وبَعد قال الخلاقي طابت السّمرة!!
نعم طال السمر وطابت السّمرة مع أعلام الشعر الشعبي الحضرمي ، إذ وصلتني هدية قادمة من حضرموت عبارة عن كتابين من تأليف صديقي الباحث المعروف الأستاذ عبدالله صالح حدّاد (أبوماجد)..الأول (معجم شعراء العامية الحضارمة) الذي ترجم فيه لعدد386 شاعراً من شعراء العامية الحضارم. والكتاب الثاني (الابتهالات والمدائح في حضرموت- الابتداء والانتشار)..وأقول شكرا على هذه الهدية الثمينة التي تحمل عبق الشحر وألق الشعر الشعبي الحضرمي .
واسمحوا لي أن اقتبس لكم من كتاب "معجم شعراء العامية الحضارمة" [ ص274] هذه الأبيات للشاعر الحكيم عوض محمد الخلاقي، الذي توفي بالهند سنة 1927م، وقد وردت بعض من قصائده في مخطوطة "مجموع أشعار شعبية حضرمية" بقلم البروفيسور سيف بن حسين القعيطي، ومنها قوله:
وبعد قال الخلاقي طابت السَّمره
وهَيَّضتنا في المغنى حروف الدَّان
واشتاق قلب الخلاقي وامتلأ صدره
واتذكَّر أهل العُدَد(1) لي يحكموا لوزَان
وافكرت في القبوله وانْهَا كما الجمره
حامي وحارق تهطّلها سُمُر عيدان
من لا صَبَر حين يقضمها هَسَف(2) ذِكْرَه
ومن هُسِف لا دخل بين الرجال اهتان
---
هامش:
(1) العُدَد: جمع عُدَّة وهي علبه معدنية أو نحاسية كان يوضع فيها البارود "الباروت" المستخدم في البنادق القديمة وهي مزودة بغطاء ومقياس للكمية اللازمة التي يمكن وضعها في حشو البندقية ولها غلاف جلدي وتعلق على الحزام، وأهل العُدد هم من يحكم مقياس أو وزن البارود، وهم من قصدهم الشاعر بقوله (أهل العُدد لي يحكموا لوزان) وليس كما ورد في هامش الكتاب من أنهم الراقصون في رقصة العدة.
(2) هسف: هان قدره وقلّت مكانته.
***************
وأضيف هنا من كتابي "أعلام الشعر الشعبي في يافع" إن الشاعر عوض محمد الخلاقي شاعر شهير من آل الحلسي في خُلاقة – يافع، عاش متنقلا بين يافع وحضرموت والهند، وله أشعار كثيرة غير مدونه يتداول بعضهاعلى شفاه الناس في مسقط رأسه، وقد نشرت في كتابي المذكور بعضاً من اشعاره ، منها أبيات من قصيدة قالها أثناء وجوده في المكلا، جاء فيها:
لا قرح شي بلاء, بعدي رجال المكلا
وا يطيب السلا، عندي وبا يحصل الدَّان
كل فسل ابعدوه، لا جاء يبا الحرب ردُّوه
والحذر تنشدوه، من حرب يافع وهمدان
آح يا أهل الهوى، نجَّح بي الخِلّ مكوى
يوم يحمى صَوَى، وامُوت من جور لكوان
طبِّي الاَّ الخموس، ذي نطقها نطق ناموس
وصوبها حد موس، من صابته بات سهران