مبادرة بذور السلام تؤسس أندية للسلام في ثانويات بنين وبنات في الشيخ عثمان
أكدت المدربة المتخصصة في مجال بناء السلام وفض النزاعات/آثار علي أن تأسيس أندية للسلام في المدارس يضمن استدامة التثقيف لأجل السلام جيل بعد جيل، ويسهم في تخفيف وطأة العنف والتطرف التي تسببها الصراعات المُسلحة والحروب، وتلقي بظلالها على المجتمعات المحلية، وتحدث انهيار في قيمه وتهدد هويته، وقالت: "إن فكرة تثقيف الأقران نحو السلام في المدارس من شأنها إحداث تغيير في تطلعات الشباب من الجنسين – دون الـ 18 عام، في عدم الانجرار إلى العنف، وبالتالي تساعد المجتمع على صد الظواهر الدخيلة والحفاظ على نسيجه، والانتقال إلى مرحلة البناء والتنمية، يتساوى فيها الجميع بالحقوق والحريات".
كما أكدت على أهمية مشروع "شباب نحو السلام" بتجربته الأولى من نوعها على مستوى البلاد، وتفرد أنشطته التثقيفية والنقاشية والتوعوية، جاء ذلك في تصريح لها على هامش اختتام فعاليات الورشة التدريبية الخاصة بـِ "بناء السلام وحل النزاعات"، التي نفذتها مبادرة "بذور السلام" SOF على مدى أربعة أيام متواصلة، بتعاون ودعم من مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش، في إطار الجيل الثاني من المشروع.
شارك في الورشة التدريبية خمسة عشر طالب وطالبة من ثلاث مدارس للثانوية العامة في مديرية الشيخ عثمان، هي: "النهضة" – بنين، "بلقيس" – بنات، و"الأهدل" – بنين، أعلنوا في اختتام التدريب عن تأسيس ثلاثة أندية للسلام حملت أسماء: النهضة للسلام، بلقيس للسلام، وشباب نحو السلام، تناوب على التدريب وتيسير جلسات النقاش كل من شاهيناز باموسى، أكرم حزام، وهشام أسامة، أعضاء المبادرة خريجيّ الجيل الأول من المشروع، وتنوعت عناوين التدريب حول جملة من المواضيع ذات العلاقة، أبرزها: مبادئ بناء السلام، أدوات حل النزاعات، مفهوم الوساطة، التعايش وقبول الآخر، الهوية والتفكير الناقد.
وأشار عضو المبادرة/هشام أسامة أن كل نادي للسلام يجري بروفات تحضيرية لتنفيذ جلستين توعويتين خلال الأسبوع القادم، تستهدف كل واحدة منهما ثلاثين طالب وطالبة معلم ومعلمة، وتقوم المبادرة بعملية الإشراف على أداء الأندية والتأكد من أن مجريات جلسات التوعية تسير وفق الخطط الموضوعة، ويخضع أعضاء النادي لتقييم تم تطبيقه على المدربينـ/ـات – خريجيّ الجيل الأول من المشروع، وواصل: "لم يقتصر الأمر علينا في المبادرة بالحصول تدريب مدربين TOT في مجال حل النزاعات وبناء السلام؛ لتطوير إمكاناتنا وتوسيع مداركنا، أردنا نقل تجربتنا وخبراتنا إلى شرائح وفئات عمرية مختلفة، والارتقاء بمستوى الوعي وتحسن الأوضاع؛ فالمجتمع لا يزال بحاجة لمزيد من العمل والعطاء، والأمل كبير في الطلاب والطالبات".
وكانت مبادرة "بذور السلام" SOF قد نفذت نهاية الأسبوع ما قبل الماضي ورشة تدريبية مماثلة استهدفت خمسة عشر طالب وطالبة من ثلاث مدارس للثانوية العامة – بنات في مديرية المنصورة، هما: "عدن النموذجية"، و"عبدالله باذيب"، بالإضافة إلى مجمع "خديجة بنت خويلد"، أعلنوا عن تأسيس ثلاثة أندية للسلام، حملت أسماء: النموذجيات للسلام، غصون السلام، وباذيب للسلام والتعاون.
وتسعى مبادرة "بذور السلام" SOF إلى جانب مبادرة "نواة السلام" PCI - المنبثقتان من الجيل الأول للمشروع، وبالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم – عدن وإدارات المدارس؛ إلى استهداف 60 طالب وطالبة من 12 مدرسة ثانوية عامة – بنين وبنات، من 4 مديريات: صيرة، المعلا، المنصورة، والشيخ عثمان، بواقع 3 مدارس في كل مديرية، 5 طلاب/طالبات من كل مدرسة، يتم تدريبهم/ن كمثقفيّ أقران حول بناء السلام وحل النزاعات، يعودون إلى مدارسهم/ن لتأسيس أندية للسلام.
يُذكر أن مشروع "شباب نحو السلام" المنفذ بجهود وإمكانات ذاتية من مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش، يهدف إلى نشر مبادئ ومفاهيم السلام وإعادة قيم التعايش والقبول بالآخر في المجتمعات المحلية، إلى جانب بناء قدرات الشباب في مجال بناء السلام وحل النزاعات والتخفيف من التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي.