ما الجهات المساندة والمناوئة له ؟ وما هي أبرز مرتكزاته ؟ وماذا يحتاج لبلوغ أهدافه ؟

المجلس الانتقالي الجنوبي ... من أين أتت الانطلاقة .. متى .. وكيف .. ولماذا ؟

الثلاثاء 6 مارس 2018 22:10:58
المجلس الانتقالي الجنوبي ... من أين أتت الانطلاقة .. متى .. وكيف .. ولماذا ؟

قيادات المجلس الانتقالي

المشهد العربي - خاص - تقرير : رائد علي شايف

بعد النصر العظيم الذي سطره أبناء الجنوب في مختلف ساحات البطولة والفداء خلال الحرب البربرية الأخيرة التي شنتها عصابات صنعاء ضد الجنوب مطلع العام 2015م، وما تلاها من سيطرة جنوبية مطلقة على جغرافيا الأرض الجنوبية كان لابد لهذا الحضور الجنوبي الفاعل من الانضواء تحت مكون سياسي واحد يلم حالة الشتات ويوحد الانقسامات ويلبي امال وطموحات شعب الجنوب من المهرة الى باب المندب على طريق مواصلة الزخم الجنوبي الذي انطلق مطلع العام 2007م سعياً لبلوغ أهدافه المتمثلة باستكمال التحرير وإعلان الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الفتية وعاصمتها عدن.

هذه الأهداف مجتمعة كان لابد من بلورتها على أرض الواقع بإعلان تشكيل كيان واسع يوازي حجم القضية ويكون ممثلها الأوحد في أي استحقاقات قادمة تتعلق بالجنوب وشعبه الجبار، فكان تاريخ( 4 مايو 2017م) هو العنوان الأبرز والحدث الأهم كيف لا وقد فوض فيه أبناء الجنوب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل "كيان سياسي جنوبي تحت مسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" من خلال احتشاداً مليوني تاريخي احتضنته العاصمة عدن.



تأكيد التفويض الشعبي ..!
........

ولأن حدث مثل هذا يلزم اجماع شعبي وتفويض جنوبي واسع لمنحه حق التمثيل الشرعي لشعب الجنوب فقد كان لازماَ على جماهير الشعب الزحف مجدداً الى العاصمة عدن لتأكيد تفويضها الكامل والمطلق لهذا الكيان السياسي الجنوبي وقيادته المعلنة، فكانت عدن على موعداً آخر بعد أيام فقط من اعلان عدن التاريخي في مليونيه أطلق عليها مليونيه 21 مايولتأييد المجلس المعلن وتفويضه شعبيا لتمثيل الجنوب.

هذه الحاضنة الشعبية التي حظي بها المجلس الانتقالي الجنوبي على امتداد الأرض الجنوبية شكلت القاعدة الأبرز والاهم التي ارتكز عليها حيث جعلت منه محاطاً بالتفاف شعبي واسع ومساندة جماهيرية لامحدودة في مختلف مدن ومناطق الجنوب ومن كل أطياف الشعب التي اتحدت تحت شعار " المجلس الانتقالي الجنوبي يمثلني"..!

الهدف الأسمى لشعب الجنوب...!
................

ويحمل المجلس الانتقالي الجنوبي صفة تمثيل شعب الجنوب في مختلف المفاوضات والتسويات السياسية القادمة محلياً واقليمياً ودولياً بعد أن فوضته جماهير الشعب ميدانياً وبإرادة وإجماع غير قابل للاستنقاص ولا يحتمل الشك والظنون فالإرادة الحية لأبناء الجنوب هي الفيصل والحكم واحتشادهم المليوني العظيم هو الرسالة الأكبر والأعم، ومن هذا المنطلق يحق للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً بقيادته المفوضة اتخاذ القرار الذي يرونه مناسباَ وملبياً لتطلعات أبناء الجنوب وبما يضمن حقهم في استعادة هويتهم على كامل ترابهم الوطني، وهذا هو الهدف الاسمى الذي نضال أبناء الشعب في سبيل تحقيقه كثيراَ وقدموا قوافل من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية الأرض الطاهرة سعياً لبلوغه.

تمدد وانتشار المجلس محلياً...!
..........

وفور التفويض الشعبي لقيادة المجلس وإعلان الميلاد الرسمي للحامل الجنوبي الجديد شرعت القيادة العليا بتشكيل فروع المجلس محلياً على مستوى المحافظات والمديريات في خطوة تهدف الى بسط السيطرة الفعلية وتفعيل دائرة النفوذ الجنوبية على كل مفاصل الحياة والتحكم المسؤول بدوائر صنع القرار والشروع في تفعيل مؤسسات الدولة واستعادة حيويتها لخدمة المواطن الجنوبي فكانت العاصمة عدن ومحافظات حضرموت وأبين وشبوة ولحج والضالع والمهرة على موعداً مع التشكيلات المحلية على مستوى كل محافظة وفي عواصم تلك المحافظات وبقية المديريات ، نزولات ميدانية اعقبها إقامة المهرجانات الجماهيرية لإشهار القيادات المحلية وسط اجماعاً شعبياً غير مسبوق، وتكاتفاً مجتمعياً لا مثيل له.

وعلى غرار الدوائر والاقسام التي يتشكل منها المجلس الأعلى فقد احتوت تشكيلات الفروع على ذات الهيكل التنظيمي ، الى جانب الترشيحات المحلية التوافقية لقوائم أعضاء الجمعية الوطنية الجنوبية التي هي الأخرى كان قد أعلن عنها كهيئة تتبع المجلس بمثابة مجلس للأمة تضم كل فئات وشرائح المجتمع الجنوبي وتمثل كل مدن ومناطق الجنوب بحسب معياري المساحة والسكان.


قنوات دبلوماسية وتحالفات خارجية...!
.........

كان لابد للمجلس الانتقالي الجنوبي من التحرك الدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي من خلال إيجاد دائرة للعلاقات الخارجية من صلب مهامها التواصل والتنسيق مع القنوات الدبلوماسية الدولية لإيصال الصوت الجنوبي المنادي باستعادة الدولة وشرح طبيعة الأوضاع التي تشهدها الساحة الجنوبية من سيطرة كاملة لأبناء الجنوب على كامل ترابهم الوطني ، فكان الإعلان عن اشهار دائرة العلاقات الخارجية برئاسة الدكتور عيدروس النقيب حيث تمثل إحدى أهم دوائر المجلس الانتقالي، باعتبارها قناة اتصال بالعالم الخارجي، والنافذة التي يطل منها المجلس الانتقالي و يخاطب من خلالها دول العالم و المنظمات الدولية.

وفي موازاة كل ذلك كان المجلس الانتقالي بارعاً وهو يعمل على توطيد الشراكة الحقيقة مع دول التحالف العربي في اليمن وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، وعمق من تلك الشراكة المصيرية النجاحات المحققة على أرض الواقع أكان ذلك في تمكن أبناء الجنوب من استعادة أمن واستقرار مدينة عدن وبقية المدن الجنوبية الأخرى أو بالنصر العظيم الذي سطره الجنوبيون في حربهم ضد التنظيمات الإرهابية.

هذه النجاحات عززت من ثقة دول التحالف ومعها دول العالم والاقليم بقدرة أبناء الجنوب على بسط سيطرتهم الكاملة على كامل الحدود الجنوبية والتأسيس لدولة مدنية آمنة تشكل صمام أمان لدول المنطقة والاقليم.

قوة سياسية وأخرى عسكرية...!
.................

القيادة السياسية التي تشكل منها المجلس الانتقالي الجنوبي مثلت قوة حقيقة على ارض الواقع بعد أن استطاعت فرض حضورها القوي على الخارطة السياسية مستفيدة من الالتفاف الشعبي الجنوبي الكامل حولها وهو ما منحها الثقة المطلقة بالسير قدماً لتحقيق ما يصبوا اليه شعب الجنوب وتكليل رحلة نضالاتها الطويلة بالوصول إلى الهدف المتمثل باستعادة الهوية الجنوبية.

هذا الحضور السياسي الطاغي محلياً والمزدهر خارجياً لم يكن له أن يصل الى ما وصل اليه إلا بامتلاك الجنوبيين للخيار العسكري أيضاً الذي كان بمثابة قوة ردع وتأديب لكل من يحاول زعزعة استقرار الجنوب مجدداً بعد كل هذه التضحيات الجسمية التي قدمها الشعب في سبيل تحقيق ذلك.

