ندوة في معهد الإعلام الأردني تخلص إلى أن المشهد اليمني يسير نحو مزيد من التعقيد والتحالفات
خلص متحدثون في ندوة بعنوان "فهم اليمن: الجغرافيا والصراع والتحولات"، نظمها معهد الإعلام الأردني، إلى أن المشهد اليمني، يسير نحو مزيد من التعقيد والتحالفات والصراعات السياسية أو الحزبية، بدفع من التدخلات الخارجية في الصراع المحتدم.
وألقى الخبير في شؤون اليمن والسعودية الدكتور عبدالله حميد الدين، باللوم على ما يحدث هناك على سياسة النظام السابق التي حولت اليمن إلى قوة عسكرية؛ "لتصبح الدولة على شكل قبيلة، ولم يكن هناك مشروع بناء دولة، فعندما سقط النظام سقطت الدولة".
وشدد على أن البعد الإنساني "لم يؤثر سياسيا على الأزمة اليمنية، مستشهدا بالحالة السورية، حيث صور القتلى والدمار لم يحرك الجانب السياسي قيد أنملة"، معتبرا ان الجنوب اليمني يشهد مشروع انفصال حقيقي، يتكئ على التهميش الذي ولّد في الجنوب تأييدا للعودة إلى ما قبل الوحدة. وقال انه "إذا اصرّ الشمال على رفض الانفصال، فهذا يعني أننا على أعتاب سبب آخر لحرب أهلية أخرى".
أمّا الباحث في الشؤون اليمنية عبد الناصر المودع فشدد "على وحدة اليمن وعدم إمكانية إنسلاخ الجنوب عن الشمال، برغم الدعوات التي تقودها نخب سياسية وثقافية"، مرجعا ذلك لتبني هذه النخب "خطاب العنصرية والقروية البدائية تجاه الشمال، وتعزيز هذه الصورة لدى الأوساط الشعبية باستغلال ضعف سيطرة الدولة على مفاصل الجنوب".
وحول "المسألة الجنوبية"، أشار نائب محافظة عدن وعضو المجلس الرئاسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، عدنان الكاف الى أن "الحراك الجنوبي بدأ في 2007، وكان أول حراك سلمي، ولم يستخدم أي سلاح، لكنه كان مشتتاً".
وأشار الكاف إلى بأن "المقاومة الجنوبية هي من حققت الانتصار على مليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح في 2015 بمشاركة قوات التحالف العربي والرئيس هادي". ومضيفاً بقوله : "بينما بقيت القوات المتواجدة في مأرب منذ ثلاث سنوات من تبة الى تبة دون تحقيق أي انجاز يذكر".
وحول "التغطية الإعلامية وأوضاع اليمن"، قال الباحث اليمني مراد العزاني، "إن الإعلام يتميز بعدم التنوع وأصبح ضحية للوضع السياسي، ما أدى إلى أن الإعلام صار مستقطباً ويتلاعب بالشعب اليمني".
وأشار الى أن المشهد الإعلامي في اليمن صار ضحية مفجعة لما يحدث، فقد قتل ما يقارب 21 صحفياً عام 2011 عدا عن اعتقال عدد آخر بتهمة الخيانة".
أمّا الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند السويدية الدكتور خالد فتاح، فاعتبر أن "لليمن خصوصية مختلفة، فهو دولة لا تسقط ولا تستقر، وأن الإعلام الغربي يحاول تحويل الصراع اليمني إلى صراع طائفي، لكن الحقيقة أن الصراع لم يكن في يوم طائفياً".
وأضاف "فتاح" في جلسة "المسألة الشمالية (حركة أنصار الله)" أنّ انتشار السكان في مختلف مناطق البلاد، وعدم تركزهم في منطقة محددة، صعّب من سيطرة الدولة على مختلف المناطق".
وقال إن "تصلب الحياة السياسية في اليمن أدى إلى الاغتيال أو النفي لجميع رؤساء اليمن منذ عام 1962".
في حين، اعتبر عضو المجلس الرئاسي لحركة أنصار الله عبد الملك العجري، "أن ما يحدث في اليمن شأن داخلي، ولا يجوز التدخل فيه من أي طرف خارجي".
وفي الشان التنموي، قال الخبير في الشأن اليمني يوسف حميد الدين، إن "60 % من اليمنيين يعانون من مجاعة حالياً، لتناقض سياسيي اليمن واختلافاتهم الفكرية، وأن هناك 3 ملايين طفل يمني انقطعوا عن الدراسة في الاعوام الثلاثة الأخيرة".
وأعتبر حميد الدين، أن هناك 60 الى 70 ألف تجمع سكاني في اليمن، تعتمد على الطبوغرافية اليمنية، ما يصعب استغلال اليمن تنموياً، لصعوبة السيطرة على تلك التجمعات، وتقديم الخدمات التنموية اللازمة لهم، فضلاً عن أن الحرب دمرت البنية التحتية المحدودة.
وكان عميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي، قال في بداية الندوة أن "المعهد يحاول دائماً إرساء تقاليد للحوارات العامة والمعرفية في القضايا الاستراتيجية المحلية والإقليمية والدولية"، موضحا أن المعهد يحرص عبر ندواته "على الاستماع لكافة الأصوات بنزاهة وعدالة لتوفير مساحة أوسع من الفهم للإعلاميين والباحثين والطلبة".