تصعيد الشرعية في أبين يستهدف تخريب خطة التموضع العسكري
عمدت مليشيات الشرعية على تصعيد انتهاكاتها لوقف إطلاق النار في محافظة أبين، وذلك بعد أن شنت هجماتها على القوات المسلحة الجنوبية المرابطة على الجبهات، وذلك في محاولة لتخريب خطة إعادة التموضع العسكري بالجنوب والتي توافق عليها المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي.
يرى مراقبون أن الشرعية باتت مدركة بأن تنفيذ اتفاق الرياض بات أمرا محسوما بفعل إصرار التحالف والانتقالي على تنفيذ بنوده، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تذهب خلال الأيام المقبلة باتجاه التصعيد العسكري من أجل عرقلة الجهود التي دفعت العملية السياسية في ظل وجود مؤشرات على قرب الإعلان عن تشكيل حكومة المناصفة.
يعني تنفيذ الاتفاق أن أجنحة قطر ومن ورائها مليشيات الإخوان سيجري قصقصتها من الشرعية، ومن ثم فإنها تعمل جاهدة على عرقلة الاتفاق بشتى السبل، ولعل التصعيد الأخير في أبين ولجوئها إلى استخدام الطائرات المسيرة يبرهن على أنها تنتحر عسكرياً وسياسياً بعد أن انكشفت تماما أمام التحالف العربي الذي تعامل مع مراوغاتها بحنكة سياسية.
لن تحقق الشرعية وراء تصعيدها العسكري أي نتائج سياسية لأن هناك قوات مسلحة جنوبية قادرة على صد تلك الهجمات وأحبطتها في توقيت انطلاقها، وهو ما يمنع الشرعية من تغيير القوة العسكرية على الأرض بما يساعدها على المراوغة مجددا بشأن تنفيذ الاتفاق.
اشتبكت القوات المسلحة الجنوبية، مساء أمس الأحد، مع عناصر مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، بجبهة أبين، وتراشقت بقذائف المدفعية، في محيط جبهة شقرة الساحلية، وسط تأكيدات من شهود عيان، بوصول أصداء القصف للمناطق السكنية.
وبعد نشوب تلك الاشتباكات، خرجت سيارات إسعاف، من خط المواجهة بجبهة أبين، ترافقها أطقم عسكرية لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، وأكدت مصادر محلية، أن سيارات الإسعاف غادرت مسرعة على متنها قتلى وجرحى من عناصر المليشيا في اتجاه طريق العرقوب.
كما رصدت القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين، مساء اليوم الأحد، طائرة مسيرة لمليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، وقالت مصادر ميدانية، إن عناصر المليشيا الإرهابية، أطلقت مقذوفات على مواقع القوات الجنوبية في القطاع الساحلي.
ولجأت مليشيا الإخوان إلى استخدام الطيران المُسير في خروقاتها بجبهة أبين، بعد فشل هجماتها الأرضية في اختراق دفاعات القوات الجنوبية، فيما تواصل خروقاتها لاتفاق التهدئة، وسط التزام تام من جانب القوات المسلحة الجنوبية.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، قد أكد خلال ترأسه الاجتماع الدوري لهيئة رئاسة المجلس، الاتفاق حول الكثير من خطة إعادة التموضع العسكري التي قدمها الوفد التفاوضي للمجلس، وشدد على أن علاقة المجلس مع التحالف علاقة استراتيجية دائمة قائمة على الشراكة.
ووضع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الحضور أمام الجهود المبذولة لتطبيع الأوضاع في العاصمة عدن، والمحافظات المجاورة وتقديم الخدمات للموطنين، بالإضافة إلى الإجراءات الواجب تنفيذها لتنفيذ اتفاق الرياض.
وجدد التأكيد على تطبيق مبدأ المناصفة، مشددًا على أنه لن يكون هناك أي خلافات أو تباينات بين مكونات الجنوب في هذا الشأن، ولفت إلى أن قيادة المجلس الانتقالي تُولي جميع القضايا في الداخل اهتمامًا بالغًا، وتعمل على حلها مع الجهات المعنية، وفي مقدمتها قضية الرواتب المتأخرة للعسكريين الجنوبيين.