وباتت القوة العسكرية المتمثلة بقوات المقاومة الجنوبية الدرع الواقي والحارس الأمين لمنجزات الثورة الجنوبية بعد أن كانت عصابة صنعاء خلال السنوات الماضية تبطش بقوتها الهمجية كل فعاليات النضال السلمي الجنوبي دون أن تجد من يوقفها عند حدها.

اليوم يخرج الجنوبيون الى ساحات النضال وهم محميون بقوتهم العسكرية في مختلف الساحات والميادين ولعل أبرز مثال على ذلك الحشود المليونية الغفيرة التي شهدتها العاصمة عدن منذ اعلان عدن التاريخي مروراً بإشهار وتأييد المجلس الانتقالي واحياء ذكرى الثورة الجنوبية أكتوبر ونوفمبر ووصولاً الى الانتفاضة السلمية لطرد الحكومة اليمنية الفاشلة.


الأعداء المتربصون..!!
.............

ومع كبر واتساع رقعة التأييد المحلي والدولي للمجلس الانتقالي كممثلاً للشعب الجنوبي وقضيته العادلة يزداد حجم العداء له من قبل أطراف عديدة أدمنت السير في الطريق الضد للإرادة الجنوبية الجامعة ، هذه الأطراف تتمثل بكل تأكيد في كل الأحزاب والجماعات الشمالية التي تعادي الجنوب وقضيته جهاراً نهاراً ولا يروق لها على الاطلاق أن ترى الجنوبيون وهم متوحدون جميعاً ويمضون خلف قيادة واحدة لأن ذلك يمثل ضربة مميتة لأحلامهم المستقبلية التي لن يفلحوا في تحقيقها الا بالعمل على تشتيت وتفرقة أبناء الجنوب وإذكاء نار الكراهية فيما بينهم البين تماماً كما كانت تقوم به تلك الأطراف المعادية منذ اعلان ما يسمى بالوحدة اليمنية وحتى ما قبل الحرب البربرية الأخيرة مطلع العام 2005م.

ولعل خير برهان لمثل هذه العداء ما يقوم به حزب الإصلاح اليمني وجماعة أنصار الحوثي وأنصار المؤتمر الشعبي من توجيه سمومهم الخبيثة ضد كل ما يتعلق بالجنوب ومحاربة أي عمل إيجابي يتحقق على الأرض الجنوبية كما درجت عاداتهم، فالجنوب من وجهة نظرهم ليس سوى كعكعة يتقاسمونها فيما بينهم وتحت يافطة الحفاظ على الوحدة.

تفعيل الجبهات الإعلامية
............

وعلى ضوء كل ما سبق نجد أن الانتقالي بات رقماً صعباً في المعادلة السياسية اليمنية ومع كل هذه الإنجازات المتتالية التي يحققها على الصعيدين السياسي والعسكري فقد أصبح من المهم بل من الضروري أن يكون لديه ما يوازي كل هذا الزخم في الحضور الإعلامي ، فالمعركة الإعلامية أضحت اليوم إحدى أهم الوسائل التي تعجل بالوصول الى الهدف المبتغى.

وقد أثبتت المرحلة الماضية أن الجبهة الإعلامية الجنوبية الداخلية كانت بمثابة رجع الصدى لكل الانتصارات المحققة فالجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائلهم الإعلامية المحلية شكلوا جبهة حقيقة داعمة لخطوات المجلس الانتقالي وحققت بذلك النجاح الملموس، غير أن ذلك لم يعد كافياً لايصال الصوت الجنوبي الى داخل أروقة صناع القرار الدوليون فمهمة جسيمة كمثل هذه تحتاج بكل تأكيد الى تفعيل أكبر وامكانيات أضخم ولعل أبرز متطلبات المرحلة الراهنة تتمثل في إطلاق قنوات فضائية على أعلى مستوى من المسئولية والمهنية والاحترافية وإنشاء الصحف والمواقع الإخبارية، والاستفادة من الخبرات الإعلامية الجنوبية القادرة على نقل كل ما يتعلق بالساحة الجنوبية من احداث وتطورات وانجازات الى الساحة الدولية والإقليمية، وهذا ما يتمنى ويأمل كل أبناء الجنوب في تجسيده واقعياً على المدى القريب.

** تقرير : خاص بالمشهد العربي