الانتقالي يضع القضية الجنوبية تحت أنظار المجتمع الدولي
نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في أن يضع القضية الجنوبية على طاولة مشاورات المجتمع الدولي بشأن الأزمة اليمنية، وذلك بعد أن كثف من جهوده الدبلوماسية الفاعلة خلال الأيام الماضية بالتزامن مع تحركات أممية تستهدف الوصول إلى اتفاق سياسي شامل.
تسعى كل من الشرعية والمليشيات الحوثية للحصول على مكاسب سياسية عبر المفاوضات بعد أن فشلا في تحقيق نتائج عسكرية إيجابية في الجنوب، وبدا من الواضح أن ما فشل فيه الطرفان عبر العمليات الإرهابية والحملات العسكرية يسعيان إلى تحقيقه سياسيًا وهو ما تنبه إليه المجلس الانتقالي والذي نفذ جملة من الخطوات الدبلوماسية والسياسية لضمان استعادة دولة الجنوب.
لعل ما يدعم خطوات الانتقالي نحو طرح القضية الجنوبية على طاولة المفاوضات بسالة القوات المسلحة الجنوبية والتي استطاعت أن تكون رقمًا مهمًا لا يمكن تجاوزه في أي مباحثات للحل الشامل، وهو ما يقوم الانتقالي بتوظيفه حاليًا بشكل إيجابي من أجل ضمان حقوق أبناء الجنوب.
منذ أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017 عملت قيادته على تنويع علاقات الجنوب الدبلوماسية بالدول الفاعلة بالمجتمع الدولي، وأضحى لدى المجلس علاقات متزنة دوليًا تساعده في دعم حقوق القضية الجنوبية، ولعبت الإدارة العامة للشؤون الخارجية دورًا مهمًا في التواصل مع أبناء الجنوب في الخارج والذين دعموا قضيتهم في مناسبات عديدة.
بالإضافة إلى ذلك فإن رئيس المجلس الانتقالي الرئيس عيدروس الزُبيدي، قام بعدة جولات خارجية أبرزها إلى لندن وموسكو وساهمت في بناء جسور التعاون بين الجنوب وتلك البلدان، إلى جانب العلاقات المتينة بين المجلس والتحالف العربي الذي ينظر إلى الجنوب باعتباره منطقة ذات أهمية إستراتيجية لتأمين الأمن القومي العربي.
وضمن خطوات الزُبيدي الفاعلة ناقش رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال استقباله سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، مايكل آرون، ونائبه سيمون سمارت، اليوم الاثنين، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، فرص إحلال السلام والاستقرار في الجنوب.
ونبه الزُبيدي إلى أنه: "لا سلام إلا بمراعاة مطالب وتطلعات شعب الجنوب، لكونه صاحب الحق في تقرير مصيره الذي يرتضيه لذاته"، مشددا على استحالة فرض حلول حقيقية بدون تمثيل كامل للجنوب على طاولة المفاوضات.
وشدد الرئيس الزُبيدي على أهمية دور المملكة المتحدة، عبر مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، لتحقيق السلام في اليمن والجنوب.
وجدد موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الداعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لقيادة عملية سياسية شاملة، مشددًا على ضرورة التعامل مع القوى الفاعلة على الأرض وعدم تجاوزها.
واتفقا على أن اتفاق الرياض يمثل محطة مهمة على طريق العملية السياسية الشاملة، مشيدين بدور المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتنفيذ الاتفاق.
من جانبه، أشاد السفير البريطاني بمواقف المجلس الانتقالي الجنوبي الواضحة والداعمة لعملية تنفيذ اتفاق الرياض، موضحا أن مشاركة المجلس وقضية شعب الجنوب مسألة جوهرية في مسار الحل السياسي الشامل.
كما طالب الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس وحدة شؤون المفاوضات، المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الشرعية لتطبيق اتفاق الرياض، ولفت إلى أن المجلس بادر بتسليم خططه وتصوراته لتشكيل حكومة الكفاءات والفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى الجبهات.
جاء ذلك خلال استقباله بمقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، المسؤول السياسي والاقتصادي في السفارة الأمريكية لدى اليمن كريستوفر دويتش، وناقش الطرفان آلية تنفيذ اتفاق الرياض، مشددين على أهمية تطبيقه وإنجاز بقية بنوده بأقرب وقت.
ونبه الخبجي إلى حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على تجاوز الأوضاع المعيشية المأساوية في محافظات الجنوب، داعيًا إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة لأداء واجبها برفع المعاناة عن كاهل المواطن.