الخبث الحوثي.. هل يحتوي غضب مقتل الأغبري؟

الخميس 24 سبتمبر 2020 18:42:00
الخبث الحوثي.. هل يحتوي غضب مقتل الأغبري؟

تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران، استخدام حِيَل شديدة الخبث من أجل احتواء قضية مقتل الشاب عبد الله الأغبري الذي هزّت مفاصل هذا الفصيل.

قصة الأغبري تعود إلى قيام خمسة عناصر حوثية بتعذيبه بشكل وحشي، ما أدّى لوفاته داخل محل لبيع الهواتف، قبل أن يلجأ الجناة إلى قطع شرايينه للإيهام بانتحاره.

الجريمة الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية أدّت إلى موجة غضب عارمة ضد هذا الفصيل الإرهابي الذي يملك باعًا طويلة فيما يتعلق بالجرائم القاتلة ضد السكان.

وفي محاولة لامتصاص موجة الغضب، أحالت المليشيات ملف قضية مقتل الشاب الأغبري إلى المحكمة بتحقيقات منقوصة، فيما قالت مصادر قانونية في صنعاء لـ"المشهد العربي" إنّ المليشيات حصرت التحقيقات على قتل الأغبري، وغيبت جانبًا مهمًا في القضية حول الدوافع لارتكاب تلك الجريمة البشعة، وارتباط القتلة بنافذين من قيادات المليشيا الحوثية متورطة في قضايا أخلاقية.

وكشفت المصادر أنّ اثنين من المتهمين ظهرا في تسجيل حادثة التعذيب والقتل الشنيعة، مازالا فارين، بدون القبض عليهما أو ملاحقتهما.

وكانت احتجاجات قد اندلعت في وجه الحوثيين، قوبلت بسلسلة من التحركات من المليشيات قبل أن تخرج الأمورعن السيطرة.

ومن بين التحركات الحوثية لاحتواء هذه الموجة، لجأت المليشيات إلى اعتقال سبعة ضباط في البحث الجنائي بصنعاء بتهمة تسريب فيديو تعذيب وقتل الأغبري.

وفي التفاصيل، كشفت مصادر "المشهد العربي" أنَّ المليشيات الحوثية الإرهابية اعتقلت ضابط التحقيق في القضية عبدالله الأسدي، وستة ضباط آخرين، بتهمة تسريب الفيديو الصادم الذي فجر تظاهرات غاضبة في صنعاء ومدن أخرى، ما أثار مخاوف مليشيا الحوثي من تحولها إلى تظاهرات شعبية ضدها.

وسبق أن تكتمت المليشيات المدعومة من إيران، على تحقيقات القضية بعد اكتشاف تورط قيادات حوثية مع الجناة بقضايا أخلاقية وابتزاز.

في الوقت نفسه، التقت قيادات حوثية، في وقتٍ سابق، أسرة القتيل الأغبري، حيث طلبوا من أفرادها الظهور التلفزيوني، والإدلاء بتصريحات تمتص غضب الشارع.

كل هذه التحركات الحوثية الخبيثة تعبِّر عن محاولات لهذا الفصيل الإرهابي ترمي جميعها إلى العمل على امتصاص الغضب الشعبي من الانفجار في وجه المليشيات، لا سيّما في أنّ هناك الكثير من الجرائم التي وقعت في هذا الصدد.

ويبدو أنّ السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين على قناعة تامة بأنّ الخلاص من هذا الكابوس المفزع لن يتم إلا بالقضاء على المليشيات.