النفط يتجه لتسجيل خسائر كبيرة بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكورونا

السبت 26 سبتمبر 2020 12:41:52
النفط يتجه لتسجيل خسائر كبيرة بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكورونا

يتجه النفط صوب تسجيل انخفاض أسبوعي بسبب تنامي المخاوف بشأن تأثر الطلب على الوقود بفعل ارتفاع جديد واسع النطاق لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وكذلك بعض القلق إزاء عودة محتملة للصادرات من ليبيا.

ووفقا لـ"رويترز"، انخفض خام برنت أربعة سنتات إلى 41.90 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:35 بتوقيت جرينتش، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثمانية سنتات إلى 40.23 دولار للبرميل.

ويتجه برنت صوب التراجع نحو 3 في المائة، هذا الأسبوع ويمضي الخام الأمريكي على مسار الانخفاض بنحو 2 في المائة، بينما يتجه الخامان القياسيان صوب تسجيل نزول شهري، سيكون الأول لبرنت في ستة أشهر.

وقالت "إيه.إن.زد" للأبحاث في مذكرة "توقعات الطلب على النفط تظل زاخرة بالتحديات، إذ يستمر تنامي احتمالات فرض قيود جديدة على التنقل".

وفي الولايات المتحدة، حيث أعلى معدل للوفيات من جائحة فيروس كورونا وأكبر استهلاك للنفط في العالم، ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوع الماضي على غير المتوقع ما يشير إلى أن التعافي الاقتصادي يتداعى ويدفع الطلب على الوقود للانخفاض.

وما زال الطلب على الوقود في الولايات المتحدة في حالة ركود، إذ تقيد الجائحة السفر، وانخفض متوسط الطلب على البنزين في أربعة أسابيع 9 في المائة، عن مستواه قبل عام بحسب ما أظهرته بيانات حكومية الأربعاء.

وفي أجزاء أخرى من العالم، تبلغ الزيادات اليومية للإصابات بالفيروس مستوى قياسيا وتفرض قيودا جديدة ما سيقيد على الأرجح السفر وطلب الوقود.

ويرى محللون أن منظمة أوبك + مستمرة في لعب دور رائد في أسواق النفط لا تستطيع الولايات المتحدة تأديته، حيث ساعدت قراراته في دعم أسواق الطاقة العالمية وتقليص الفجوة بين العرض والطلب.

ووفقا لـ"الفرنسية"، يقول كارلو ألبرتو دي كاسا، المحلل المتخصص في "أكتيفتريدس"، إن المجموعة تمثل وزنا ثقيلا، في أسواق الطاقة العالمية. في إشارة إلى قراراتها الخاصة بخفض الإنتاج التي دفعت أسعار النفط إلى الارتفاع مما أنعش تعزيز أسواق النفط وخفض المخزونات، التي كانت تضغط على الأسعار، تزامنا مع الأزمة الاقتصادية التي فرضتها تداعيات انتشار كورونا.
ووفقا لـ"الفرنسية"، أكد أن التحالف الذي تأسس في 14 أيلول (سبتمبر) 1960 بمبادرة من السعودية والعراق والكويت وفنزويلا، ويضم 13 عضوا، إضافة إلى عشرة منتجين موقعين على اتفاقية "أوبك +"، ومن بينهم روسيا، يمثلون جميعا نصف الإنتاج العالمي من الذهب الأسود، ولها دور مؤثر في رفع الأسعار.

ويقول فيليب سيبيل لوبيز المحلل المستقل ومدير شركة جيوبوليا الاستشارية إن مجموعة "أوبك +" أسهمت في تصحيح أوضاع أسواق النفط العالمية، عبر تخفيض ما يصل إلى 20 في المائة من إنتاجها، وهذا ما سمح للأسعار بالارتفاع إلى نحو 40 دولارا للبرميل حاليا.

وأشار إلى أن هذا العمل المشترك أظهر أن المجموعة مستمرة في لعب دور رائد في السوق، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تؤديه، كون شركات النفط لديها هي شركات خاصة.

وتقول باولا رودريجيز-ماسيو، المحللة في شركة ريستاد إنرجي في تصريحات صحافية، إن هذا التراجع المعلن في أسعار النفط لا يعني أننا سننتقل منذ الغد إلى استهلاك صفري.

وأشارت إلى أنه في ذروة الأزمة، والإغلاق الاقتصادي الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، استمر العالم في استهلاك أكثر من 70 مليون برميل يوميا، بدلا من 100 مليون برميل قبل الوباء.

وفي ليبيا، حملت ناقلة نفط شحنة أمس الأول، من مرفأ من بين ثلاثة مرافئ ليبية أعيد فتحها في الأيام القليلة الماضية ومن المتوقع تحميل مزيد من الشحنات في الأيام المقبلة.

لكن محللين يثيرون تساؤلات بشأن مدى السرعة التي قد تعزز بها ليبيا الإمدادات. وأعربت مؤسسة النفط الرسمية في ليبيا عن توقعها بحصول زيادة تدريجية في الإنتاج النفطي خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بعد أيام من إعادة فتح المنشآت النفطية التي أغلقت لثمانية أشهر.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط التي رفعت حالة القوة القاهرة عن تحميلات النفط من المرفأ في 22 أيلول (سبتمبر) في بيان الأربعاء، "تمكنا من إعادة الإنتاج في بعض مواقعنا الآمنة، ونتوقع خلال الأسابيع المقبلة زيادة تدريجية في معدلات الإنتاج".

وأشارت إلى الحاجة إلى أعمال صيانة وتجهيزات لوجستية لضمان استقرار الإنتاج وسيره بالشكل الأمثل، مضيفة، "أن عودة الإنتاج خطوة مهمة من أجل دعم الاقتصاد الليبي".

وأظهرت بيانات شحن على "رفينيتيف أيكون" أن "رويال داتش شل" حجزت مبدئيا الناقلة أمورو لتحميل شحنة قدرها مليون برميل من الخام في مرفأ الزويتينة الليبي في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر).

وكانت قد أكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وفقا لـ"رويترز".

ونزل مخزون الخام 1.6 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 18 أيلول (سبتمبر) إلى 494.4 مليون برميل، في حين توقع المحللون في استطلاع أجرته "رويترز" انخفاضه 2.3 مليون برميل.

وارتفعت مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما أربعة آلاف برميل في أحدث أسبوع، كما انخفض استهلاك الخام بمصافي التكرير 118 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي، ونزل معدل استغلال طاقة المصافي نقطة مئوية واحدة.

وهبطت مخزونات البنزين الأمريكية أربعة ملايين برميل إلى 227.5 مليون برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع "رويترز" تراجعها 648 ألف برميل.

وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 3.4 مليون برميل على مدار الأسبوع إلى 175.9 مليون برميل، في حين كان من المتوقع صعودها مليون برميل.

وهبط صافي واردات الولايات المتحدة من الخام 267 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي، حسبما ذكرته إدارة معلومات الطاقة.

ويظل الطلب الأمريكي على الوقود فاترا في ظل تقييد الجائحة لحركة السفر، حيث أظهرت البيانات الحكومية أن متوسط الطلب على البنزين في أربعة أسابيع هبط في الأسبوع الماضي 9 في المائة، عن مستواه قبل عام.

وعلى صعيد التوقعات، قال مسؤول كبير في شركة كونوكو فيليبس الأمريكية المنتجة للنفط إن الطلب العالمي سيعود إلى 100 مليون برميل يوميا وسيزيد عن ذلك. أما على صعيد الإمدادات، لا تزال السوق قلقة بسبب استئناف الصادرات من ليبيا، رغم أنه من غير الواضح مدى السرعة التي يمكن لها زيادة الكميات بها.

وكانت ناقلة نفط تحمل شحنة من الخام أخيرا من أحد المرافئ الليبية الثلاثة التي أعيد فتحها أخيرا، وهناك تحميلات أخرى متوقعة على مدار الأيام المقبلة.

من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 41.40 دولار للبرميل الأربعاء، مقابل 41.32 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس الأول، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت بضعة سنتات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 41.29 دولار للبرميل.