الميليشيات تستحدث مواقع ومعسكرات لها في ذمار وإب
الشرعية تسيطر على مواقع في البيضاء وتقترب من فتح جبهة جديدة بين حجة وصعدة
حشد من قوات الشرعية اليمنية في محافظة شبوة. أرشيفية
تمكّنت المقاومة الشعبية اليمنية في البيضاء من تحرير ثلاثة مواقع جديدة في مديرية القريشية بقيفة رداع، فيما تتجه قوات الجيش إلى فتح جبهة جديدة في صعدة من جهة حرض حجة، وفي وقت استحدثت فيه الميليشيات الحوثي الانقلابية مواقع ومعسكرات لها في ذمار وإب، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات المركزة على مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة.
وفي التفاصيل، قالت مصادر في مقاومة البيضاء إنها تمكنت من السيطرة على ثلاثة مواقع استراتيجية في جبهة الزوب بمديرية القريشية في قضاء رداع، بعد شنها هجمات مباغتة على مواقع الميليشيات الانقلابية في جبل جميدة الاستراتيجي، ما أدى إلى تحريره وقتل وإصابة عدد من عناصر الحوثي، وغنيمة أسلحة متنوعة.
وأضافت المصادر أن المقاومة خاضت معارك عنيفة بأسلحة خفيفة، استمرت أكثر من ثماني ساعات مع الميليشيات الحوثية، حتى تم تحرير جبل جميدة في قيفة رداع «أدت إلى تحرير الموقع الذي ظلت الميليشيات مسيطرة عليه على مدى ثلاثة أعوام».
ووفقاً للمصادر، فإن المقاومة تمكنت أيضاً من تحرير موقع حمام الذراع، وموقع الخشيعا بمنطقة الزوب بمديرية القريشية، وتحرير المواقع المحيطة بهما كافة، وسط حالة من الفرار والتراجع في صفوف الحوثي، ومصرع أكثر من 30 عنصراً وإصابة آخرين، فيما تم أسر خمسة، واغتنام أسلحة، بينها قناصة وقاذفات «آر بي جي» ومعدلات رشاشة.
وفي حجة، أكدت مصادر ميدانية في جبهات حرض تمكن الجيش، مسنوداً بالتحالف العربي، وقوات برية سعودية وسودانية عاملة في إطار التحالف، من السيطرة على أهم طرق الإمداد الرابطة بين حجة وصعدة، معقلهم الرئيس، ووصلت إلى منطقة مجمع الخيمة، على تخوم مدينة حرض الحدودية، في حين تراجع مسلحو الحوثي باتجاه مدخل المدينة، ويصل مجمع الخيمة بين مفرق المجبر ومدينة حرض.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش تتجه إلى فتح جبهة جديدة في صعدة من جهة حرض حجة، بعد السيطرة على مجمع الخيمة، وفرار عناصر الحوثي، بعد تلقيها ضربات موجعة من التحالف والشرعية، باتجاه مناطق داخل مديرية الظاهر التابعة لصعدة، لافتة إلى أن كيلومتراً واحداً بات يفصل قوات الجيش عن أولى مناطق الملاحيط التابعة لمديرية الظاهرة بصعدة من جهة حرض.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارات مساندة للجيش، استهدفت تعزيزات وتجمعات وآليات للميليشيات في جبهات حرض وميدي وعدد من المناطق داخل صعدة، التي شهدت تقدماً كبيراً للجيش في جبهات رازح، وباتت قريبة من مركز المديرية، وفقاً لمصادر ميدانية.
وكانت قوات الجيش والتحالف دفعت بلواء عسكري جديد إلى جبهات ميدي وحرض، ينتمي عناصره إلى منطقة حجور في حجة، وهي المنطقة التي ينتمي إليها الشيخ يحيى الحجوري، أبرز مشايخ السلفيين، الذين تم اضطهادهم من قبل الحوثي، وطردهم من منطقة دماج في صعدة في عام 2013، حيث تشكل اللواء من عناصر تتبع جماعة السلفيين في اليمن، فيما تبنت قوات التحالف تدريب أفراده في مدينة الطائف السعودية، قبل تجهيزه بأسلحة حديثة ونقله إلى خطوط المواجهة.
وكانت ميليشيات الحوثي أرسلت تعزيزات كبيرة إلى مديرية عبس القريبة من ميدي وحرض، معززة بأسلحة نوعية تم نهبها من مخازن قوات الرئيس المغدور علي عبدالله صالح في ريمة حميد وحصن عفاش في سنحان، بينها أسلحة ذاتية الحركة، وفقاً لمصادر مطلعة.
