هل يكافح فيتامين د أعراض كورونا.. إليك الإجابة

الأربعاء 30 سبتمبر 2020 19:21:19
هل يكافح فيتامين "د" أعراض "كورونا".. إليك الإجابة

تداولت بعض الصحف والمجلات الصحية بعض فوائد فيتامين "د" وتأثيره الإيجابي في مكافحة ‏الأمراض والفيروسات، وحسم علماء وخبراء صحة في بريطانيا الجدل حول قدرة الفيتامين "د" ‏على تقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا المستجد‎.‎


تبين أن فيتامين "د‎" (D) ‎في مقدوره أن يخفض خطر الإصابة بـ"كوفيد-19" ويكبح التأثير الذي ‏يتركه المرض في جسد المريض، بحسب ما وجد بحث صدر أخيراً في الولايات المتحدة ‏الأميركية‎.‎

ويحث العلماء الناس على تناول المكملات الغذائية من هذا الفيتامين بغية تقليص مخاطر التعرض ‏لمضاعفات صحية خطيرة بعد الإصابة بفيروس "كورونا‎".‎

في الواقع، استخدمت بلدان عدة أقراص الفيتامين في علاج مرضى فيروس "كورونا"، بيد أن ‏بحثاً جديداً يدعم الادعاء الذي يقول إن ثمة ارتباطاً بين مكملات فيتامين "د" وفيروس ‏‏"كورونا‏‎".‎

تزعم دراستان اثنتان، أن المرضى الذين يحملون في دمهم مستويات كافية من فيتامين "د" أقل ‏عرضة لمكابدة مضاعفات مميتة بسبب "كوفيد-19‏‎".‎

كذلك وجدت دراسة أخرى أن هذا الفيتامين يعمل أيضاً على خفض معدلات الإصابة بالفيروس‎.‎

ويدعي الباحثون أن التمتع بكميات كافية من فيتامين "د" يتصل بانخفاض مهم في مستوى ‏المؤشرات الالتهابية الناتجة عن "كورونا" من جهة، وارتفاع مستويات الخلايا المناعية المضادة ‏الموجودة في الدم، من جهة أخرى‎.‎

وأخذت الدراسة، التي قادها الدكتور مايكل هوليك من كلية الطب في "جامعة بوسطن" ‏الأميركية، عينات دم من 235 مريضاً أدخلوا إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بـ"كوفيد-19"، ‏وقاست مستويات فيتامين "د" فيها‎.‎

خضع هؤلاء المرضى للمتابعة بغية مراقبة شدة العدوى، وفقدان الوعي، وصعوبة التنفس، أو إذا ‏ما دخلوا مرحلة الاحتضار‎.‎

في النتيجة وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "بلوس وان‎" PLOS ONE ‎العلمية ‏المتخصصة، أن المرضى الذين تخطوا الأربعين من العمر، ولديهم مستويات كافية من فيتامين ‏‏"د" في الدم كانوا أقل عرضة للوفاة نتيجة الفيروس بنسبة تخطت 51 في المئة‎.‎

الدكتور هوليك نشر أخيراً دراسة أخرى وجدت أن الحصول على قدر كاف من فيتامين "د" من ‏شأنه أن يقلل خطر الإصابة بـ"كوفيد-19" بنسبة 54 في المئة‎.‎

وخلُصت إلى أن المرضى الذين تناولوا جرعة يومية من فيتامين "د" كانوا أقل عرضة لمواجهة ‏مضاعفات‎.‎

في سياق متصل، قال الدكتور هوليك إن "ثمة قلقاً كبيراً من أن الإصابة بعدوى الإنفلونزا ‏و"كورونا" في الوقت نفسه قد يفاقم بدرجة كبيرة معدلات دخول المستشفى والوفيات بسبب ‏المضاعفات الناتجة من حالتي العدوى الفيروسيتين‎".‎

وأضاف أن النقص الحاد في فيتامين "د" والمستوى المنخفض منه في الجسم منتشران على نطاق ‏واسع بين الأطفال والأشخاص البالغين في الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً خلال فصل ‏الشتاء‎.‎

بناء عليه، رأى الدكتور هوليك أن "من الحكمة أن يتناول الجميع مكملات فيتامين "د" من أجل ‏تقليص خطر الإصابة بـ"كوفيد-19" واحتمال مكابدة مضاعفات الفيروس‏‎".‎

وأثناء الوباء، لم تحظ العلاقة بين فيتامين "د" وفيروس "كورونا" بالإثبات المطلوب. ففي يونيو ‏‏(حزيران) الماضي، قال مسؤولون في قطاع الصحة في المملكة المتحدة إنه "لا يتوفر دليل" ‏على أن مكملات فيتامين "د" في وسعها الحؤول دون التقاط عدوى "كوفيد-19"، أو أن تعالجها‏‎.‎

وفي تعليق لهم رداً على بحث أُجري في أيرلندا والولايات المتحدة، قالوا إن مرضى "كورونا" ‏الذين لديهم مستويات عالية من فيتامين "د" حظوا بفرصة أكبر للنجاة من المرض، ما أدى إلى ‏صدور نداءات متزايدة تدعو إلى تناول المكملات‎.‎

وزعمت تقارير غير مؤكدة أن "الجرعات الكبيرة" من فيتامين "د" يمكنها أن تصد الفيروس‎.‎

آنذاك، خلُص "المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية‎" (Nice)‎، الذي نظر في خمس دراسات ‏تناولت فيتامين "د"، إلى أنه لا دليل يثبت أن تناول المكملات الغذائية يمكن أن يخفف الخطر ‏الذي يطرحه "كوفيد-19‏‎".‎

في تلك الأثناء، وخلال إغلاق (حجر) البلاد بغية احتواء الفيروس، أوصت "هيئة الصحة العامة ‏في إنجلترا" الناس بتناول مكملات فيتامين "د" لتدارك التأثيرات الصحية التي تخلفها ملازمة ‏المنزل‎.‎

تذكيراً، فيتامين "د" ضروري لصحة العظام والعضلات والأسنان، ويصنعه الجسم بشكل أساسي ‏عبر التعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس‎.‎