سفير إيران يُشعل صراعا مسلحا بين أجنحة الحوثي في صنعاء
ليس من المتوقع أن يكون حادث اغتيال وزير الشباب والرياضة في حكومة المليشيات الحوثية – غير المعترف بها دوليا - آخر حوادث الاغتيال التي ستكون الشغل الشاغل للعناصر المدعومة من إيران خلال الفترة المقبلة، وذلك لسبب بسيط وهو أن هناك حاكما جديدا لصنعاء ممثلا في السفير الإيراني الذي تولى منصبه مؤخرا سيعمل على استمالة جناح على حساب آخر لتكون بيده الكعكة الكبرى.
بحسب العديد من السياسيين في صنعاء فإن اغتيال زيد بمثابة بداية لتنفيذ إيران حرب اغتيالات بإشراف مبعوثها حسين إيرلو، لدعم نفوذ قيادات معينة داخل الأسرة الحوثية تدين بالولاء المطلق لطهران وتعزيز هيمنتها في السلطة على حساب الأسر المتوكلية السياسية والتي كان يواليها حسن زيد إلى حد التطرف.
يرى مراقبون أن سفير إيران سيحاول حسم صراع الأجنحة سريعا بما لا يؤدي إلى تفكك بنية المليشيات الحوثية، غير أن مهمته ستواجه فشلا ذريعا لأن حالة السخط التي ستكون حاضرة في الجناح الخاسر ستكون أقوى من أي محاولة للتهدئة، وقد يفشل الإرهابي الإيراني في السيطرة على مكونات المليشيات والتي اعتادت على القتل والتخريب والتدمير.
يذهب البعض للتأكيد على أن سياسية طهران التي تتبعها مع المليشيات التي تمولها وتقوم على استمالة الطرف الأقوى لصالحها من أجل دعمه لن تكون مجدية مع المليشيات الحوثية والتي تتقارب فيها القوى النافذة داخلها وهو ما يظهر من خلال الاشتباكات التي تنشب بين الحين والآخر بين أجنحتها من دون أن يكون هناك طرف يتمتع بقوة كاملة على حساب الطرف الآخر.
وبعد خمسة أيام من اغتيال الوزير في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" حسن زيد، هاجم مسلحون مجهولون سيارة قيادي حوثي، في أحد شوارع صنعاء، وبحسب مصادر محلية فإن كمينًا مسلحًا استهدف القيادي الحوثي حنين قطينة ومرافقيه، والذي نجا بأعجوبة من الكمين إضافة لإصابة اثنين من مرافقيه بجروح خطيرة.
وتشير تقارير إعلامية إلى تورط مسلحين حوثيين في واقعة اغتيال القيادي الحوثي حسن زيد، وأن الواقعة لها خلفيات أخرى بدأت مع قيام عبدالملك الحوثي، باتهام الأسر الحوثية المنتمية لصنعاء بالفساد وإفشال إدارة مؤسسات الدولة، ما دفعه لإصدار توجيهات إلى محمد علي الحوثي بإقصائهم.
وأضافت التقارير ذاتها أن هذا الأمر فجر صراعًا مع مهدي المشاط، ووصل إلى حد التهديدات المتبادلة، وهو الأمر الذي يشير لوجود دلالات في مسلسل الاغتيالات الأخيرة، مشيرة إلى أن توجيهات عبدالملك الحوثي نجحت في بعض المحافظات لكنها فشلت في صنعاء، التي تمتلك الأسر الحوثية فيها سلطة ونفوذًا في المؤسسات الحكومية.