الانتقالي يختصر طريق استعادة الدولة

الاثنين 12 أكتوبر 2020 18:01:00
الانتقالي يختصر طريق استعادة الدولة

رأي المشهد العربي

يتحرك المجلس الانتقالي الجنوبي في مسارات عديدة وبخطى سريعة، حيث نجح في الموازنة بين جهود الدبلوماسية الخارجية التي تكللت بتوقيع اتفاق الرياض واتفاق تسريع تنفيذه، بالتزامن مع حرصه على مواجهة التحديات التي زرعتها الشرعية على مدار سنوات، ليحصدها المواطنون أزمات معيشية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى اهتمامه بتطوير القوات المسلحة الجنوبية وتعزيز قدراتها للحفاظ على موازين القوى في مختلف جبهات الجنوب.

تبرهن جملة من نشاطات المجلس الانتقالي، أمس الأحد، على هذا الأمر، ففي الوقت الذي ناقش فيه عضو هيئة رئاسة المجلس الدكتور ناصر الخبجي مع القائم بأعمال السفير الألماني يان كرواسر، آلية تنفيذ اتفاق الرياض ومستوى التقدم المحرز في المباحثات، كان هناك اجتماع لا يقل أهمية على مستوى هيئة رئاسة المجلس والتي اتخذت عددًا من الإجراءات الهادفة لمعالجة مشكلات الهيئات التنفيذية بمحافظة أبين، وتحسين أدائها مستقبلًا.

انغمس المجلس الانتقالي في حل كثير من الأزمات التي يواجهها أبناء محافظات الجنوب في ظل إهمال متعمد من الشرعية، واستطاع أن يمد جسور الثقة بينه وبين المواطنين الأبرياء الذين انتظروا أدوار المجلس لتحسين أوضاعهم العامة، ولعل ذلك كان عاملًا مساعدًا على نجاح محافظ عدن أحمد حامد لملس، في وضع أسس تنموية جديدة للعاصمة تحظى برضاء وتقدير الجميع.

بالرغم من اشتعال الأوضاع العسكرية على الجبهات سواء في أبين أو الضالع في مواجهة مليشيات الشرعية والمليشيات الحوثية، فإن الانتقالي لم يُوقف أنشطته الاجتماعية والخدمية، وفي الوقت ذاته حافظ على استقرار القوات المسلحة الجنوبية ووفر لها احتياجاتها، واستطاعت جهوده التنموية أن تخلق حالة من الوئام بين المواطنين وقواتهم المسلحة ويظهر ذلك في حملات الدعم المستمرة للمرابطين على الجبهات.

لم يغفل الانتقالي بتهيئة المواطنين سياسيًا ولعبت الجمعية الوطنية أدوارًا مهمة للتنشئة السياسية للمواطنين، وعمل الانتقالي على ربط المواطنين بالمناسبات الوطنية الجنوبية، واعتاد على تدشين احتفالات شعبية يشارك فيها مئات الآلاف من المواطنين والذين يتشاركون في مناقشة قضايا وطنهم، ويوجهون في الوقت ذاته رسائل سياسية بأنهم على قلب رجل واحد لتحقيق هدف أساسي وهو استعادة الدولة.

تمثل نشاطات الانتقالي على جبهات مختلفة بمثابة اختصار لطريق الوصول إلى دولة الجنوب العربي، لأنه مع تكثيف جهوده الدبلوماسية نحو إيصال القضية الجنوبية إلى المجتمع الدولي ومخاطبته الدول الصديقة لتأييد مطالبه وتقديم ما يبرهن على عدالة القضية، ينخرط في وضع أسس الدولة الداخلية من خلال الوحدات التي أسسها في المديريات المختلفة وسعيه نحو بناء قوات مسلحة قوية تكون جاهزة لحماية مقدرات الوطن، مع فتح منافذ للعمل السياسي والشعبي لإتاحة الفرصة أمام المواطنين للتعبير عن أنفسهم والشعور بالانتماء لوطنهم.