هل يكافح فيتامين د أعراض كورونا.. إليك الإجابة
تداولت بعض الصحف والمجلات الصحية بعض فوائد فيتامين "د" وتأثيره الإيجابي في مكافحة الأمراض والفيروسات، وحسم علماء وخبراء صحة في بريطانيا الجدل حول قدرة الفيتامين "د" على تقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
تبين أن فيتامين "د" (D) في مقدوره أن يخفض خطر الإصابة بـ"كوفيد-19" ويكبح التأثير الذي يتركه المرض في جسد المريض، بحسب ما وجد بحث صدر أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية.
ويحث العلماء الناس على تناول المكملات الغذائية من هذا الفيتامين بغية تقليص مخاطر التعرض لمضاعفات صحية خطيرة بعد الإصابة بفيروس "كورونا".
في الواقع، استخدمت بلدان عدة أقراص الفيتامين في علاج مرضى فيروس "كورونا"، بيد أن بحثاً جديداً يدعم الادعاء الذي يقول إن ثمة ارتباطاً بين مكملات فيتامين "د" وفيروس "كورونا".
تزعم دراستان اثنتان، أن المرضى الذين يحملون في دمهم مستويات كافية من فيتامين "د" أقل عرضة لمكابدة مضاعفات مميتة بسبب "كوفيد-19".
كذلك وجدت دراسة أخرى أن هذا الفيتامين يعمل أيضاً على خفض معدلات الإصابة بالفيروس.
ويدعي الباحثون أن التمتع بكميات كافية من فيتامين "د" يتصل بانخفاض مهم في مستوى المؤشرات الالتهابية الناتجة عن "كورونا" من جهة، وارتفاع مستويات الخلايا المناعية المضادة الموجودة في الدم، من جهة أخرى.
وأخذت الدراسة، التي قادها الدكتور مايكل هوليك من كلية الطب في "جامعة بوسطن" الأميركية، عينات دم من 235 مريضاً أدخلوا إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بـ"كوفيد-19"، وقاست مستويات فيتامين "د" فيها.
خضع هؤلاء المرضى للمتابعة بغية مراقبة شدة العدوى، وفقدان الوعي، وصعوبة التنفس، أو إذا ما دخلوا مرحلة الاحتضار.
في النتيجة وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "بلوس وان" PLOS ONE العلمية المتخصصة، أن المرضى الذين تخطوا الأربعين من العمر، ولديهم مستويات كافية من فيتامين "د" في الدم كانوا أقل عرضة للوفاة نتيجة الفيروس بنسبة تخطت 51 في المئة.
الدكتور هوليك نشر أخيراً دراسة أخرى وجدت أن الحصول على قدر كاف من فيتامين "د" من شأنه أن يقلل خطر الإصابة بـ"كوفيد-19" بنسبة 54 في المئة.
وخلُصت إلى أن المرضى الذين تناولوا جرعة يومية من فيتامين "د" كانوا أقل عرضة لمواجهة مضاعفات.
في سياق متصل، قال الدكتور هوليك إن "ثمة قلقاً كبيراً من أن الإصابة بعدوى الإنفلونزا و"كورونا" في الوقت نفسه قد يفاقم بدرجة كبيرة معدلات دخول المستشفى والوفيات بسبب المضاعفات الناتجة من حالتي العدوى الفيروسيتين".
وأضاف أن النقص الحاد في فيتامين "د" والمستوى المنخفض منه في الجسم منتشران على نطاق واسع بين الأطفال والأشخاص البالغين في الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً خلال فصل الشتاء.
بناء عليه، رأى الدكتور هوليك أن "من الحكمة أن يتناول الجميع مكملات فيتامين "د" من أجل تقليص خطر الإصابة بـ"كوفيد-19" واحتمال مكابدة مضاعفات الفيروس".
وأثناء الوباء، لم تحظ العلاقة بين فيتامين "د" وفيروس "كورونا" بالإثبات المطلوب. ففي يونيو (حزيران) الماضي، قال مسؤولون في قطاع الصحة في المملكة المتحدة إنه "لا يتوفر دليل" على أن مكملات فيتامين "د" في وسعها الحؤول دون التقاط عدوى "كوفيد-19"، أو أن تعالجها.
وفي تعليق لهم رداً على بحث أُجري في أيرلندا والولايات المتحدة، قالوا إن مرضى "كورونا" الذين لديهم مستويات عالية من فيتامين "د" حظوا بفرصة أكبر للنجاة من المرض، ما أدى إلى صدور نداءات متزايدة تدعو إلى تناول المكملات.
وزعمت تقارير غير مؤكدة أن "الجرعات الكبيرة" من فيتامين "د" يمكنها أن تصد الفيروس.
آنذاك، خلُص "المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية" (Nice)، الذي نظر في خمس دراسات تناولت فيتامين "د"، إلى أنه لا دليل يثبت أن تناول المكملات الغذائية يمكن أن يخفف الخطر الذي يطرحه "كوفيد-19".
في تلك الأثناء، وخلال إغلاق (حجر) البلاد بغية احتواء الفيروس، أوصت "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" الناس بتناول مكملات فيتامين "د" لتدارك التأثيرات الصحية التي تخلفها ملازمة المنزل.
تذكيراً، فيتامين "د" ضروري لصحة العظام والعضلات والأسنان، ويصنعه الجسم بشكل أساسي عبر التعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس.