تقود للإدمان.. دراسة تحذر من تناول مكملات الكرياتين والبروتين

الأحد 6 سبتمبر 2020 19:23:18
تقود للإدمان.. دراسة تحذر من تناول مكملات الكرياتين والبروتين

حذرت دراسة حديثة من تناول المواد التي تحسن كفاءة الأداء البدني، كمساحيق البروتين أو ‏مكملات الكرياتين، وتوصلت إلى أنه مرتبط بالإدمان على شرب الكحول، في مراحل لاحقة من ‏الحياة‎.‎

وتوصل الباحثون الذين أعدوا الدراسة إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 سنة، ‏الذين لجأوا إلى استهلاك تلك المواد كانوا أكثر عرضة بشكل كبير للإبلاغ عن عدد من ‏السلوكيات المحفوفة بالمخاطر المرتبطة بتعاطي الكحول على نحو ضار وتناول المشروبات ‏الكحولية، وذلك بعد مرور سبع سنوات‎.‎

كذلك، تبين أن العلاقة بين استخدام تلك المكملات وبين اللجوء إلى تعاطي الكحول في مرحلة ‏لاحقة كانت قوية بشكل خاص في صفوف الرجال‎.‎

‎"‎تبعث النتائج التي تمخضت عنها دراستنا على القلق نظراً إلى الاستخدام الشائع بين الشباب، ‏خصوصاً الفتيان والرجال، للمواد المشروعة التي تعزز الأداء البدني"، قال كايل تي غانسون ‏الباحث الرئيس في الدراسة، وهو حاصل على دكتوراه، وعلى ماجستير في الخدمة الاجتماعية، ‏وأستاذ مساعد في كلية "فاكتور إنوينتاش" كلية الخدمة الاجتماعية‎ Factor-Inwentash ‎Faculty of Social Work، في جامعة "تورنتو" الكندية‎.‎

وأردف قائلاً، "يمثل الإسراف في شرب الكحول الذي ينطوي على آثار مضرة مشكلة خطيرة ‏بالنسبة إلى الراشدين من الرجال، الذين ترتفع في أوساطهم معدلات الوفاة المتصلة بتعاطي ‏الخمور مقارنة بالنساء. في نهاية المطاف، يعوق الإفراط في تناول المشروبات الكحولية ‏المصحوب بعواقب سيئة النجاحات الاقتصادية والوظيفية، ويفاقم تكاليف الرعاية الصحية وإنفاذ ‏القانون‎".‎

في دراسة عينة من الناس تضمنت ما يزيد على 12 ألف مشارك من الولايات المتحدة ‏الأميركية، وجد الباحثون أن الرجال الذين استخدموا مواد مشروعة ترفع مستوى الأداء البدني ‏كانوا أكثر عرضة لمواجهة مشكلات متصلة باستهلاك الكحول والانخراط في سلوكيات خطيرة‎.‎

ومن جملة تلك السلوكيات الشراهة في الشرب، أو التعرض للأذى أو الانخراط في أفعال تنطوي ‏على مخاطر أو مشكلات قانونية في حالة الثمالة، أو عدم الارتداد عن تعاطي الكحوليات على ‏الرغم من مكابدة مشكلات في الصحة العاطفية أو الجسدية، فضلاً عن تراجع نسبة النشاطات ‏وأشكال التواصل الاجتماعي التي تتعارض مع استهلاك الكحول‎.‎

قال الدكتور غانسون إنه يعتقد أن الضغط الاجتماعي الذي يُمارس على الصبيان والرجال ‏للتوصل إلى شكل الجسم الخالي من الدهون والمليء بالعضلات ربما يفسر النتائج المختلفة بين ‏الجنسين‎.‎

يذكر في هذا الشأن، "بالنسبة إلى معظم الصبيان والرجال، يعتبر هذا الجسم المثالي بعيد المنال، ‏ما يؤدي تالياً إلى استخدام المواد المعززة للكفاءة البدنية. تتناقض صورة الجسد تلك مع مفهوم ‏النحافة المثالية بالنسبة إلى الفتيات والنساء‎".‎

‎"‎في الولايات المتحدة الأميركية، لا تخضع مواد تحسين الأداء البدني المشروعة لرقابة "إدارة ‏الغذاء والدواء‎" Food and Drug Administration‎، وفق كلام كبير الباحثين في الدراسة ‏جيسون إم ناغاتا، وهو أستاذ مساعد في جامعة "كاليفورنيا" الأميركية، قسم طب الأطفال في ‏سان فرانسيسكو‎.‎

وأضاف "وسم هذه المواد تشوبه أخطاء أيضاً ويُحتمل أنها تحتوي على مكونات ضارة، مثل ‏الستيرويدات الابتنائية‎ anabolic steroids، التي من شأنها أن تقود إلى مشكلات في القلب ‏والكبد والكلى، وإلى تدهور الصحة العقلية- النفسية‎".‎

استناداً إلى ما تقدم، دعت الدراسة التي نُشرت في مجلة "بيدياتريكس‎" Pediatrics‎، إلى مراقبة ‏المواد المشروعة التي تزيد الأداء كفاءةً وتنظيمها من قبل الحكومات‎.‎

في السياق نفسه، أظهرت دراسة أخرى تولى قيادتها الدكتور ناغاتا ونُشرت في "جاما ‏بيدياتريكس‎" JAMA Pediatrics‎، وجود علاقة بين المواد المشروعة المعززة للأداء وبين ‏استخدام الستيرويدات الابتنائية الأندروجينية‎ anabolic-androgenic steriods  ‎المحظورة، ‏في مراحل لاحقة‎.‎

وقال الباحثون إنه ينبغي على المتخصصين في الصحة وصانعي السياسات تعديل ممارساتهم ‏وأهدافهم كي تأخذ في الحسبان ما لاحظوه من علاقة رابطة بين استخدام الكحول من جهة ‏والمكملات القانونية المعززة للأداء، من جهة أخرى‎.‎

وفق رأي الدكتور غانسون، "حري بالاختصاصيين الصحيين الكشف عن هذه السلوكيات وتقديم ‏المشورة للشباب حول المخاطر الصحية المحتملة. نحتاج أيضاً إلى أن يبدأ صانعو السياسات ‏على مستوى كل ولاية، كما على المستوى الفيدرالي، أخذ هذه المواد على محمل الجد والإقرار ‏بالتأثيرات الضارة التي تلحقها باليافعين‎".‎