الانتقالي.. صمود عسكري في أبين وإصرار سياسي بمفاوضات الرياض
يمضى المجلس الانتقالي في طريقين متوازيين مع استمرار استهداف الشرعية للجنوب، إذ يقدم أروع الأمثلة على الصمود في مواجهة المليشيات الإخوانية الإرهابية على حدود محافظة أبين، كما أنه يُصر على موقفه من تنفيذ اتفاق الرياض عبر المفاوضات الجارية منذ فترة طويلة بالعاصمة السعودية الرياض، الأمر الذي يمنحه تفوقا عسكريا وسياسيا في مواجهة الشرعية.
لدى المجلس الانتقالي الجنوبي سياسة واضحة لا يحيد عنها ولا يراوغ بشأن تنفيذها وهي تقوم على دفاعه عن القضية الجنوبية واستعادة الدولة، وفي سبيل ذلك فإنه يقوم باتباع جميع الوسائل الممكنة لتحقيق هدفه، ما دفعه لتحقيق جملة من الإنجازات على أرض الواقع بعد أن أضحى طرفا معترفا به دوليا كممثل عن القضية الجنوبية، واستطاع أن يجر الشرعية للتوقيع على اتفاق الرياض.
يعد الطريق العسكري الذي يسير فيه الانتقالي الأكثر صعوبة لأنه يواجه تهديدات من أطراف مختلفة في جبهات عديدة، إذ أن هناك أخطارا حوثية على جبهة الضالع إلى جانب تهديدات إخوانية في شبوة وأبين في ظل محاولات لإدخال عناصر تنظيمي القاعدة وداعش ليكونا عناصر جديدة إلى جانب الشرعية تساعدها على حسم الصراع لصالحها، غير أن الأوضاع على الأرض تشير إلى أن هناك صمودا عسكريا بطوليا من قبل القوات المسلحة الجنوبية منع تغيير موازين القوى العسكرية حتى الآن.
وفي المقابل فإن المسار السياسي لا يقل صعوبة لأنه يواجه بمراوغات عديدة من قبل الشرعية التي ترتكن على أن هناك تيارا داخلها تسيطر عليه قطر يرفض تنفيذ الاتفاق لكن من دون أن تقدم ما يثبت جديتها لتنفيذ الاتفاق على الأرض ويبدو أنها ترتكن على تفككها كحجة من الممكن أن تساعدها على تعطيل الاتفاق، وهو ما أدى إلى تجميد تنفيذ بنوده حتى الآن.
وأكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، اليوم الأحد، خلال لقائه سفير الولايات المتحدة الأمريكية كريستوفر هنزل، ونائبته كاثلي ويسلي، على تمسكه بتنفيذ بنود اتفاق الرياض، مشيرا إلى أن جهود الانتقالي تنصب بالأساس على تذليل العقبات التي تعرقله.
واستعرض الرئيس الزُبيدي، الجهود المبذولة من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ اتفاق الرياض وآلية تسريعه، مقدمًا التحية للمملكة العربية السعودية على الجهود التي تبذلها لتوحيد جهود القوى المناوئة للحوثي.
ونقل صورة كاملة للسفير الأمريكي، حول الأوضاع السائدة في الجنوب، مبينًا الملف الإنساني والمعيشي المأساوي الذي يواجهه المواطن بالمحافظات المحررة، في ظل انقطاع صرف الرواتب وتردي الخدمات وانهيار العملة المحلية.
وشدد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يُولي أهمية خاصة لاحتياجات المواطن ومتطلباته الأساسية، مشيرًا إلى أن جهوده تنصب حاليًا على تنفيذ آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض؛ للوصول إلى تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، وقيامها بأداء مهامها بغية رفع المعاناة عن كاهل المواطن.
وعلى المستوى العسكري، بحث لقاء للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج، مع رئيس القيادة المحلية للمجلس بمديرية طور الباحة، وعدد من قيادات المجلس في المديرية، التحركات المستمرة لعناصر مليشيا الإخوان على حدود طورالباحة.
وناقش اللقاء الذي حضره المحامي رمزي الشعيبي، عددًا من القضايا التنظيمية الخاصة بسير عمل القيادة المحلية في المديرية، وكذلك أبرز القضايا الأمنية والعسكرية في طورالباحة.
ودعا الشعيبي، قيادة الانتقالي في طور الباحة، إلى رصد كل التحركات والرفع بها، ووضع السُبل والحلول لمواجهتها والتحذير منها؛ كونها تستهدف أمن واستقرار الصبيحة، مشيدا بالدور النضالي الكبير لأبناء الصبيحة في الثورة وتضحياتهم الجسام في سبيل تحرير الوطن الجنوبي وأراضيه.
وأكد ثقته الكبيرة بوقوف أبناء الصبيحة في وجه المشاريع الدخيلة والحاقدة على الشعب الجنوبي، والتي تنفذها عناصر مليشيا الإخوان من أجل خدمة أجندات تركيا وقطر في الجنوب.
نجحت القوات المسلحة الجنوبية، السبت، في إفشال مسلسل خروقات مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية اتفاق وقف إطلاق النار وذلك في جبهة أبين صباح اليوم السبت، وتمكّنت القوات الجنوبية بعد اشتباكات عنيفة بأبين، من تدمير صفوف مليشيا الإخوان بضربات نافذة أسفرت عن سقوط العناصر التابعة للمليشيات وفرار الآخرين.