواصل التعامل مع الاتفاق بحنكة استراتيجية كبيرة، فهو من جانب يبدي الكثير من ضبط النفس عملًا على إنجاح هذا المسار وتفويت الفرصة على المليشيات الإخوانية لإفشاله، لكنّ الجنوب يملك في الوقت نفسه حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه وصد المؤامرات التي تُحاك ضد شعبه.