النفط ..والجنوب

الذهب الأسود .. عصب الحضارة الحديثة ووقود انتشارها والدم الذي يحرك كل آلاتها. . هذا الإكسير الذي باكتشافه سار بالبشرية خطوات لم تشهدها في كل تاريخها فبه تحركت مصالح العالم ونشطت حركة تجارته ومواصلاته وتقاربت به الإماكن المتباعدة. هو الدم الذي يحرك الات الحرب ومصانعها وهو الذي يجري في شرايين اية تنمية. الإكسير الذي ترتكز عليه التكتلات الاقتصادية والعسكرية التي تتقاسم النفوذ في العالم .

هذا الإكسير سعدت به بلدان ، وبه سعدت شعوب ، واشقى بلدان وشقيت به شعوب .
هو ثروة سيادية في الأوطان لكنها لاتملكه ولاتملك إلا سيادة اسمية عليه ، هو ثروة العالم عندنا مثلما هو ثروة العالم في سائر البلدان، وموقف الأنظمة الوطنية لأي منه تترتب عليه السعادة والشقاء الوطني والاستقرار أو عدم الاستقرار والتنمية أو عدمها ، فالنفط هو دولة العالم المتحكمة بالعالم ، دولة بلا حدود لكن كل حدود دول العالم تتفتح لها بالسلم أو بالحرب ، الأوطان التي استوعبت حكوماتها وقياداتها تلك الحقيقة استفادت وافاد شعوبها وسلكت دروب التنمية اما البلدان التي أما أن حكوماتها وقياداتها كابرت وطنيا أو أيديولوجيا ولم تستوعب الخطوط الحمراء للوطنية وأين تنتهي في مصالح تلك الامبراطورية أو أنها لم تفهم خارطة طريق التعامل معها أو لم تفهم لغتها ، فقد دفعت الثمن وستدفعه إلى أن تفهم تلك اللغة وتستوعب تلك الخريطة .

المجلس الانتقالي الجنوبي امامه مهام متعددة داخليا واقليميا ودوليا لكن المهم والمهم جدا أن يعي حقيقة العلاقة مع إمبراطورية النفط وأين تنتهي حدودها وأين تنتهي حدود الجنوب في هذه الامبراطورية، وان يؤهل نخب جنوبية لترتيب هذه العلاقة تفهم لغة امبراطورية العالم فلغتها مختلفة وتستوعب خارطة الطريق اليها ، أكرر نخب جنوبية تفهم لغة إمبراطورية العالم وتتفاهم معها فنعطيها مالها من مصالح ونحميه ونضمنه في الجنوب وناخذ ما لنا من مصالح وتضمنه عالميا .

الذكاء في عولمة إمبراطورية النفط أن تضمن موقعك الوطني في مصالح تلك الإمبراطورية والا فإنها ستسحقك ولن يلتفت لك أحد .