مؤامرات الشرعية التي تحاصر القضية الجنوبية.. كيف نواجهها؟
فيما تُحاط القضية الجنوبية بالعديد من التحديات، فقد بات واضحًا للجميع أنّ حكومة الشرعية ستظل توجّه بوصلة عدائها ضد الجنوب وشعبه.
الشرعية أشهرت العديد من الأسلحة ضد الجنوب، فمن جانب حاولت الحكومة المخترقة إخوانيًّا السيطرة على الجنوب عبر احتلاله عسكريًّا، مستخدمةً في ذلك مليشيات إرهابية، إلا أنّ هذا المخطط باء بالفشل بفضل بطولات عظيمة سطّرتها القوات المسلحة الجنوبية التي تمكّنت من صد الاعتداءات الإخوانية الخبيثة.
في الوقت نفسه، حاولت الشرعية استهداف الجنوب سياسيًّا، وذلك عبر زرع مكونات سياسية شديدة الخبث، تحاول الإدعاء بأنّها تتبع الجنوب وتدافع عن قضيته، لكنّها في الحقيقة عبارة عن مكونات مشبوهة تعادي الوطن وقضيته العادلة.
هذا المخطط الإخواني رمى كذلك إلى محاولة تشتيت الجنوبيين وإحجامهم عن التلاحم والالتفاف وراء القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الذي يحظى بدعم شعبي، على نحوٍ أرّق أعداء الجنوب كثيرًا.
هذه المؤامرة الإخوانية التي تنفّذها الشرعية أجهضها وعي جنوبي كبير، أدرك الشعب من خلالها حجم المؤامرة التي يتعرض لها، وكيف أنّ الشرعية تزرع مكونات تابعة لها عملًا على تحقيق مصالحها الخبيثة.
لم تغفل الشرعية إطلاق الرصاص النفسي ضد الجنوب، وقامت من خلال ذلك، على إطلاق مرتزقتها الإعلاميين الذين أصبح شغلهم الشاغل ترويج الشائعات والأكاذيب ضد الجنوب وشعبه، عملًا على تفجير قنبلة من الإحباط بين الجنوبيين، عملًا على مصادرة حقهم في استعادة دولتهم وفك الارتباط.
أضيف إلى أسلحة الشرعية ضد الجنوب، عمل الحكومة المخترقة إخوانيًّا على إغراق الجنوب وفي القلب منه العاصمة عدن بالعديد من النازحين، على النحو الذي ينذر بفوضى أمنية ومعيشية ربما تُخرج الأمور عن السيطرة.
هذا المخطط الإخواني الغاشم يبرهن على أنّ الشرعية رفعت الراية البيضاء فيما يتعلق باستعادة أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية، وأصبح عداؤها موجّهًا ضد الجنوب، عملًا على احتلال أراضيه، ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.
أمام هذه التحديات التي تحاصر قضية الجنوب العادلة، فإنّ مزيدًا من الوعي الشعبي يتوجب أن يكون حاضرًا من أجل إفشال مؤامرة الشرعية الساعية إلى احتلال الجنوب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المرحلة الراهنة تستلزم مزيدًا من التكاتف الشعبي وراء القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة.
هذا الوعي وذلك التكاتف يمثّلان حائطي صد في مواجهة الإرهاب المسعور الذي تشنه الشرعية ضد الجنوب، والذي من المتوقع أن تتفاقم حدته في المرحلة المقبلة، بالنظر إلى المنجزات السياسية والعسكرية والأمنية التي يحقّقها الجنوب.