وفي الأيام الأخيرة، تلقت ميليشيات الحوثي ضربات قاصمة على يد الجيش والتحالف في جبهات حرض وميدي، حيث خلّفت العديد من القتلى في صفوفهم، بينهم قيادات بارزة، منهم جواد محمد حميد الدين، وأمين يحيى محمد مرغم، وعبدالله محمد الرشيدي، ومحمد حسين علي الدار، وصدام عبدالله الرشيدي، وحسن يحيى الرشيدي، والقيادي عارف محمد محمد القاضي.
من جهة أخرى، قالت مصادر مقربة من الحوثيين إن توجيهات صدرت من زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي، بتصفية عناصرها وقياداتها من جناح رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد، على خلفية الصراع السري القائم بينه وبين القيادي الحوثي، ورئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي.
وأكدت المصادر أن من بين الذين تمت تصفيتهم من قبل الحوثي القيادي البارز وأحد مؤسسي الجماعة الحوثية، صالح هبرة، إلى جانب عدد من القيادات المعتدلة، حسب قولها، بعد سنوات من احتجازه وفرض الإقامة الجبرية عليه في أحد المنازل المهجورة في منطقة مران بمديرية حيدان بصعدة، ووجهت إليه تهم المؤامرة والخيانة والتعاون مع التحالف والشرعية اليمنية.
وفي صنعاء العاصمة، قصفت مقاتلات التحالف تجمعاً لقيادات الحوثي في مدرج مطار صنعاء الدولي، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفهم، حيث شوهدت سيارات الإسعاف التابعة لهم تهرع إلى المطار عقب الغارات، ونقلت جثث القتلى والمصابين باتجاه مدينة صنعاء، كما قصفت أسلحة بينها صواريخ إيرانية في قاعدة الديلمي الجوية المجاورة للمطار.
وشهدت مناطق عدة في جنوب المدينة اشتباكات مسلحة بين عناصر قبلية وأخرى من ميليشيات الحوثي الانقلابية، على خلفية أزمة الغاز المستفحلة، توسعت لتشمل محيط دار الرئاسة ومنطقة دار سلم وشارع خولان وباتجاه خط صنعاء - سنحان.
وتواصلت أزمة الغاز في المدينة التي تشهد طوابير طويلة للسكان أمام محطات الغاز المخصصة لتعبئة السيارات وبعض المحال منذ أيام، بعد إغلاق معظم المعارض الرسمية والخاصة ببيع الغاز المنزلي أبوابها، بسبب انعدامه واختفائه من السوق المحلية، مع تصاعد الغليان الشعبي والدعوات للخروج في ثورة الجياع لإسقاط حكومة الميليشيات الانقلابية غير المعترف بها دولياً، وحكم الأمر الواقع الذي فرضوه على المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وفي عمران شمال العاصمة، قصفت مقاتلات التحالف مواقع يتمركز فيها الحوثيون في الجبل الأحمر بمديرية حرف سفيان، ما تسبب في تشتت عناصرهم، ومصرع وإصابة عدد منهم.
وفي الجوف، شنت مقاتلات التحالف غارات مركزة، استهدفت تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها لمساندة عناصرهم في جبهات سوق الاثنين ومزارع الورش في مديرية المتون، فيما صدت قوات الجيش تقدماً للميليشيات نحو جبال حام من اتجاه الورش بالمتون أيضاً.
كما قصفت مقاتلات التحالف بـ10 غارات مواقع وتجمعات للميليشيات في المناطق الواقعة بين مديريتي الغيل والمصلوب، حيث خلّفت أربعة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الحوثي، وتم تدمير آليات عسكرية متنوعة.
وفي ذمار جنوب صعاء، كشفت مصادر محلية استحداث الميليشيات الانقلابية معسكراً تدريبياً جديداً في قبيلة الحداء، وفرض التجنيد الإجباري على أبناء القبيلة، والذي يأتي تعويضاً عن المعسكر الذي تم إغلاقه في منطقة ضوران آنس، بعد مواجهات مع أبناء القبائل بالمنطقة.
وكانت مصادر محلية في ذمار أكدت مصرع 91 شخصاً من أبناء المحافظة في جبهات القتال التابعة للميليشيات في مناطق متفرقة، الأمر الذي أدى إلى افتتاح المعسكر الجديد لتعويض تلك الخسائر الفادحة في صفوفهم.
على الصعيد ذاته، استحدثت الميليشيات موقعاً عسكرياً جديداً في أعلى قمة جبل التعكر الاستراتيجي في مديرية جبل جنوب مدينة إب وسط البلاد، بالتزامن مع تقدم قوات الجيش بمديرتي حيس والجراحي بمحافظة الحديدة، اللتين تقعان على الحدود الغربية لمحافظة إب.
ويعتبر جبل التعكر واحداً من أهم المواقع الاستراتيجية في إب، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر فوق سطح البحر، ويطل على مديريات العدين من جنوب شرق ومن أعلى الجبل يطل على مدينة تعز وقاع الحوبان ومديرية ذي السفال ومناطق الجعاشن.