الانتقالي واتفاق الرياض.. التزام لا حدود له

الخميس 27 أغسطس 2020 23:01:00
"الانتقالي" واتفاق الرياض.. التزام لا حدود له

منذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي، كان المجلس الانتقالي الجنوبي عند حسن الظن به عبر الالتزام الكامل بهذا المسار، وصولًا إلى خطوة تعليق المشاركة في المشاورات التي تمثّل تحركًا يرمي إلى إحداث ضغط سياسي من أجل إنجاح هذا المسار.

ومن هذا المنطلق، جاءت دعوة رئيس وحدة شؤون المفاوضات في اتفاق الرياض الدكتور ناصر الخبجي، رعاة اتفاق الرياض، إلى تبني مواقف جادة تجاه الخروقات، وجدد التزام المجلس باتفاق الرياض، مشيدا بدور المملكة العربية السعودية في تنفيذ الاتفاق.

دعوة الخبجي جاءت خلال استقباله بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، مساء اليوم الأربعاء، نائب السفير السويدي إريك سالمغرين، ومسؤول الشؤون السياسية في البعثة الهولندية الدكتور جيحون اوستوار، حيث أشار إلى استمرار عمليات التحشيد المتتالية من مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية، من مأرب باتجاه الجنوب، في ظل تساقط مديريات مأرب تباعًا في أيدي مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وكشف عن توجيه المجلس الانتقالي الجنوبي، العديد من الخطابات إلى قيادة التحالف للتنبيه إلى خروقات وممارسات عدوانية لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، محذرا من خطر العناصر الإرهابية المنخرطة في صفوف الشرعية.

وقال الخبجي إنّ استدعاء العناصر المتطرفة إلى الجنوب يبدد جهود قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية بمساندة التحالف العربي خلال السنوات الماضية، لافتا إلى خطر عودة النشاط الإرهابي بمقربة من خطوط الملاحة الدولية في خليج عدن.

وقرر المجلس الانتقالي الجنوبي تعليق مشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض، وأبلغ المملكة العربية السعودية بصفتها راعي اتفاق الرياض، بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، في رسالة رسمية بقراره.

وتتمثّل الأسباب التي قادت الانتقالي لاتخاذ هذه الخطوة في خروقات المليشيات الإخوانية في أبين التي أسفرت عن سقوط 75 شهيدًا وجريحًا، وحشد حكومة الشرعية إرهابيين من تنظيمي داعش والقاعدة لاستهداف الجنوب، وسياسة مليشيا الإخوان الإرهابية لاغتيال المدنيين في شبوة والمهرة ووادي حضرموت.

ومن بين الأسباب أيضًا التي أعلنها الانتقالي، حرمان العسكريين والموظفين والمتقاعدين الجنوبيين من رواتبهم ومعاشاتهم، وانهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب، وانهيار العملة وعدم توفير سيولة نقدية في محافظات الجنوب وتضخم الأسعار، وإهمال رعاية أسر الشهداء وجرحى قضية الجنوب والمشروع العربي.

الجنوب يملك موقفًا ناصع البيان فيما يتعلق بالعمل على إنجاح اتفاق الرياض على مدار الأشهر الماضية، وقد أفسح المجال أمام تنفيذ بنود هذا المسار وذلك نظرًا لأهميته السياسية والعسكرية على مختلف الأصعدة، فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

الكرة الآن ليست في ملعب الجنوب، الذي أبدى التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق طوال الفترة الماضية، وأصبح نجاح الاتفاق مرهونًا على ما يبدو بضغوط تُمارَس على حكومة الشرعية، من أجل إلزامها بالتعاطي إيجابيًّا مع بنود الاتفاق.

ودأبت المليشيات الإخوانية على مدار الأشهر الماضية، على إفشال اتفاق الرياض، من خلال سلسلة طويلة من الاعتدءات والخروقات التي استهدفت الجنوب، وتعود هذه السياسة الخبيثة التي اتبعتها الشرعية إلى أنّه ليس من مصلحتها إنجاح الاتفاق، لا سيّما أنّه يتضمّن استئصالًا كاملًا لنفوذ حزب الإصلاح الإخواني.

وفيما تحلّى الجنوب بأكبر درجات ضبط النفس طوال الفترة الماضية من أجل إنجاح الاتفاق، إلا أنّه في الوقت نفسه يمتلك حقًا أصيلًا في الدفاع عن أراضيه، عملًا على إجهاض المؤامرات التي لا تستهدف الجنوب وحسب، لكنّها ترمي أيضًا إلى إفشال جهود التحالف على الأرض.