عدن ..احتفاء الوفاء بزايد الخير!

المغفور له طيب الذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لا يكاد يختلف عليه اثنان، في أنّه والخير صنوان، بل هو للخير عنوان، وهو أحد أفذاذ الزمان، ممن دخلوا القلوب بلا استئذان، واحتلَّ مكانا في الافئدة والوجدان، بما تركه من أعمال الخير والإحسان، في كثير من الأصقاع والبلدان، ويظل اسمه أنشودة رائعة الألحان، تتردد عبر الزمان والمكان..


يحق لعدن أن تحتفي اليوم بعام زائد الخير، الشيخ زايد بن سلطان ، طيب الله ثراه، فقد كان لها الشرف ان احتفت به خير احتفاء في حياته، ورحبّت به أجمل ترحيب خلال زيارته التي قام بها إلى عدن عام 1972 واستقبله آنذاك الرئيس سالم ربيع علي (سالمين)،وسط استقبال شعبي كبير عبرت عنه الحشود الكبيرة التي خرجت لاستقباله وهو يمر برفقة سالمين على ظهر سيارة مكشوفة محييا الجماهير المرحبة به والمصطفة بتزاحم على جانبي الشارع الرئيسي بالمعلا..


هكذا نشأ جيلنا واسم زايد قرين الخير، فترك أثره الطيب في نفوسنا، ويظل اسمه خالداً في قلوبنا وفي سفر تاريخنا المعاصر، تذكرنا به بصماته وأعماله الخيرية التي قدمها لشعبنا بدافع من الشهامة والأخوة العربية، وبعيداً عن الحسابات السياسية، ومنها ذلك الحي السكني الحديث والجميل الذي شُيد بدعم من الشيخ زايد بن سلطان واستكثر النظام حينها إطلاق اسمه عليه كصاحب فضل، بعد الله، في تشييده،وها ما يُعرف بـ (حي عبدالعزيز)..ولعل الانصاف أن تعاد تسميته بحي (زايد بن سلطان) وفاءً لرجل الوفاء والخير، القائد والإنسان، الذي غادرنا وتذكرنا به سيرته العطره وأعماله الخير..


ويكفيه فخراً أن أولاده من بعده هم خير خلف لخير سلف، إذ اقتفوا سيرة والدهم وزادوا الخير خيراً، بوقوفهم مع شعبنا في محنته وتقديم النجدة والعون والدعم في أصعب الظروف حين وصلت جائحة المليشيات الحوثي إلى عدن فواجها أبطال مقاومتنا الباسلة وجاء الدعم الإماراتي ضمن عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وتم دحر الغزاة، وامتزجت دماء شهداء الإمارات مع دماء شهدائنا في صنع ذلك النصر.


وها نحن اليوم، نبادل الأشقاء الوفاء بالوفاء ونحتفي معهم بعام زايد 2018، الذي يتزامن مع مرور قرن على ميلاد مؤسس وباني نهضة الإمارات العربية، حيث أقيم صباح اليوم حفل بهيج أقامه ذراع الخير الإماراتي (الهلال الاحمر الإماراتي) في قاعة الفخامة لتدشين فعاليات عام زايد في عدن بالإعلان عن حزمة مشاريع سيتم تنفيذها خلال العام في محافظات (عدن - لحج - أبين - الضالع - تعز)، تأتي مواصلة لذلك الدعم السخي الذي قدمته الإمارات العربية خلال الأعوام الماضية في المشاريع الخدماتية الأساسية كالصرف الصحي والمياه وفي إعادة ترميم وتأهيل المدارس ورياض الأطفال وترميم وتجهيز المراكز الصحية والمستشفيات وتزويدها بالمعدات الطبية والأدوية وغيرها من المنشآت التي دمرها الحوثيون.


وقد أكد مدير الهلال الأحمر الإماراتي بعدن المهندس "سعيد آل علي" في كلمته بأن مشاريع عام زايد 2018 هي امتداد لمشاريع الأعوام الماضية وسيعمل الهلال الأحمر الإماراتي على تنفيذ مشاريع في مختلف المحافظات، مشيراً إلى أن عام زايد سيكون عام خير أيضاً في المحافظات المحررة حيث تم رصد ميزانية لتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية في خمس محافظات (عدن، لحج، أبين، الضالع، تعز) بمبلغ 35 مليون درهم إماراتي.. وبشر أهالي العاصمة عدن بقوله": نعلن عن دعم كهرباء عدن ب 100 ميجا وات ستصل قريبا"..وهذا الإعلان جاء بشير خير على أعتاب صيف عدن الحار ولذلك قوبل هذا الدعم، من الأشقاء الإمارتيين، بتصفيق حار من الحاضرين الذين يتوقون ومعهم كل سكان العاصمة لصيف يتجاوز معاناتهم جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، خاصة في صيف عدن القائظ.


هكذا يتجدد حضور زائد الخير، وإمارات الخير.. في عام زائد 2018، ولا نملك إلا أن نترحم على الشيخ زائد، طيب الله ثراه.. الذي نراه اليوم أكثر حضورا بيننا من خلال الحضور القوي والمتميز للإمارات الشقيقة بخيرها ودعمها السخي في كل المجالات، إذ ما برحت يدها ممدودة بالخير والعون والمساعدة المعهودة منذ عهد مؤسسها زائد بن سلطان، الذي أرسى دعائم الدولة ونهجها لأولاده من بعده حتى أصبح اسم زايد واسم الإمارات مرتبطاً بالخير.
ولا أجد ما أختتم به هذه الكلمات بمناسبة احتفاء عدن بعام زايد 2018 سوى هذه الخاطرة التي قلتها من القلب في 30نوفمبر2015م، بعنوان "شكراً إمارات الخير":

شكرا لكم كثير
ليس له نظير
فخيركم في أرضنا وفير
من عهد "زايد الكبير"
شكرا لكم كثير
هذا أقل ما نقول
بل هو نزْرٌ يسير
في حق من ضحى
بدمه الغزير
ومن وقف مؤازراً لنا
في ظرفنا العسير
شكرا لكم كثير
كنتم لنا يا أيها الأحباب
نعم النصير
صنيعكم لن يُنتسى
وبالوفاء شعبنا جدير
عهداً نقوله لكم وَثير
بأننا معاً سويةً نسير
تجمعنا الأهداف والمصير