العقاب الجماعي.. لماذا تتعمّد الشرعية إغراق الجنوب بالأزمات المعيشية؟
يبدو أنّ أزمات الصرف الصحي ستظل عنوانًا لوضع معيشي بالغ السوء يحياه الجنوبيون في محافظة أبين، ضمن إهمال متعمد تمارسه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، على نحوٍ ينذر بكارثة بيئية وصحية خطيرة.
ففي مديرية زنجبار، استهجن أهالي حي الطميسي توقُّف العمل في مشروع الصرف الصحي بعد ثلاثة أشهر من الأعمال الإنشائية، وأكّدوا أنّ مشروع الصرف الصحي للسلطة المحلية في المديرية، لا يرتقي إلى مستوى المشاريع الخدمية الجادة، وأنّه يشوبه العديد من الإخفاقات.
وشدّد الأهالي على عدم مراعاة القائمين على المشروع للمواصفات الهندسية، مشيرين إلى أن قطر أنبوب الصرف الصحي صغير، بالمقارنة مع الكثافة السكانية في الحي.
وفيما زعمت السلطة المحلية انتهاء أعمال المشروع وإنجازه، إلا أنّ الأهالي أكّدوا أنّ المشروع غير مكتمل، وأنّه تسبَّب في إغلاق العديد من الشوارع، منتقدين عدم دفن أنابيب الصرف الصحي وتركها على سطح الأرض.
ما تشهده مديرية زنجبار من إهمال وتردٍ في الخدمات المعيشية لا يمكن فصله عن مؤامرة أبشع تُنفَّذ ضد الجنوب بشكل عام، تقوم على صناعة الأعباء من قِبل حكومة الشرعية التي أجادت إطلاق رصاص الإهمال في كل شبر جنوبي يخضع لاحتلال إخواني خبيث.
وبات واضحًا أنّ الشرعية تمارس عقابًا جماعيًّا ضد الشعب الجنوبي بأكمله، من خلال التوسّع في تفشي الفوضى المعيشية في القطاعات الحيوية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، والتي يمثّل العبث بها أمرًا شديد الخطورة على الجميع.
الفوضى المعيشية التي يعيشها الجنوب، المحتل إداريًّا من قِبل الشرعية، تجدِّد المطالبات التي لن يمل الجنوبيون من ترديدها، وهي أن يمنحوا حق إدارة أراضيهم بأنفسهم لا سيّما أنّ الشرعية لن تتراجع عن إشهار هذا السلاح الغاشم.
ويعود إقدام الشرعية بالاستمرار في هذه المؤامرة، إلى مساعيها شديدة الخبث التي تقوم على أن يُحرم الجنوبيون من حق الحياة بشكل آمن ومستقر، وتتوفّر أمامهم سبل العيش الكريم.
وجهٌ آخر من بنود المؤامرة الإخوانية على الجنوب تتعلق تحديدًا بعمل الشرعية على إثقال كاهل المجلس الانتقالي بمزيدٍ من الأعباء، كونه يمارس جهودًا ضخمة من أجل محو آثار هذه المؤامرة شديدة الخبث.
كما تسعى الشرعية في الوقت نفسه، إلى إشغال القيادة الجنوبية بمعارك جانبية، عملًا على عرقلة الجهود التي ترمي إلى تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وكلما تزيد نجاحات الانتقالي في هذا الصدد، فإنّ الشرعية ترفع من وتيرة اعتداءاتها "اللا خدمية" على الجنوبيين بشكل كبير.