صفقة مشبوهة تؤكد التعاون الخفي بين الشرعية والحوثي في مأرب
في خضم جملة من الأحداث السريعة التي تمر بها الأزمة اليمنية، أقدمت الشرعية على إبرام صفقة تبادل أسرى مع المليشيات الحوثية في محافظة مأرب، غير أن الغريب في الصفقة أنها تضمنت إطلاق سراح خمسة من العناصر الحوثية من دون أن يشمل الأمر أسرى تابعين للشرعية لدى المليشيات المدعومة من إيران.
حاولت الشرعية تمرير الصفقة من دون أن يلحظ بها أحد ولم تحظ باهتمام شعبي أو إعلامي لرغبتها في تمرير علاقتها مع المليشيات الحوثية في الخفاء، غير أن توقيت الصفقة وطريقة إبرامها يثير عشرات الأسئلة بشأن درجة التعاون والتنسيق بين الطرفين، تحديدا وأنها جاءت بعد أيام قليلة من تنفيذ أكبر اتفاقية لتبادل الأسرى بينهما برعاية الأمم المتحدة.
يرى مراقبون أن عدم إطلاق سراح أي أسير لدى الشرعية ضمن تلك الصفقة يؤكد على أن هناك أهدافا خفية ترتبط بالتنسيق والتعاون بينهما في مأرب، وقد تكون الصفقة مقابل عدم تصعيد المليشيات الحوثية في المحافظة انتظارا لما سوف تسفر عنه مباحثات الإعلان المشترك التي من المفترض أن تنطلق خلال الشهر الجاري في سويسرا، بحسب مصادر إعلامية عديدة.
ولا يستبعد العديد من المتابعين أن يشمل التنسيق بين الحوثي والشرعية في مأرب تحريك مئات النازحين يوميا إلى محافظات الجنوب في محاولة لاختراق العاصمة عدن عبر طرق غير تقليدية تقوم على التغيير الديموغرافي، في ظل تركيز العناصر المدعومة من إيران على استهداف المدنيين بشكل أساسي هو ما يدفعهم لترك مواقعهم.
بحسب المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، فإن مليشيا الحوثي الإرهابية تشرد 40 ألف أسرة في مأرب، في وقت تسيطر فيه جماعة الإخوان على المحافظة عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا.
وعقدت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، ومليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، أمس الأول السبت، صفقة جديدة لتبادل الأسرى بينهما في محافظة مأرب، وجرى إطلاق خمسة أسرى من مليشيا الحوثي في هذه الصفقة، دون أن يتم تحديد مكاسب مليشيا الإخوان.
ووصل التنسيق بين المليشيات الإخوانية والحوثية مؤخرًا إلى مراحل متقدمة، ليشمل عمليات تبادل الأسرى بينهما، وكذلك تهريب الأسلحة والوقود عبر مسارات خفية.
وتخضع مأرب في معظمها لسلطة الشرعية، بما فيها مركز المدينة، فيما يسيطر الحوثيون على بعض المناطق هناك، لكن تمكنهم من إحكام السيطرة على المناطق المحاذية لها في محافظة البيضاء مثل ردمان وقيفة فتح شهيتهم للتمدد نحوها والسيطرة على بعض المديريات، في ظل دفاع مستميت من رجال القبائل وغياب تام لقوات الشرعية التي سهلت وصول الحوثي إلى كثير من المناطق.