الرد الحوثي على تصريحات جريفيث.. المليشيات تغرس بذور الإرهاب
لم تكد تمر بضعة ساعات على دعوة عاجلة وجّهها المبعوث الأممي مارتن جريفيث من أجل التهدئة، حتى جاء الرد سريعًا من قِبل المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
البداية كانت مع تصريحات للمبعوث الأممي عبّر فيها عن قلقه من التصعيد العسكري في محافظة الحديدة، وأشار إلى تقارير عن وقوع عدد من الضحايا بين السكان المدنيين.
تصريحات جريفيث أعقبت رفع مليشيا الحوثي وتيرة اعتداءاتها في جنوب الحديدة، في محاولة لاختراق الخطوط الأمامية للقوات المشتركة.
وقال جريفيث إنَّ التصعيد العسكري لا يشكل انتهاكًا لاتفاق الحديدة لوقف إطلاق النار فقط، وإنما يتعارض مع روح المفاوضات الجارية برعاية أممية لوقف إطلاق النار.
ودعا المبعوث الأممي، جميع الأطراف إلى وقف القتال فورا، واحترام الالتزامات التي تعهدوا بها بموجب اتفاقية ستوكهولم، وطالب بالمشاركة في آليات تنفيذ الاتفاق عبر بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
دعوة جريفيث التي تأتي تكرارًا لمناشدات صدرت كثيرًا طوال الفترات الماضية، سرعان ما ردّت عليها المليشيات الحوثية بإطلاق رصاص سياسي عليها، من خلال التوجّه نحو مزيدٍ من التصعيد العسكري.
فبعد ساعات من تصريحات جريفيث،ردّت المليشيات على ذلك بمحاولة تسلل لعناصرها إلى مديرية الدريهمي في الحديدة.
محاولة التسلل الحوثية أثارت اشتباكات مع القوات المشتركة التي كبّدت المليشيات قتلى وجرحى.
ما حدث في الساعات الماضية هو ملخص لما يدور منذ سنوات، وهذا يتعلق باستمرار مبعوث الأممي المتحدة في إطلاق دعوات ترمي إلى التهدئة ووقف إطلاق النار من جانب، فيما تقابل المليشيات هذه الدعوات بمزيدٍ من التصعيد العسكري الغاشم.
ومنذ عدة أيام، تكثّف المليشيات الحوثية من شن هجمات مستمرة في مختلف مناطق محافظة الحديدة، في منحى تصعيد ينسف الهدنة الأممية الهشة المبرمة أواخر 2018 بموجب "اتفاق استوكهولم"، والتي أصبحت في مهب الريح.
وبلغ عدد الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لبنود اتفاق السويد أكثر من 15 ألف خرق، مثّلت جميعها تأكيدات على خبث نوايا هذا الفصيل الإرهابي ومساعيه إلى إطالة أمد الحرب.
أمام الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري، فقد بات لزامًا على المجتمع الدولي أنّ يتخذ إجراءات فعلية على الأرض، تضمن الضغط على المليشيات عملًا على إلزامها بوقف إطلاق النار بشكل عاجل.